ج35.الدر المنثور في التفسير بالماثور عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
ج35.
كتاب الدر المنثور في التفسير بالماثور عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
صبيحة بدر فإن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا
صبيحة ليلة القدر فإنها تطلع يومئذ بيضاء ليس لها شعاع.
وأخرج ابن زنجوية ، وَابن مردويه بسند صحيح عن أبي هريرة
قال : ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : كم بقي من الشهر قلنا : مضت اثنتان وعشرون وبقي ثمان ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : مضت اثنتان وعشرون وبقيت سبع التمسوها الليلة الشهر تسع
وعشرون.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال : التمسوا ليلة القدر في أول ليلة من رمضان وفي تسعة وفي إحدى عشرة
وفي أحدى وعشرين وفي آخر ليلة من رمضان.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم في ليلة القدر إنها آخر ليلة.
وأخرج محمد بن نصر عن معاوية قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان.
وأخرج محمد بن نصر عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله :
أخبرني عن ليلة القدر أي شيء تكون في زمان الأنبياء ينزل عليهم فيها الوحي فإذا
قبضوا
رفعت أم هي إلى يوم القيامة قال : بل هي إلى يوم القيامة
، قلت يا رسول الله : في أي الشهر هي ؟ قال : إن الله لو أذن لي أن أخبركم بها
لأخبرتكم بها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان في إحدى السبعين ثم لا تسألني
عنها بعد مرتك هذه " ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس يحدثهم
فلما رأيته قد استطلق به الحديث قلت : أقسمت عليك يارسول الله لتخبرني بها في أي
السبعين هي ؟ فغضب علي غضبا لم يغضب علي قبلها ولا بعدها فقال : إن الله تعالى لو
أمرني أن أخبركم لأخبرتكم لا آمن أن تكون في السبع الأواخر " قيل لأبي عمرو : أرأيت قوله :
اطلبوها في إحدى السبعين " ؟ قال : يعني ليلة ثلاث وعشرين وليلة سبع وعشرين.
وَأخرَج ابن أبي شيبة وأحمد ، وَابن زنجويه والنسائي ،
وَابن جرير
في "تهذيبه" ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والبيهقي في
"شعب الايمان" عن مالك بن مرثد عن أبيه قال : سألت أبا ذر فقلت : أسألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر ؟ قال : أنا كنت أسأل الناس عنها قلت
:يارسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أو في غيره ؟فقال : بل هي في رمضان
".قلت : يارسول الله تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى
يوم القيامة ؟قال : بل هي إلى يوم القيامة" فقلت :يارسول الله في أي رمضان هي
؟ قال : التمسوها في العشر الأول وفي العشر الأواخر ، قال : ثم حدث رسول الله صلى
الله عليه وسلم وحدث فاهتبلت غفلته فقلت : يا رسول الله أقسمت عليك تخبرني أو لما
أخبرتني في أي العشر هي فغضب علي غضبا ما غضب علي مثله لا قبله ولا بعده
فقال : إن الله لو شاء لأطلعكم عليها التمسوها في السبع
الأواخر لا تسألني عن شيء بعدها.
وأخرج البخاري ، وَابن مردويه والبيهقي عن عائشة أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
:
تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
وأخرج مالك ، وَابن أبي شيبة والطيالسي وأحمد والبخاري
ومسلم ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأوسط من شهر رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان
ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من اعتكافه فقال : من اعتكف معي فليعتكف
العشر الأواخر وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء
وطين فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر ، قال أبو سعيد : فمطرت
السماء من تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد ، قال أبو سعيد : فأبصرت
عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة
إحدى وعشرين.
وأخرج مالك ، وَابن سعد ، وَابن أبي شيبة وأحمد ومسلم ،
وَابن زنجويه والطحاوي والبيهقي عن عبد الله بن أنيس أنه
سئل عن ليلة القدر فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : التمسوها الليلة وتلك الليلة وليلة ثلاث وعشرين.
وأخرج مالك والبيهقي عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله
بن أنس الجهني قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إني رجل شاسع
الدار فمرني بليلة أنزلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل ليلة ثلاث
وعشرين من رمضان.
وأخرج البيهقي عن الزهري قال : قلت لضمرة بن عبد الله بن
أنيس ما قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأبيك ليلة القدر قال : كان أبي صاحب
بادية قال : فقلت يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها قال : أنزل ليلة ثلاث وعشرين
، قال : فلما تولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اطلبوها في العشر الأواخر.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عمر أن رجالا
من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر
في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أرى
رؤياكم قد توطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها
فليتحرها في السبع الأواخر.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري
والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال : خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن
يخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين قال : خرجت لأخبركم بليلة القدر
فتلاحى رجلان من المسلمين فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في
التاسعة والسابعة والخامسة.
وأخرج الطيالسي والبيهقي عن عبادة بن الصامت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو يريد أن يخبر أصحابه بليلة القدر فتلاحى رجلان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خرجت وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى
رجالن فاختلجت مني فاطلبوها في العشر الأواخر في تاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو
خامسة تبقى.
وأخرج البخاري وأبو داود ، وَابن جَرِير والبيهقي عن ابن
عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوها في العشر
الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى وفي سابعة تبقى وفي خامسة تبقى.
وأخرج أحمد عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: التمسوها في العشر الأواخر في تاسعة وسابعة وخامسة.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن
حُمَيد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن جَرِير والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد
الرحمن بن جوشن قال : ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال : أما أنا فلست بملتمسها
إلا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : التمسوها في العشر
الأواخر لتاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو ثالثة تبقى أو آخر ليلة فكان أبو بكرة رضي
الله عنه يصلي في عشرين من رمضان كما كان يصلي في سائر السنة فإذا دخل العشر اجتهد.
وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والبيهقي من طريق أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
التمسوها في العشر الأواخر من
رمضان فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قلت يا
أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد
منا ، قال : أجل قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة قال
: إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها التاسعة وإذا مضى الثلاث والعشرون فالتي تليها
السابعة وإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
وأخرج الطيالسي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : ليلة القدر أربع وعشرون.
وأخرج أحمد والطحاوي ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير
والطبراني وأبو داود ، وَابن مردويه عن بلال رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ليلة القدر ليلة أربع وعشرين.
وأخرج ابن سعد ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير عن عبد
الرحمن بن عسلة الصنابحي رضي الله عنه قال : ما فاتني رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلا بخمس ليال توفي وأنا
بالجحفة فقدمت على أصحابه متوافرين فسألت بلالا رضي الله
عنه عن ليلة القدر فقال : ليلة ثلاث وعشرين.
وأخرج محمد بن نصر عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين.
وأخرج الطيالسي ، وَابن زنجويه ، وَابن حبان والبيهقي عن
أبي ذر رضي الله عنه قال : صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا
من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب
ثلث الليل فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ست وعشرين السابع
مما بقي صلى بنا حتى كاد أن يتأطر الليل فقلت يا رسول الله : لو نفلتنا بقية
ليلتنا فقال : لا إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فلماكانت
ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ثمان وعشرين جمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم واجتمع له الناس فصلى بنا حتى كاد أن يفوتنا الفلاح ثم لم يصل بنا شيئا
من الشهر والفلاح السحور.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وَابن زنجويه ، وعَبد بن
حُمَيد ومسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن
حبان ، وَابن مردويه والبيهقي عن زر بن حبيش
قال :
سألت أبي بن كعب عن ليلة القدر قلت : إن أخاك عبد الله
بن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر فحلف لا يستثني أنها ليلة سبع
وعشرين ، قلت : بم تقول ذلك أبا المنذر قال : بالآية والعلامة التي قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إنها تصبح من ذلك اليوم تطلع الشمس ليس لها شعاع ، ولفظ
ابن حبان : بيضاء لا شعاع لها كأنها طست.
وأخرج محمد بن نصر ، وَابن جَرِير والحاكم وصححه
والبيهقي من طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ويقول : لا تتكلم حتى يتكلموا فدعاهم فسألهم فقال :
أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر : التمسوها في العشر
الأواخر وترا أي ليلة ترونها فقال بعضهم : ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم : ليلة
ثلاث وقال بعضهم : ليلة خمس وقال بعضهم : ليلة سبع ، فقالوا : وأنا ساكت ، فقال :
مالك لا تتكلم فقلت : إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا ، فقال : ما أرسلت إليك
إلا لتكلم فقال : إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سموات ومن الأرض مثلهن وخلق
الإنسان من سبع ونبت الأرض سبع ، فقال عمر رضي الله عنه : هذا أخبرتني بما أعلم
أرأيت ما لا أعلم فذلك نبت الأرض سبع ، قلت : قال الله عز وجل (شققنا الأرض
فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا
وحدائق غلبا وفاكهة وأبا) (سورة عبس الآية 26) قال :
فالحدائق غلبا الحيطان من النخل والشجر (وفاكهة وأبا) فالأب ما أنبتت الأرض مما
تأكله الدواب والأنعام ولا تأكله الناس ، فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه : أعجزتم
أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه والله إني لأرى القول كما
قلت وقد أمرتك أن لا تتكلم معهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن راهويه ومحمد بن نصر والطبراني
والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : دعا عمر رضي الله عنه
أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فاجتمعوا أنها في العشر
الأواخر فقلت لعمر : إني لأعلم
وإني لأظن أي ليلة هي قال : وأي ليلة هي قال : سابعة
تبقى من العشر الأواخر قال عمر رضي الله عنه : ومن أين علمت ذلك قلت : خلق الله
سبع سموات وسبع أرضين وسبع أيام وإن الدهر يدور في سبع وخلق الإنسان من سبع ويأكل
من سبع ويسجد على سبعة أعضاء والطواف بالبيت سبع والجمار سبع لأشياء ذكرها.
فقال عمر رضي الله عنه لقد فطنت لأمر ما فطنا له وكان
قتادة يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : ويأكل من سبع ، قال : هو قول
الله تعالى : (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا) الآية.
وأخرج ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي
الله عنه قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس رضي الله عنهما وكان
ناس من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فكانهم وجدوا في أنفسهم فقال : لأريتكم
اليوم منه شيئا تعرفون فضله فسألهم عن هذه السورة (إذا جاء نصر الله) (سورة النصر)
فقالوا : أمر نبينا صلى الله عليه وسلم إذا رأى مسارعة الناس في الإسلام ودخولهم
فيه أن يحمد الله ويستغفره فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا ابن عباس مالك لا
تتكلم فقال : أعلمه متى يموت ، قال : (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون
في دين الله أفواجا) فهي آيتك من الموت فقال عمر رضي الله عنه : صدق والذي نفس عمر
بيده ما أعلم منها إلا ما علمت ، قال : وسألهم عن ليلة القدر فأكثروا فيها فقالوا
: كنا نرى أنها في العشر الأوسط ثم بلغنا أنها في العشر الأواخر فأكثروا فيها فقال
بعضهم : ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم
: ثلاث وعشرين وقال بعضهم : سبع وعشرين ، فقال له عمر
رضي الله عنه مالك يا ابن عباس لا تتكلم قال : الله أعلم ، قال : قد نعلم أن الله
أعلم ولكني إنما أسألك عن علمك فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الله وتر يحب
الوتر خلق سبع سموات
وجعل عدد الأيام سبعا وجعل الطواف بالبيت سبعا والسعي
بين الصفا والمروة سبعا ورمي الجمار سبعا وخلق الإنسان من سبع وجعل رزقه من سبع ،
قال : كيف خلق الإنسان من سبع وجعل رزقه
من سبع فقد فهمت من هذا شيئا لم أفهمه قال : قول الله :
(لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)
إلى قوله : (فتبارك الله أحسن الخالقين) (سورة المؤمنين
الآية 14) ثم ذكر رزقه فقال : (إنا صببنا الماء صبا) (سورة عبس الآية 26) إلى قوله
: (وفاكهة وأبا) فالأب ما أنبتت الأرض للأنعام والسبعة رزق لبني آدم قال : لا
أراها والله أعلم إلا لثلاث يمضين وسبع يبقين.
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن كعب القرظي
رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس في
رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين فذكروا ليلة القدر فتكلم
منهم من سمع فيها بشيء مما سمع فتراجع القوم فيها الكلام فقال عمر رضي الله عنه
مالك يا ابن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا يمنعك الحداثة ، قال ابن عباس رضي الله
عنهما : فقلت يا أمير المؤمنين : إن الله تعالى وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا
تدور على سبع وخلق الإنسان من سبع وجعل فوقنا سموات سبعا وخلق تحتنا أرضين سبعا
وأعطى من المثاني سبعا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في
كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع وطاف رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالكعبة سبعا وبين الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار سبع لإقامة ذكر الله في
كتابه فأراها في
السبع الأواخر من شهر رمضان والله أعلم قال : فتعب عمر
رضي الله عنه وقال : وما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم يسر شؤون رأسه إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: التمسوها في العشر الأواخر ثم قال : يا هؤلاء من يؤدي
في هذا كأداء ابن عباس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين.
وأخرج ابن أبي شيبة عن زر رضي الله عنه أنه سئل عن ليلة
القدر فقال : كان عمر وحذيفة وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون
أنها ليلة سبع وعشرين.
وأخرج ابن نصر ، وَابن جَرِير في تهذيبه عن معاوية قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة.
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي
في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أتيت وأنا نائم في رمضان فقيل لي :
إن الليلة ليلة القدر فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله الله صلى
الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فنظرت في الليلة فإذا
هي ليلة ثلاث وعشرين قال : فقال ابن عباس : إن الشيطان يطلع مع الشمس كل يوم إلا
ليلة القدر وذلك أنها تطلع يومئذ بيضاء لا شعاع لها.
وأخرج محمد بن نصر والحاكم وصححه عن النعمان بن بشير رضي
الله عنه قال : قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ليلة ثلاث وعشرين
إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع
وعشرين حتى ظننت أنا لا ندرك الفلاح وأنتم تسمون السحور وأنت تقولون ليلة سابعة
ثلاث عشر ونحن نقول ليلة سابعة سبع وعشرين أفنحن أصوب أم أنتم.
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من شهر رمضان في الخامسة
والسابعة والتاسعة.
وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنه : سأل
عمر رضي الله عنه أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال ابن عباس
رضي الله عنهما : إن ربي يحب السبع (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) (سورة الحجر
الآية 87) قال البخاري في إسناده نظر.
وأخرج الطيالسي وأحمد ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : إنها ليلة سابعة أو
تاسعة وعشرين وإن الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.
وأخرج محمد بن نصر من طريق أبي ميمون عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال :
إنها السابعة وتاسعة والملائكة معها أكثر من عدد نجوم
السماء وزعم أنها في قوله : أبي هريرة رضي الله عنه ليلة أربع وعشرين.
وأخرج محمد بن نصر ، وَابن جَرِير والطبراني والبيهقي عن
ابن
عباس رضي الله عنهما، أن رجلا أتى النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم فقال : يا نبي الله إني شيخ كبير يشق علي القيام فمرني بليلة لعل الله
أن يوفقني فيها لليلة القدر قال : عليك بالسابعة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن منيع والبخاري في تاريخه
والطبراني وأبو الشيخ والبيهقي عن حوة العبدي قال : سئل زيد بن أرقم رضي الله عنه
عن ليلة القدر فقال : ليلة سبع عشرة ما تشك ولا تستثن وقال : ليلة نزل القرآن ويوم
الفرقان يوم التقى الجمعان.
وأخرج الحرث بن أبي أسامة عن عبد الله بن الزبير رضي الله
عنه قال : هي الليلة التي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومها أهل بدر يقول
الله : (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) (سورة الأنفال الآية
41) قال
جعفر رضي الله عنه : بلغني أنها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ومحمد بن نصر
والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : التمسوا ليلة القدر
لسبع عشرة خلت من
رمضان فإنها صبيحة يوم بدر التي قال الله : (وما أنزلنا
على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) وفي إحدى وعشرين وفي ثلاث وعشرين فإنها
لا تكون إلا في وتر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال
لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة إحدى
وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ثم سكت.
وأخرج الطحاوي عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سأل
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال : تحروها في النصف الأخير ثم عاد فسأله
فقال : إلى ثلاث وعشرين.
وأخرج أحمد ومحمد بن نصر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر فقال : هي في العشر الأواخر أو في
الثالثة أو في الخامسة.
وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : اطلبو ليلة القدر في العشر الأواخر في تسع يبقين
وسبع يبقين وخمس يبقين وثلاث
يبقين.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة عن أبي قلابة رضي
الله عنه قال : ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في كل وتر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث
بن هشام قال : ليلة القدر ليلة سبع عشرة ليلة جمعة.
وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن حويرث قال : إنما أرى أن
ليلة القدر لسبع عشرة ليلة الفرقان.
وأخرج محمد بن نصر والطبراني عن خارجة بن زيد رضي الله
عنه بن [ عن ] ثابت عن أبيه أنه كان يحيي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وليلة سبع
وعشرين ولا كإحياء ليلة سبع عشرة فقيل له : كيف تحيي ليلة سبع عشرة قال : إن فيها
نزل القرآن وفي صبيحتها فرق بين الحق والباطل.
وأخرج محمد بن نصر عن ابن مسعود رضي الله عنه في ليلة
القدر : تحروها لإحدى عشرة يبقين صبيحتها يوم بدر لتسع يبقين ولسبع يبقين فإن
الشمس تطلع كل يوم بين قرني الشيطان إلا صبيحة ليلة القدر فإنها تطلع ليس لها شعاع.
وأخرج الطيالسي ومحمد بن نصر والبيهقي وضعفه عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : ليلة سمحة
طلقة لا حارة ولا باردة تصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليلة القدر ليلة بلجة سمحة تطلع شمسها ليس لها
شعاع.
وأخرج ابن جرير في تهذيبه عن أبي قلابة رضي الله عنه قال
: ليلة القدر تجول في ليالي العشر كلها.
وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الشهر أيقظ أهله ورفع مئزره.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان
رسول الله يجتهد في العشر اجتهادا لا يجتهد في غيره.
وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال : أنا والله حرضت
عمر على القيام في شهر رمضان قيل : وكيف ذلك يا أمير المؤمنين قال : أخبرته أن في
السماء السابعة حظيرة يقال لها حظيرة القدس فيها ملائكة يقال لهم الروح وفي لفظ
الروحانيون فإذا كان ليلة القدر استأذنوا ربهم في النزول إلى الدنيا فيأذن لهم فلا
يمرون على مسجد يصلى فيه ولا يستقبلون أحدا في طريق إلا دعوا له فأصابه منهم بركة
، فقال له عمر : يا أبا الحسن فنحرض الناس على الصلاة حتى تصيبهم البركة فأمر
الناس بالقيام.
وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك قال : قال النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : من صلى المغرب والعشاء في جماعة حتى ينقضي شهر رمضان فقد أصاب من
ليلة القدر بحظ والفر.
وأخرج ابن خزيمة والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من صلى العشاء الأخيرة في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة
القدر.
وأخرج ابن زنجويه عن ابن عمرو قال : من صلى العشاء
الأخيرة في جماعة في رمضان أصاب ليلة القدر.
وأخرج مالك ، وَابن أبي شيبة ، وَابن زنجويه والبيهقي عن
سعيد بن المسيب قال : من شهد العشاء ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه منها.
وأخرج البيهقي ، عَن عَلِي ، قال : من صلى العشاء كل
ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ فقد قامه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر قال : يومها كليلتها وليلتها
كيومها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن بن الحر قال : بلغني أن
العمل في يوم القدر كالعمل في ليلتها.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن ماجة ومحمد
بن نصر والبيهقي عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله : إن وافقت ليلة القدر فما أقول
قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر والبيهقي عن عائشة قالت
: لو عرفت أي ليلة القدر ما سألت الله فيها إلا العافية.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت : لو علمت أي ليلة
القدر كان أكثر دعائي فيها أسأل الله العفو والعافية.
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي يحيى بن أبي مرة قال :
طفت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان فرأيت الملائكة تطوف في الهواجر إلى البيت.
وأخرج البيهقي من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة
قال : ذقت ماء البحر ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان فإذا هو عذب.
وأخرج البيهقي عن أيوب بن خالد قال : كنت في البحر
فأجنبت ليلة
ثلاثا وعشرين من شهر رمضان فاغتسلت من ماء البحر فوجدته
عذبا فراتا.
وأخرج بن زنجويه ومحمد بن نصر عن كعب الأحبار قال : نجد
هذه الليلة في الكتب حطوطا تحط الذنوب يريد ليلة القدر.
وأخرج البيهقي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة يصلون على كل عبد قائم
أو قاعد يذكر الله تعالى فإذا كان يوم عيدهم باهى بهم الملائكة فقال : يا ملائكتي
ما جزاء أجير وفى عمله قالوا : ربنا جزاؤه أن يؤتى أجره ، قال : يا ملائكتي عبيدي
وإمائي قضوا فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجون إلي بالدعاء وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي
وارتفاع مكاني لأجيبنهم فيقول : ارجعوا فقد عفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات فيرجعون
مغفورا لهم.
وأخرج الزجاجي في أماليه عن علي بن أبي طالب قال : إذا
أتى أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : اللهم بارك
لأمتي في بكورها يوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزله
آخر سورة آل عمران و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}
وأم الكتاب فإن فيهن قضاء حوائج الدنيا والآخرة.
وأخرج أحمد والترمذي ومحمد بن نصر والطبراني ، عَن عَلِي
، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع سور في ثلاث ركعات (ألهاكم
التكاثر) و{إنا أنزلناه في ليلة القدر} و(إذا زلزلت الأرض) في ركعة وفي الثانية
(والعصر) و(إذا جاء نصر الله) و(إنا أعطيناك الكوثر) وفي الثالثة (قل يا أيها
الكافرون) (وتبت يدا أبي لهب) (وقل هو الله أحد).
وَأخرَج محمد بن نصر عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم قال : من قرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} عدلت بربع القرآن ومن قرأ (إذا
زلزلت) عدلت بنصف القرآن (وقل يا أيها الكافرون) تعدل ربع القرآن (وقل هو الله
أحد) تعدل ثلث القرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
98
- سورة البينة.
مدنية وآياتها ثمان.
الآية 1 - 7.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة {لم
يكن} بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة {لم يكن}
بمكة.
وأخرج أبو نعيم في المعرفة عن إسماعيل بن أبي حكيم
المزني أحد بني فضيل : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله ليسمع
قراءة {لم يكن} فيقول : أبشر عبدي فوعزتي وجلالي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى.
وأخرج أبو موسى المديني في المعرفة عن إسماعيل بن أبي
حكيم عن مطر المزني أو المدني عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الله
ليسمع قراءة {لم يكن
الذين كفروا}
فيقول : أبشر عبدي فوعزتي وجلالي لا أنساك على حال من
أحوال الدنيا والآخرة ولأمكنن لك في الجنة حتى ترضى.
وأخرج أحمد ، وَابن قانع في معجم الصحابة والطبراني ،
وَابن مردويه عن أبي حبة البدري قال : لما نزلت {لم يكن الذين كفروا من أهل
الكتاب} إلى آخرها قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن ربك
يأمرك أن تقرئها أبيا فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لأبي : إن جبريل أمرني أن
أقرئك هذه السورة ، قال أبي : وقد ذكرت ثم يا رسول الله قال : نعم فبكى.
وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب : إن الله أمرني أن أقرأ
عليك {لم يكن الذين كفروا} قال : وسماني لك قال : نعم فبكى وفي لفظ : لما نزلت {لم
يكن الذين كفروا} دعا أبي بن كعب فقرأها عليه فقال : أمرت أن أقرأ عليك.
وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححه عن أبي بن كعب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن {لم يكن
الذين كفروا من أهل الكتاب} فقرأ فيها ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيته
لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فأعطيته لسأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب
ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفيه غير المشركة ولا اليهودية
ولا النصرانية ومن يفعل ذلك فلن يكفره.
وأخرج أحمد عن أبي بن كعب قال : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أقرأ عليك فقرأ علي {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب
والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} إن الدين عند الله
الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفره ، قال
شعبة : ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ لو أن لابن آدم واديا من مال لسأل واديا ثانيا
ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب قال : ثم ختم بما بقي من السورة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : يا أبي إني
أمرت أن أقرئك سورة فاقرأنيها {لم يكن الذين كفروا من
أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها
كتب قيمة} أي ذات اليهودية والنصرانية إن أقوم الدين الحنيفية مسلمة غير مشركة ومن
يعمل صالحا فلن يكفره {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة}
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وفارقوا الكتاب لما جاءهم أولئك عند الله شر
البرية ما كان الناس إلا أمة واحدة ثم أرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين يأمرون
الناس يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويعبدون الله وحده وأولئك عند الله هم خير
البرية {جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي
الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه}.
وأخرج أحمد عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى عمر يسأله
فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس ثم قال له عمر :
كم مالك قال : أربعون من الإبل ، قال ابن عباس : قلت صدق الله ورسوله لو كان
لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله
على من تاب ، فقال عمر : ما هذا فقلت : هكذا
اقرأني أبي ، قال : فمر بنا إليه فجاء إلى أبي فقال : ما
تقول هذا قال أبي : هكذا اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إذا
أثبتها في المصحف قال : نعم.
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : قلت يا أمير
المؤمنين : إن أبيا يزعم أنك تركت من آيات الله آية لم تكتبها ، قال : والله
لأسألن أبيا فإن أنكر لتكذبن ، فلما صلى صلاة الغداة غدا على أبي فأذن له وطرح له
وسادة وقال : يزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب الله لم أكتبها ، فقال : إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما
واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ، فقال عمر :
أفأكتبها قال : لا أنهاك ، قال : فكأن أبيا شك أقول من رسول الله صلى الله عليه
وسلم أو قرآن منزل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : لما نزلت {لم يكن
الذين كفروا من أهل الكتاب} لقي أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا أبي إن الله قد أنزل سورة
وأمرني أن أقرئكها فقال : آلله أمرك قال : نعم ، قال :
فافعل ، قال : فأقرأها إياه.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب
والمشركين منفكين} قال : منتهي عما هم فيه {حتى تأتيهم البينة} أي هذا القرآن {رسول من
الله يتلو صحفا مطهرة} قال : يذكر القرآن بأحسن الذكر ويثني عليه بأحسن الثناء
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} والحنيفيه الختام وتحريم
الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات والمناسك {ويقيموا الصلاة ويؤتوا
الزكاة وذلك دين القيمة} قال : هو الذي بعث الله به رسوله وشرعه لنفسه ورضيه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {منفكين} قال :
برحين.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {منفكين} قال : منتهين لم يكونوا ليؤمنوا
حتى تبين لهم الحق.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {حتى تأتيهم
البينة} قال :
محمد وفي قوله : {وذلك دين القيمة} قال : القيم.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله : {من بعد ما جاءتهم
البينة} قال : محمد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عقيل قال : قلت للزهري تزعمون أن
الصلاة والزكاة ليس من الإيمان فقرأ {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ترى هذا من الإيمان أم لا.
وأخرج ابن المنذر عن عطاء بن أبي رباح أنه قيل له : إن
قوما قالوا : إن الصلاة والزكاة ليسا من الدين فقال : أليس يقول الله {وما أمروا
إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين
القيمة} فالصلاة والزكاة من الدين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن المغيرة قال : كان أبو واثل إذا
سئل عن شيء من
الإيمان قرأ {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى
قوله : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}.
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : أتعجبون من منزلة
الملائكة من الله
والذي نفسي بيده لمنزلة العبد المؤمن عند الله يوم
القيامة أعظم من منزلة ملك واقراؤا إن شئتم {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك
هم خير البرية}.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله : من
أكرم الخلق على الله قال : يا عائشة أما تقرئين {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية}.
وأخرج ابن عساكر ، عَن جَابر بن عبد الله قال كنا عند
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأقبل علي فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده
إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية} فكان أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا
: جاء خير البرية.
وأخرج ابن عدي ، وَابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا : علي
خير البرية.
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت {إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.
وأخرج ابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ألم تسمع قول الله : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك
هم خير البرية} أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرا
محجلين.
99
- سورة الزلزلة.
مدنية وآياتها ثمان * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 8 اخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت
سورة {إذا زلزلت} بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه عن قتادة قال : نزلت بالمدينة {إذا
زلزلت}.
وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ، وَابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو قال : أتى رجل رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : اقرئني يا رسول الله قال له : اقرأ ثلاثا من ذوات الراء
فقال له الرجل : كبر سني واشتد قلبي وغلظ لساني ، قال : اقرأ ثلاثا من ذوات حم ،
فقال مثل مقالته الأولى فقال : اقرأ ثلاثا من المسبحات ، فقال مثل مقالته ولكن
اقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه {إذا زلزلت الأرض زلزالها} حتى فرغ منها ،
قال الرجل : والذين بعثك بالحق لا أزيد عليها ثم أدبر فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أفلح الرويجل أفلح الرويجل.
وأخرج الترمذي وان مردويه والبيهقي عن أنس قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {إذا زلزلت} عدلت
له بنصف القرآن ومن قرأ (قل هو الله أحد) (سورة الإخلاص) عدلت له بثلث القرآن ومن
قرأ (قل يا أيها الكافرون) (سورة الكافرون) عدلت له بربع القرآن.
وأخرج الترمذي ، وَابن الضريس ومحمد بن نصر الحاكم وصححه
والبيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا زلزلت} تعدل
نصف القرآن و(قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن و(قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع
القرآن.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : من قرأ في ليلة {إذا زلزلت} كان له عدل نصف القرآن.
وأخرج أبو داود والبيهقي في "سُنَنِه" عن رجل
من بني جهينة أنه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {إذا زلزلت
الأرض} في الركعتين كلتيهما فلا أدري أنس أم قرأ ذلك عمدا.
وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلى بأصحابه الفجر فقرأ بهم في الركعة الأولى {إذا زلزلت الأرض} ثم
أعادها في
الثانية.
وأخرج أحمد ومحمد بن نصر والطبراني والبيهقي في
"سُنَنِه" عن أبي أمامة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي
ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما {إذا زلزلت} و(قل يا أيها الكافرون).
وأخرج البيهقي عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
كان يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس يقرأ في الركعة الأولى بأم الكتاب و{إذا
زلزلت} وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون).
وأخرج الخطيب في تاريخه عن الشعبي قال : من قرأ {إذا
زلزلت} فإنها تعدل سدس القرآن.
وأخرج ابن الضريس عن عاصم قال : كان يقال : (قل هو الله
أحد) ثلث القرآن و{إذا زلزلت الأرض} نصف القرآن و(قل يا أيها الكافرون) ربع القرآن.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس {إذا زلزلت الأرض زلزالها} تحركت من
أسفلها {وأخرجت الأرض أثقالها} قال : الموتى {وقال الإنسان ما لها} قال : يقول
الكافر مالها {يومئذ تحدث أخبارها} قالها ربك قولي فقالت : {بأن ربك أوحى لها} قال
: أوحى
إليها {يومئذ يصدر الناس أشتاتا} قال : من كل من ههنا وههنا.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {وأخرجت الأرض أثقالها} قال :
من في القبور {يومئذ تحدث أخبارها} قال : تخبر الناس بما عملوا عليها {بأن ربك
أوحى لها} قال : أمرها وألقت ما فيها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية {وأخرجت الأرض أثقالها} قال
: ما فيها من الكنوز والموتى.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل
فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء
السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه
شيئا.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وصححه والنسائي ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب
الإيمان عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {يومئذ
تحدث أخبارها} قال : أتدرون ما أخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإن
أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول : عمل كذا وكذا في يوم
كذا وكذا فهذه أخبارها.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل ما
عمل على ظهرها وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا زلزلت الأرض زلزالها} حتى بلغ
{يومئذ تحدث أخبارها} قال : أتدرون ما أخبارها جاءني جبريل قال : خبرها إذا كان
يوم القيامة أخبرت بكل عمل عمل على ظهرها.
وأخرج الطبراني عن ربيعة الجرشي رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال :
تحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس من أحد عامل عليها
خيرا أو شرا إلا وهي
مخرة به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحكم رضي الله عنه قال : رأيت
أبا أمية صلى في المسجد الحرام المتوبة ثم تقدم فجعل يصلي ههنا وههنا فلما فرغ قلت
له : ما هذا الذي رأيتك تصنع قال : قرأت هذه الآية {إذا زلزلت الأرض زلزالها} إلى
قوله : {يومئذ تحدث أخبارها} فأردت أن تشهد لي يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن الأنباري في المصاحف عن إسماعيل بن عبد الله قال :
سمعت سعيد بن جبير يقرأ بقراءة ابن مسعود هذه الآية : يومئذ تنبئ أخبارها وقرأ مرة
{يومئذ تحدث أخبارها}.
وأخرج ابن بي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله :
{يومئذ يصدر الناس أشتاتا} قال : فرقا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {يومئذ يصدر
الناس} قال : يتصدعون {أشتاتا} فلا يجتمعون بعد ذلك آخر ما عليهم وكان يقال إن هذه
السورة الفاذة الجامعة.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والطبراني في الأوسط والحاكم في تاريخه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن
أنس رضي الله عنه قال : بينما أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأكل مع النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : إذا نزلت عليه {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره} فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده وقال : يا رسول الله إني لراء ما عملت من مثقال
ذرة من شر فقال : يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر بشر
ويدخل لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة.
وأخرج إسحاق بن راهويه ، وعَبد بن حُمَيد والحاكم ،
وَابن مردويه عن أسماء قالت : بينما أبو بكر رضي الله عنه يتغدى مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا نزلت هذه الآية {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره} فأمسك أبو بكر رضي الله عنه وقال : يا رسول الله أكل ما عملناه من
سوء
رأيناه فقال : ما ترون مما تكرهون فذاك مما تجزون به
ويدخر الخير لأهله في الآخرة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب البكاء ، وَابن جَرِير
والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنه قال : أنزلت {إذا زلزلت الأرض زلزالها} وأبو بكر الصديق رضي الله عنه
قاعد فبكى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك يا أبا بكر قال :
تبكيني هذه السورة ، فقال : لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر لكم لخلق الله أمة
يخطئون ويذنبون فيغفر لهم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال
: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق إذ نزلت عليه هذه الآية
{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} فأمسك رسول الله صلى
الله عليه وسلم يده عن الطعام ثم قال : من عمل منكم خيرا فجزاؤه في الآخرة ومن عمل
منكم شرا يراه في الدنيا مصيبات وأمراضا ومن يكن فيه مثقال ذرة من خير دخل الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه
قال : كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه
يأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه هذه الآية
{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} فأمسك أبو بكر يده وقال
: يا رسول الله إنا لراؤون ما عملنا من خير أو شرا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يا أبا بكر أرأيت ما رأيت مما تكره فهو من مثاقيل الشر ويدخر لك مثاقيل
الخير حتى توفاه يوم القيامة وتصديق ذلك في كتاب الله (وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (سورة الشورى الآية 30).
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال : لما أنزلت
هذه الآية {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} قلت : يا
رسول الله إني لراء عملي قال : نعم ، قلت : تلك الكبار الكبار قال : نعم ، قلت :
الصغار الصغار ، قال : نعم ، قلت : واثكل أمي ، قال : أبشر يا أبا سعيد فإن الحسنة
بعشر أمثالها يعني إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء والسيئة بمثلها أو يعفو
الله ولن ينجو أحد منك بعمله ، قلت : ولا أنت يا نبي الله قال : ولا أنا إلا أن
يتغمدني الله منه بالرحمة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في
قوله : {فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره} الآية قال : لما نزلت (ويطعمون الطعام على
حبه) (سورة الإنسان الآية 8) كان
المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا
أعطوه فيجيء السائل إلى أبوابهم فيستقلون أن يعطوه التمرة والكسرة فيردونه ويقولون
: ما هذا بشيء إنهما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون
على الذنب اليسير كالكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك ويقولون : إنما وعد الله
النار على الكبائر فرغبهم في الخير القليل أن يعملوه فإنه يوشك أن يكثر وحذرهم
اليسير من الشر فإنه يوشك أن يكثر {فمن يعمل مثقال ذرة} يعني وزن أصغر النمل {خيرا
يره} يعني في كتابه ويسره ذلك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن
عباس في قوله : {فمن يعمل مثقال ذرة}
الآية قال : ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيرا ولا شرا في
الدنيا إلا أره الله إياه فأما لمؤمن فيريه الله حسناته وسيئاته فيغفر له من
سيئاته ويثيبه على حسناته وأما الكافر فيريه حسناته وسيئاته فيرد حسناته ويعذبه
بسيئاته.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن محمد بن كعب في الآية قال : من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى
ثوابها في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى يخر من الدنيا وليس عنده خير {ومن
يعمل مثقال ذرة شرا} من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى
يخرج من الدنيا وليس عليه شيء.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والنسائي والطبراني ، وَابن مردويه عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره} فقال : حسبي لا أبالي أن لا أسمع من القرآن غيرها.
وأخرج سعيد بن منصور عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في مجلس ومعهم أعرابي جالس {فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} فقال الأعرابي : يا رسول الله أمثقال ذرة
قال : نعم ، فقال الأعرابي : وأسوأتاه ، ثم قال وهو يقولها فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن
زيد بن أسلم رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره} الآية فقام رجل
فجعل يضع يده على رأسه وهو يقول : وأسوأتاه فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أما الرجل فقد آمن.
وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أن رجلا
قال : يا رسول الله ليس أحد يعمل مثقال ذرة خيرا إلا رآه ولم يعمل مثقال ذرة شرا
إلا رآه قال : نعم ، فانطلق الرجل وهو يقول : واسوأتاه فقال النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : آمن الرجل.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن
زيد بن أسلم رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دفع رجلا إلى رجل يعلمه
فعلمه حتى بلغ {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} فقال الرجل : حسبي فقال الرجل : يا
رسول الله أرأيت الرجل الذي أمرتني أن أعلمه لما بلغ {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره} فقال حسبي : فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : دعه فقد فقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر
لنا أن رجلا ذهب مرة يستقرئ فلما سمع هذه الآية {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} إلى آخرها فقال :
حسبي حسبي إن عملت مثقال ذرة من خيرا رأيته وإن عملت مثقال ذرة من شر رأيته ، قال
: وذكر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول : هي الجامعة
الفاذة.
وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق عن الحسن قال : لما نزلت
{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} الآية قال رجل من المسلمين : حسبي حسبي إن عملت
مثقال ذرة من خير أو شر رأيته انتهت الموعظة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحارث بن سويد أنه قرأ {إذا
زلزلت} حتى بلغ {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} قال : إن هذا الإحصاء شديد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في الآية قال : هو الكافر
يعطي كتابه يوم القيامة فينظر فيه فيرى فيه كل حسنة عملها في الدنيا فترد عليه
حسناته وذلك قول الله تعالى : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
(سورة الفرقان الآية 23) فأبلس واسود وجهه وأما المؤمن فإنه يعطى كتابه بيمنيه يوم
القيامة فيرى فيها كل خطيئة عملها في دار الدنيا ثم يغفر له ذلك وذلك قول الله :
(فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) (سورة الفرقان الآية 70) فابيض وجهه واشتد سروره.
وأخرج ابن جرير عن سليمان بن عامر رضي الله عنه أنه قال
: يا رسول الله إن
أبي كان يصل الرحم ويفي بالذمة ويكرم الضيف ، قال : مات
قبل الإسلام قال : نعم ، قال : لن ينفعه ذلك ولكنها تكون في عقبه فلن تخزوا أبدا
ولن تذلوا أبدا ولن تفتقروا أبدا.
وأخرج أحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن أبي الدرداء رضي
الله عنه قال : لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدنيا وضعي وجهي للسجود لخالقي في
اختلاف الليل والنهار أقدمه لحياتي وظمأ الهواجر ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما
تنتقى الفاكهة وتمام التقوى أن يتقي الله تعالى البعد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى
أن يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما حتى يكون حاجزا بينه وبين الحرام
إن الله قد بين للناس الذي هو يصيرهم إليه قال : {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن
يعمل مثقال ذرة شرا يره} فلا تحقرن شيئا من الشر أن تتقيه ولا شيئا من الشر أن
تفعله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعملو أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك
نعله {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول : اتقو النار ولو بشق تمرة ، ثم قرأت {فمن يعمل
مثقال ذرة خيرا يره}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر
لنا أن عائشة رضي الله عنها جاءها سائل فسأل فأمرت له بتمرة فقال لها قائل : يا أم
المؤمنين إنكم لتصدقون بالتمرة قالت : نعم والله إن الخلق كثير ولا يشبعه إلا الله
أوليس فيها مثاقيل ذر كثيرة.
وأخرج البيهقي في شبع الإيمان عن عائشة أن سائلا جاءها
فقالت لجاريتها : أطعميه فوجدت تمرة فقالت : أعطيه إياها فإن فيها مثاقيل ذر إن
تقبلت.
وأخرج مالك ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد من طريق عائشة
رضي الله عنها أن سائلا أتاها وعندها سلة من عنب فأخذت حبة من عنب فأعطته فقيل لها
في ذلك فقالت : هذه أثقل من ذر كثير ثم قرأت {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن جعفر بن برقان قال : بلغنا أن عمر بن
الخطاب أتاه مسكين وفي يده عنقود من عنب فناوله منه حبة وقال : فيه مثاقيل ذر
كثيرة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سائلا
سأل عبد الرحمن بن عوف وبين يديه طبق وعليه فناوله حبة فكأنهم أنكروا ذلك عليه
فقال : في هذه مثاقيل ذر كثير.
وأخرج سعد عن عطاء بن فروخ أن سعد بن مالك أتاه سائل
وبين يديه طبق عليه تمر فأعطاه تمرة فقبض السائل يده ، فقال سعد : ويحك تقبل الله
منا مثقا الذرة والخردلة وكم في هذه من مثاقيل الذر.
وأخرج ابن سعد عن شداد بن أوس أنه خطب الناس فحمد الله
وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس ألا إن الدنيا أجل حاضر يأكل منها البار والفاجر
ألا وإن الآخرة أجل مستأخر يقضي فيها ملك قادر ألا وإن الخير بحذافيره في الجنة
ألا وإن الشر بحذافيره في النار ألا واعلموا أنه {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن
يعمل مثقال ذرة شرا يره}.
وأخرج الزجاجي في أماليه عن أنس بن مالك أن سائلا أتى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فأعطاه تمرة فقال السائل : نبي من أنبياء يتصدق بتمرة ،
فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثير.
وأخرج هناد عن ابن عباس في قوله : {مثقال ذرة} إنه أدخل
يده في التراب ثم رفعها ثم نفخ فيها وقال : كل من هؤلاء مثقال ذرة.
وأخرج الحسين بن سفيان في مسنده وأبو نعيم في الحلية عن
شداد بن أوس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيها الناس إن الدنيا
عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر يحق فيها
الحق ويبطل الباطل أيها الناس كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا
فإن كل أم يتبعها ولدها ، اعملوا وأنتم من الله على حذر واعملوا أنكم معرضون على
أعمالكم وأنكم ملاقوا الله لا بد منه {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره}.
وأخرج مالك والبخاري وأحمد ومسلم والنسائي ، وَابن ماجة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل لثلاثة : لرجل أجر ولرجل ستر
وعلى رجل وزر الحديث ، قال : وسئل عن الحمر فقال : ما نزل علي
فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}
بسم الله الرحمن الرحيم
100
- سورة العاديات.
مكية وآياتها إحدى عشرة.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 11.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت والعاديات
بمكة.
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (إذا زلزلت) (سورة الزلزال) تعدل بنصف القرآن {والعاديات} تعدل
بنصف القرآن.
وأخرج محمد بن نصر من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا زلزلت) تعدل نصف القرآن {والعاديات} تعدل
نصف القرآن و(قل هو الله أحد) (سورة الإخلاص) تعدل ثلث القرآن و(قل يا أيها
الكافرون) (سورة الكافرون) تعدل ربع القرآن.
وأخرج البزار ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والدارقطني في الإفراد ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم خيلا فاستمرت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت
{والعاديات ضبحا} ضحت بأرجلها ولفظ ابن مردويه ضبحت
بمناخيرها {فالموريات قدحا} قدحت
بحوافرها الحجارة فأورت نارا {فالمغيرات صبحا} صبحت
القوم بغارة {فأثرن به نقعا} أثارت بحوافرها التراب {فوسطن به جمعا} صبحت القوم جميعا.
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس قال : بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العدو فأبطأ خبرها فشق ذلك عليه فأخبره الله
خبرهم وما كان من أمرهم فقال : {والعاديات ضبحا} قال : هي الخيل والضبح : نخير
الخيل حتى تنخر {فالموريات قدحا} قال : حين تجري الخيل توري نارا أصابت بسنابكها
الحجارة {فالمغيرات صبحا} قال : هي الخيل أغارت فصبحت العدو {فأثرن به نقعا} قال :
هي الخيل أثرن بحوافرها يقول تعدو الخيل والنقع الغبار {فوسطن به جمعا} قال :
الجمع العدو.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح قال : تقاولت أنا
وعكرمة في شأن العاديات فقال : قال ابن عباس هي الخيل في القتال وضبحها حين ترخي
مشافرها إذا أعدت {فالموريات قدحا} قال : أرت المشركين مكرهم {فالمغيرات صبحا} قال
: إذا صبحت العدو {فوسطن به جمعا} قال : إذا توسطت العدو ، قال أبو صالح : فقلت :
قال علي : هي الإبل في الحج ومولاي كان أعلم من مولاك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في
المصاحف والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : بينما أنا في الحجر جالس
إذا أتاني رجل فسأل عن العاديات ضبحا فقلت : الخيل حين تغير في سبيل الله ثم تأوي
إلى الليل فيصصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب عني إلى علي بن أبي طالب
وهو جالس تحت سقاية زمزم فسأله عن العاديات ضبحا ، فقال : سألت عنها أحدا قبل قال
نعم ، سألت عنها ابن عباس ، فقال : هي الخيل حين تغير في سبيل الله ، فقال : اذهب
فادعه لي ، فلا وقفت على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك والله إن أول غزوة
في الإسلام لبدر وما كان معنا إلا فرسان للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف يكون
العاديات ضبحا إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة فإذا أدوا إلى المزدلفة
أوروا إلى النيران {فالمغيرات صبحا} من المزدلفة
إلى منى فذلك جمع وأما قوله : {فأثرن به نقعا} فهو نقع
الأرض حين تطؤه بخفافها وحوافرها ، قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال
علي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق
الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله {والعاديات ضبحا} قال : الإبل قال إبراهيم : وقال
علي بن أبي طالب : هي الإبل ، وقال ابن عباس : هي الخيل فبلغ عليا قول ابن عباس
فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر قال ابن عباس : إنما كان ذلك في سرية بعثت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عامر قال : تمارى علي ، وَابن
عباس في العاديات ضبحا فقال ابن عباس : هي الخيل وقال علي : كذبت يا ابن فلانة
والله ما كان معنا يوم بدر فارس إلا المقداد وكان على فرس أبلق ، قال : وكان علي
يقول : هي الإبل ، فقال ابن عباس : ألا ترى أنها تثير نقعا فما شيء تثيره إلا
بحوافرها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن
ابن عباس {والعاديات ضبحا} قال : الخيل {فالموريات قدحا} قال : الرجل إذا أورى
زنده {فالمغيرات صبحا} قال : الخيل تصبح العدو {فأثرن به نقعا} قال : التراب {فوسطن
به جمعا} قال : العدو {إن الإنسان لربه لكنود} قال : لكفور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {والعاديات ضبحا} قال :
قال ابن عباس في القتال وقال ابن مسعود : في الحج.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس {والعاديات
ضبحا} قال : ليس بشيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس {فالموريات قدحا} قال : هو مكر
الرجل قدح فأورى {فالمغيرات صبحا} قال : غارت الخيل صبحا {فأثرن به نقعا} قال : غبار وقع
سنابك الخيل {فوسطن به جمعا} قال : جمع العدو ، قال عمرو : وكان عبيد بن عمير يقول : هي الإبل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {والعاديات
ضبحا} قال : الخيل ضبحها زجرها ألم تر أن الفرس إذا عدا قال : أح أح فذاك ضبحها.
وأخرج ابن جرير ، عَن عَلِي ، قال : الضبح من الخيل
الحمحمة ومن الإبل النفس.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن
قتادة {والعاديات ضبحا} قال : هي الخيل تعدو حتى تضبح {فالموريات قدحا} قال : قدحت
النار بحوافرها {فالمغيرات صبحا} غارت حين أصبحت {فأثرن به نقعا} قال : غبار
{فوسطن به جمعا} قال : جمع القوم {إن الإنسان لربه لكنود} قال : لكفور.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد {والعاديات
ضبحا} قال : الخيل ألم تر إلى الفرس إذا أجري كيف يضبح وما ضبح بعير قط {فالموريات
قدحا} قال : المكر تقول العرب إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه : أما والله لأقدحن
لك ثم لأورين {فالمغيرات صبحا} قال : الخيل {فأثرن به نقعا} قال : التراب مع
وقع الخيل {فوسطن به جمعا} قال : جمع العدو {إن الإنسان
لربه لكنود} قال : لكفور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطية {والعاديات ضبحا} قال :
الخيل ألم ترها إذا عدت تزحر يقول تنحر {فالموريات قدحا} قال : الكر {فالمغيرات
صبحا} قال : الخيل {فأثرن به نقعا} قال : الغبار {فوسطن به جمعا} قال : جمع
المشركين {إن الإنسان لربه لكنود} قال : لكفور.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {فالموريات قدحا} قال :
كان مكر المشركين إذا مكروا قدحوا النار حتى يروا أنهم كثير.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله : عز وجل {فأثرن به نقعا} قال : النقع ما يسطع من حوافر الخيل ، قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول : عدمنا خيلنا إن
لم تروها * تثير النقع موعدها كداء قال : فأخبرني عن قوله : {إن الإنسان لربه
لكنود} قال : الكنود الكفور للنعمة وهو الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويجيع عبده ،
قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
: شكرت له يوم العكاظ نواله * ولم أك للمعروف ثم كنودا
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود {والعاديات ضبحا} قال : هي
الإبل في الحج {فالموريات قدحا} إذا استفت الحصى بمناسمها تضرب الحصى بعضه
بعضا فيخرج منه النار {فالمغيرات صبحا} حين يفيضون من جمع {فأثرن به نقعا} قال :
إذا صرن يثرن التراب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء {والعاديات ضبحا} قال : الإبل {فالموريات قدحا} قال : الخيل {فوسطن به جمعا} قال :
القوم {إن الإنسان لربه لكنود} قال : لكفور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن محمد بن كعب القرظي {والعاديات
ضبحا} قال : الدفعة من عرفة {فالموريات قدحا} قال : النيران تجمع {فالمغيرات صبحا} قال :
الدفعة من جمع {فأثرن به نقعا} قال
: بطن الوادي {فوسطن به جمعا} قال : جمع منى.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال : الكنود
بلساننا أهل البلد
الكفور.
وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم في قوله : {إن الإنسان لربه لكنود} قال : لكفور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبخاري في الأدب والحكيم الترمذي
، وَابن مردويه عن أبي أمامة قال : الكنود الذي يمنع رفده وينزل وحده ويضرب عبده.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن
مردويه والبيهقي ، وَابن عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أتدرون ما الكنود قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هو الكفور
الذي يضرب عبده ويمنع رفده ويأكل وحده.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن قتادة والحسن في قوله :
{إن الإنسان لربه لكنود} قال : الكفور للنعمة البخيل بما أعطى والذي يمنع رفده
ويجيع عبده ويأكل وحده ولا يعطي النائبة تكون في قومه ولا يكون كنودا حتى تكون هذه
الخصال فيه.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن {إن الإنسان لربه
لكنود} قال : لكفور يعدد المصيبات وينسى نعم ربه عز وجل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإنه على
ذلك لشهيد} قال : الإنسان {وإنه لحب الخير} قال : المال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وإنه على ذلك لشهيد} قال :
الله عز وجل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وإنه على
ذلك لشهيد} قال : هذه من مقاديم الكلام يقول وإن الله على ذلك لشهيد وإن الإنسان
لحب الخير لشديد.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن
قتادة {وإنه لحب الخير} قال : هو المال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب {وإنه على ذلك لشهيد}
قال : الإنسان شاهد على نفسه {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور} قال : حين يبعثون
{وحصل ما في الصدور} قال : الأعمال حصل ما فيها .
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله :
(إذا بعثر ما في القبور) .قال : بحث (وحصل ما في الصدور) .قال أبرز.
وَأخرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي صالح :(وحصل
ما في الصدور) قال: أخرج ما في الصدور.
وأخرج ابن عساكر من طريق البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي
هريرة قال : قال رجل يا رسول الله : ما العاديات ضبحا فأعرض عنه ثم رجع إليه من
الغد فقال : ما الموريات قدحا فأعرض عنه ثم رجع إليه لثالثة فقال : ما المغيرات
صبحا فرفع العمامة والقلنسوة عن رأسه بمخصرته فوجده مقرعا رأسه فقال : لو وجدتك
حالقا رأسك لوضعت الذي فيه عيناك ففزع الملأ من قوله فقالوا يا نبي الله ولم قال : إنه سيكون أناس
من أمتي يضربون القرآن بعضه ببعض ليبطلوه ويتبعون ما تشابه ويزعمون أن لهم في أمر
ربهم سبيلا ولكل دين مجوس وهم مجوس أمتي وكلاب
النار فكأنه يقول : هم القدرية ، قال الذهبي في الميزان
: البختري ضعفه أبو حاتم وأعله غيره وقال أبو نعيم : روي عن أبيه موضوعات.
101
- سورة القارعة.
مكية وآياتها إحدى عشرة * بسم الله الرحن الرحيم.
الآية 1 - 11.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نزلت سورة القارعة بمكة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : القارعة من أسماء يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله
عنه في قوله : {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} قال : هذا هو الفراش الذي رأيتم
يتهافت في النار وفي قوله : {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} قال : كالصوف وفي قوله : {فأما
من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية} قال : هي الجنة {وأما من خفت موازينه فأمه
هاوية} قال : هي النار مأواهم وأمهم ومصيرهم ومولاهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {فأمه هاوية} قال : مصيره إلى النار
وهي الهاوية.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {فأمه هاوية} كقولك هويت
أمه.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال : هي كلمة عربية إذا وقع
رجل في أمر شديد قالوا : هويت أمه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي خالد الوالبي {فأمه هاوية}
قال : أم رأسه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : أم رأسه هاوية في
جهنم.
وأخرج ابن جرير عن أبي صالح قال : يهوون في النار على
رؤوسهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : الهاوية النار هي أمه
ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن الأشعث بن عبد الله
الأعمى قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى روح المؤمنين فتقول : روحوا لأخيكم
فإنه كان في غم الدنيا ويسألونه ما فعل فلان فيخبرهم فيقول صالح حتى يسألوه ما فعل
فلان فيقول : مات أما جاءكم فيقولون : لا ذهب به إلى أمه الهاوية.
وأخرج الحاكم عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون له : ما فعل
فلان فإذا قال مات قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مات المؤمن تلقته أرواح المؤمنين يسألونه ما
فعل فلان ما فعلت فلانة فإن كان مات ولم يأتهم قالوا خولف به إلى أمه الهاوية بئست
الأم وبئست المربية حتى يقولوا : ما فعل فلان ، هلت تزوج ما فعلت فلانة هل تزوجت
فيقولون : دعوه فيستريح فقد خرج من كرب الدنيا.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : إن نفس المؤمن إذا قبضت تقلتها أهل الرحمة من عباد الله كما
يلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون : انظروا صاحبكم يستريح فإنه كان في كرب شديد
ثم يسألونه ما فعل فلان وفلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول :
هيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون : إنا لله وإنه إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية
فبئست الأم وبئست المربية.
وأخرج ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال : إذا قبضت
نفس العبد
تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في
الدنيا فيقبلون عليه ليسألوه فيقول بعضهم لبعض : انظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان
في كرب فيقبلون عليه يسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن
الرجل مات قبله قال لهم : إنه قد هلك فيقولون : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به
إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية فيعرض عليهم أعمالهم فإذا رأوا حسنا
فرحوا واستبشروا وقالوا : هذه نعمتك على عبدك فأتمها وإن رأو سوءا قالوا : اللهم راجع عبدك
، قال ابن المبارك ورواه سلام الطويل عن ثور فرفعه.
وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن جبير أنه قيل له : هل يأتي
الأموات أخبار الأحياء قال : نعم ما من أحد له حميم إلا يأتيه أخبار أقاربه فإن
كان خيرا سر به وفرح به وإن كان شرا ابتأس لذلك وحزن حتى إنهم ليسألون عن الرجل قد
مات فيقال : ألم يأتكم فيقولون : لقد خولف به إلى أمه الهاوية.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه رضي الله عنه
قال : مر عيسى عليه السلام
بقرية قد مات أهلها إنسا وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها
فقام ينظر إليها ساعة ثم أقبل على أصحابه فقال : مات هؤلاء بعذاب الله ولو ماتوا
بغير ذلك ماتوا متفرقين ثم ناداهم : يا أهل القرية ، فأجابه مجيب لبيك يا روح الله
، قال : ما كان جنايتكم قالوا عبادة الطاغوت وحب الدنيا ، قال : وما كانت عبادتكم
الطاغوت قال : الطاعة لأهل معاصي الله تعالى ، قال : فما كان حبكم الدنيا قالوا :
كحب الصبي لأمه ، كنا إذا أقبلت فرحنا وإذا أدبرت حزنا مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة
الله وإقبال في سخط الله ، قال : وكيف كان شأنكم قالوا : بنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية
، فقال عيسى : وما الهاوية قال
: سجين ، قال : وما سجين قال : جمرة من نار مثل أطباق
الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها ، قال : فما بال أصحابك لا يتكلمون قال : لا
يستطيعون أن يتكلموا ملجمون بلجام من نار ، قال : فكيف كلمتني أنت من بينهم قال :
إني كنت فيهم ولم أكن على حالهم فلما جاء البلاء عمني معهم فأنا معلق بشعرة في
الهاوية لا أدري أكردس في النار أم أنجو ، فقال عيسى : بحق أقول لكم لأكل خبز
الشعير وشرب ماء القراح والنوم على المزابل مع الكلاب كثير مع عافية الدنيا
والآخرة.
وأخرج أبو يعلى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له وإن كان شاهدا
زاره وإن كان مريضا عاده ، ففقد رجلا من الأنصار في اليوم الثالث فسأل عنه فقالوا
: تركناه مثل الفرخ لا يدخل في رأسه شيء إلا خرج من دبره ، قال : عودوا أخاكم
فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده فلما دخلنا عليه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : كيفت تجدك قال : لا يدخل في رأسي شيء ألا خرج من دبري ، قال :
ومم ذاك قال يا رسول الله : مررت بك وأنت تصلي المغرب فصليت معك وانت تقرأ هذه
السورة {القارعة ما القارعة} إلى آخرها {نار حامية} فقلت اللهم ما كان من ذنب أنت معذبي
عليه في الآخرة فعجل لي عقوبته في الدنيا فنزل بي ما ترى ، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : بئس ما قلت ألا سألت الله أن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
ويقيك عذاب النار فأمره النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدعا بذلك ودعا له النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم فقام كأنهما نشط من عقال
بسم الله الرحمن الرحيم
102
- سورة التكاثر.
مكية وآياتها ثمان.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 8.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نزلت بمكة سورة {ألهاكم التكاثر}.
وأخرج الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف
آية في كل يوم قالوا : ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية قال : أما يستطيع أحدكم أن يقرأ
ألهاكم التكاثر.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه
قال : كان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمون {ألهاكم التكاثر}
المغيرة.
وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني والحاكم ، وَابن
مردويه عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يقرأ {ألهاكم التكاثر} وفي لفظ وقد أنزلت عليه {ألهاكم التكاثر} وهو
يقول : يقول ابن آدم : مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست
فأبليت أو تصدقت فأبقيت.
وأخرج الطبراني عن مطرف عن أبيه قال : لما أنزلت {ألهاكم
التكاثر} قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من
مالك إلا ما أكلت فأفنيت أولبست فأبلست أو تصدقت فأبقيت أو أعطيت فأمضيت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ومسلم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول العبد مالي مالي
وإنما له من ماله ثلاثة ما أكل
فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأبقى ، وما سوى ذلك فهو
ذاهب وتاركه للناس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول ابن آدم مالي مالي وماله من ماله إلا ما أكل
فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأمضى.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في شعب
الإيمان وضعفه عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال لنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم إني قارئ عليكم سورة {ألهاكم التكاثر} فمن بكى فقد دخل الجنة فقرأها
فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا : قد جهدنا يا رسول الله أن نبكي
فلم نقدر عليه ، فقال : إني قارئها عليكم الثانية فمن بكى فله الجنة ومن لم يقدر
أن يبكي فليتباك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن الشخير رضي الله
عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وهو يقرأ {ألهاكم التكاثر}
حتى ختمها.
وأخرج البخاري ، وَابن جَرِير عن أبي بن كعب رضي الله
عنه قال : كنا نرى هذا من القرآن لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا
ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب حتى نزلت سورة {ألهاكم
التكاثر} إلى آخرها.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ألهاكم التكاثر} قال : قالوا : نحن
أكثر من بني فلان وبنو فلان أكثر من بني فلان فألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله :
{ألهاكم التكاثر} قال : نزلت
في اليهود.
وأخرج الترمذي وحنيش بن أصرم في الاستقامة ، وَابن
جريروابن المنذر ، وَابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : نزلت {ألهاكم التكاثر}
في عذاب القبر.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز
أنه قرأ {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} ثم قال : ما أرى المقابر إلا زيارة وما
للزائر بد من أن يرجع إلى منزله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{ألهاكم التكاثر} قال : في الأموال والأولاد.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ما اخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم
الخطأ ولكن أخشى عليكم التعمد.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن زيد بن أسلم عن
أبيه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ألهاكم التكاثر} يعني عن الطاعة
{حتى زرتم المقابر} قال : يقول : حتى يأتيكم الموت {كلا سوف تعلمون} يعني لو قد
دخلتم قبوركم {ثم كلا سوف تعلمون} يقول : لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم {كلا
لو تعلمون علم اليقين} قال : لو قد وقفتم على أعمالكم بين يدي ربكم {لترون الجحيم}
وذلك أن الصراط يوضع وسط جهنم فناج مسلم ومخدوش مسلم ومكدوش في نار جهنم {ثم
لتسألن يومئذ عن النعيم} يعني شبع البطون وبارد الشراب وظلال المساكن واعتدال
الخلق ولذة النوم.
وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم تلا قوله : {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون} يقول : لو
دخلتم القبور {ثم كلا سوف تعلمون} وقد خرجتم من قبوركم {كلا لو تعلمون علم
اليقين} في يوم محشركم إلى ربكم {لترون الجحيم} أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين
{ثم لترونها عين اليقين} يوم القيامة {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} بين يدي ربكم عن
بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق
ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطاب سواه فزوجها ومنعها غيره.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {كلا سوف تعلمون} الكفار {ثم
كلا سوف تعلمون} المؤمنين ، وكذلك كانوا يقرؤونها.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن قتادة {كلا لو تعلمون علم اليقين} قال : كنا نحدث أن علم اليقين أن
يعلم أن الله باعثه بعد الموت.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {لو تعلمون علم اليقين} قال : كنا نحدث
أنه الموت وفي قوله : {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال : إن الله سائل كل ذي نعمة
فيما أنعم عليه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه
والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال :
صحة الأبدان والأسماع والأبصار يسأل الله العباد فيم استعملوها وهو أعلم بذلك منهم
وهو قوله : (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) (سورة الإسراء
الآية 36).
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال : كل شيء من لذة
الدنيا.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن أبي حاتم
، وَابن مردويه عن ابن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {ثم
لتسألن يومئذ عن النعيم} قال : الأمن والصحة.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود في الآية قال النعيم
: الأمن والصحة.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب {ثم
لتسألن يومئذ عن
النعيم} قال : النعيم العافية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ،
وَابن مردويه عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن قوله : {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}
قال : عن أكل خبز البر وشرب ماء الفرات مبردا وكان له منزل يسكنه فذاك من النعيم
الذي يسأل عنه.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال : ناس من أمتي يعقدون السمن
والعسل بالنقى فيأكلونه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن حمران بن أبان عن رجل من أهل
الكتاب قال : ما الله معط عبدا فوق ثلاث إلا سائله عنهم يوم القيامة : قدر ما يقيم به
صلبه من الخبز وما يكنه من الظل وما يواري به عورته من الناس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لما نزلت هذه
الآية {لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الصحابة : وفي أي نعيم نحن يا رسول الله وإنما
نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير فأوحى الله إلى نبيه أن قل لهم : أليس تحتذون
النعال وتشربون الماء البارد فهذا من النعيم.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وأحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن محمود بن لبيد قال : لما أنزلت {ألهاكم
التكاثر} فقرأ حتى بلغ ثم {لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا يا رسول الله : عن أي
نعيم نسأل وإنما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر فعن أي
نعيم نسأل قال : أما إن ذلك سيكون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والترمذي ، وَابن مردويه عن أبي
هريرة قال : لما نزلت هذه الآية {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الناس : يا رسول الله عن أي النعيم
نسأل وإنما هما الأسودان والعدو حاضر وسيوفنا على عواتقنا قال : أما إن ذلك سيكون.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه ، وَابن ماجة ، وَابن المنذر
، وَابن مردويه
عن الزبير بن العوام قال : لما نزلت {ثم لتسألن يومئذ عن
النعيم} قالوا يا رسول الله : وأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء
قال : إن ذلك سيكون.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن
ابن الزبير قال : لما نزلت {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الزبير بن العوام : يا رسول الله أي
نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان الماء والتمر ، قال : أما ذلك سيكون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن صفوان بن سليم قال : لما نزلت {ألهاكم التكاثر}
إلى آخرها {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
عن أي نعيم نسأل إنما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على عواتقنا ، فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إنه سيكون.
وأخرج أبو يعلى عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية
{لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا يا رسول الله : أي نعيم نسأل عنه وسيوفنا على
عواتقنا وذكر الحديث.
وأخرج أحمد في زوائد الزهد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي ،
وَابن جَرِير ، وَابن حبان ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال
له : ألم نصح لك جسمك ونروك من الماء البارد.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ، وَابن مردويه
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من
الناس الصحة والفراغ.
وأخرج ابن جرير عن ثابت البناني عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال : النعيم المسؤول عنه يوم القيامة كسرة تقوته وماء يرويه وثوب
يواريه.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، عَن جَابر بن عبد
الله قال : جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطبا
وسقيناهم ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا النعيم الذي تسألون عنه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه والبهقي ، عَن
جَابر بن عبد الله قال : كان ليهودي على أبي تمر فقتل أبي يوم أحد وترك حديقتين
وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : هل لك
أن تأخذ العام بعضه وتؤخر بعضها إلى قابل فأبى اليهودي فقال النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : إذا حضر الجذاذ فآذاني فآذنته فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر فجعلنا نجذ ويكال له من أسفل النخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
بالبركة حتى وفيناه جميع حقه من أصغر الحديقتين ثم أتيتهم برطب وماء فأكلوا وشربوا
ثم قال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ،
وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة
قالا : الجوع يا رسول الله ، قال : والذي نفسي بيده
لأخرجني الذي أخرجكما فقوموا فقاما معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته
فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أين
فلان قالت : انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم وصاحبيه فقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني فانطلق فجاء
بعذق فيه بسر وتمر فقال : كلوا من هذا وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا ، فلما شبعوا
ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : والذي نفسي بيده لتسألن
عن هذا النعيم يوم القيامة.
وأخرج البزار ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن
عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم خرج يوما عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالسا فقال : ما
أخرجك هذه الساعة قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله ، ثم أن عمر جاء فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة قال : أخرجني الذي
أخرجكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا
النخل فتصيبان من طعام وشراب
فقلنا : نعم يا رسول الله فانطلقنا حتى أيتنا منزل مالك
بن التيهان أبي الهيثم الأنصاري.
وأخرج ابن حبان ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : خرج
أبو بكر في الهاجرة إلى المسجد فسمع عمر فخرج فقال لأبي بكر : ما أخرجك هذه الساعة
قال : أخرجني ما أجد في نفسي من حاق الجوع ، قال عمر : والذي نفسي بيده ما أخرجني
إلى الجوع فبينما هما كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما أخرجكما
هذه الساعة فقالا : والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا
إلى منزل أبي أيوب الأنصاري فلما انتهوا إلى داره قالت امرأته : مرحبا بنبي الله
وبمن بعه ، قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أين أبو أيوب فقالت امرأته : يأتيك
يا نبي الله الساعة ، فجاء أبو أيوب فقطع عذقا فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
ما أردت أن تقطع لنا هذا ألا اجتنيت الثمرة قال : أحببت يا رسول الله أن تأكلوا من
بسره وتمره ورطبه ، ثم ذبح جديا فشوى نصفه وطبخ نصفه فلما وضع بين يدي النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال :
يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ
أيام فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة ، فلما أكلوا وشبعوا قال النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم : خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ودمعت عيناه والذي نفسي بيده إن هذا لهو النعيم
الذي تسألون عنه ، قال الله : {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} فهذا النعيم الذي
تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه ، فقال : بلى إذا أصبتم هذا فضربتم
بأيديكم فقولوا : بسم الله فإذا شيعتم فقولوا : الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم
علينا وأفضل فإن هذا كفاف لها.
وأخرج أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن عدي والبغوي في معجمه
، وَابن منده في المعرفة ، وَابن عساكر ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن
أبي عسيب مولى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : خرج النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم ليلا فمر بي فدعاني فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر
فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى
دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط : أطعمنا فجاء بعذق فوضعه فأكل
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب وقال : لتسألن عن هذا
النعيم يوم القيامة فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ثم قال يا رسول
الله : إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة قال : نعم إلا من ثلاث كسرة يسد بها الرجل
جوعته أو ثوب يستر به عورته أو حجر يدخل فيه من الحر والبرد.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال : كان النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم على جدول فأتي برطب وماء بارد فأكل من الرطب وشرب من الماء ثم قال
: هذا من النعيم الذي تسألون عنه.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن مردويه عن أبي بكر الصديق قال :
انطلقت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ومعنا عمر إلى رجل يقال له الواقفي فذبح
لنا شاة فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إياك وذات الدر فأكلنا ثريدا ولحما
وشربنا ماء فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها ثم خرج أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ما أخرجك يا أبا بكر قال : أخرجني من الجوع ، قال : وأخرجني الذي
أخرجك ، ثم خرج عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أخرجك يا عمر قال :
أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع ، ثم جاء أناس من أصحابه فقال : انطلقوا بنا
إلى منزل أبي الهيثم فقالت لهم امرأته : إنه ذهب يستعذب
لنا فدوروا إلى الحائط ففتحت لهم باب البستان فدخلوا فجلسوا فجاء أبو الهيثم فقالت
له امرأته : أتدري من عندك قال : لا قالت له : عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة ثم أخذ مخرفان فأتى عذقا له فاخترف لهم
رطبا فأتاهم به فصبه بين أيديهم فأكلوا منه وبرد لهم ذلك الماء فشربوا منه فقال
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي الهيثم بن التيهان أن
أبا بكر الصديق خرج فإذا هو بعمر جالسا في المسجد فعمد نحوه فوقف فسلم فرد عمر
فقال له أبو بكر : ما أخرجك هذه الساعة فقال له عمر : بل أنت ما أخرجك هذه الساعة
قال
أبو بكر : إني سألتك قبل أن تسألني ، فقال عمر : أخرجني
الجوع ، فقال أبو بكر : وأنا أخرجني الذي أخرجك ، فلبثا يتحدثان وطلع النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم فعمد نحوهما حتى وقف عليهما فسلم فردا السلام فقال : ما
أخرجكما هذه الساعة فنظر كل واحد منهما إلى
صاحبه ليس منهما واحد إلا وهو يريد أن يخبره صاحبه فقال
أبو بكر : يا رسول الله خرج قبلي وخرجت بعده فسألته ما أخرجك هذه الساعة فقال : بل
أنت ما أخرجك هذه الساعة فقلت : إني ، سألتك قبل أن تسألني فقال : بل أخرجني الجوع
، فقلت له : أخرجني الذي أخرجك ، فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : وأنا فأخرجني
الذي أخرجكما ، فقال لهما النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : تعلمان من أحد نضيفه
قالا : نعم أبو الهيثم بن التيهان له أعذق وجدي إن جئناه نجد عنده فضل تمر ، فخرج
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وصاحباه حتى دخلوا الحائط فسلم النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم فسمعت أم الهيثم تسليمه ففدت بالأب والأم وأخرجت حلسا لها من شعر فجلسوا
عليه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : فأين أبو الهيثم فقالت : ذاك ذهب
ليستعذب لنا من الماء ، وطلع أبو الهيثم بالقربة على رقبته فلما أن رأى وضح
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بين ظهراني النخل أسندها إلى جذع وأقبل يفدي بالأب
والأم فلما رآهم عرف الذي بهم فقال لأم الهيثم : هل أطعمت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وصاحبيه شيئا فقالت : إنما جلس النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الساعة ، قال : فما عندك قالت :
عندي حبات من شعير ، قال : كركريها وأعجني واخبزي إذ لم يكونوا يعرفون الخمير ،
قال : وأخذ الشفرة فرآه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم موليا فقال : إياك
وذات الدر ، فقال : يا رسول الله إنما أريد عنيقا في
الغنم فذبح ونصب فلم يلبث إذا جاء بذلك إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأكل
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وصاحباه فشبعوا لا عهد لهم بمثلها ، فما مكث
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلا يسيرا حتى أتي بأسير من اليمن فجاءته فاطمة ابنة
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تشكو إليه العمل وتريه يديها وتسأله إياه ، قال : لا
ولكن أعطيه أبا الهيثم فقد رأيته وما لقي هو وامرأته يوم ضفناهم فأرسل إليه وأعطاه
إيها فقال : خذ هذا الغلام يعينك على حائطك واستوص به خيرا : فمكث عند أبي الهيثم
ما شاء الله أن يمكث فقال : لقد كنت مستقلا أنا وصاحبتي بحائطنا اذهب فلا رب لك
إلا الله فخرج ذلك الغلام إلى الشام ورزق فيها.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أن أبا بكر خرج لم يخرجه
إلا الجوع وخرج عمر لم يخرجه إلا الجوع وأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خرج
عليهما وأنهما أخبراه أنه
لم يخرجهما إلى الجوع فقال : انطلقوا بنا إلى منزل رجل
من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان فإذا هو ليس في المنزل ذهب يستقي فرحبت
المرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه وبسطت لهم شيئا فجلسو عليه فسألها
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أين انطلق أبو الهيثم قالت : ذهب يستعذب لنا فلم
يلبث أن جاء بقربة فيها ماء فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة فكان النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم كره ذلك
فذبح لهم عناقا ثم انطلق فجاء بكبائس من النخل فأكلوا من
ذلك اللحم والبسر والرطب أو شربوا من الماء فقال أحدهما : أما أبو بكر وإما عمر :
هذا من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
المؤمن لا يثرب عليه شيء أصابه في الدنيا إنما يثرب على الكافر.
وأخرج ابن مردويه عن الكلبي أنه سئل عن تفسير هذه الآية
{ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال : إنما هي للكفار {أذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا}) (سورة الأحقاف الآية 20) إنما هي للكفار قال : وخرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر وعمر كلهم يقولون أخرجني الجوع فنطلق بهما النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم إلى رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم فلم يره في منزله ورحبت المرأة
برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه وأخرجت بساطا فجلسوا عليه فقال النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم : أين أنطلق أبو الهيثم فقالت : انطلق يستعذب لنا فلم يلبثوا
أن جاء بقربة ماء فعلقها وكأنه أراد أن يذبح لهم شاة فكره النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم ذلك فذبح عناقا ثم انطلق فجاء بكبائس من نخل فأكلوا من اللحم ومن البسر
والرطب
وشربوا من الماء فقال أحدهما : إما أبو بكر وإما عمر :
هذا من النعيم الذي نسأل عنه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إنما يسأل
الكفار وإن المؤمن لا يثرب عليه شيء أصابه في الدنيا وإنما يثرب على الكافر قيل له
من حدثك قال : الشعبي عن الحارث عن ابن مسعود.
وأخرج أحمد في الزهد عن عامر قال : أكل النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لحما وخبزا وشعيرا ورطبا وماء باردا فقال : هذا
وربكما من النعيم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه
الآية {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا يارسول الله : أي نعيم نسأل عنه سيوفنا
على عواتقنا والأرض كلها لنا حرب يصبح أحدنا بغير غداء ويمسي عشاء قال : عني بذلك
قوم يكونون
من بعدكم أنتم خير منهم يغذي عليهم بجفنة ويراح عليهم
بجفنة ويغدو في حلة ويروح في حلة ويسترون بيوتهم كما تستر الكعبة ويفشى فيهم السمن.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : لما نزلت {ثم
لتسألن يومئذ عن النعيم} قام رجل محتاج فقال يا رسول الله : هل علي من النعمة شيء قال : نعم الظل
والنعلان والماء البارد.
وأخرج الخطيب ، وَابن عساكر عن ابن عباس في قوله :
{لتسألن
يومئذ عن النعيم} قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : الخصاف والماء والبارد وفلق الكسر قال العباس : الخصاف خصف النعلين.
وأخرج البزار عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ما فوق الإزار وظل الحائط وخبز يحاسب به العبد يوم القيامة ويسأل عنه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث لا يحاسب بهن العبد : ظل خص يستظل به
وكسرة يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته.
وأخرج أيضا عن سلمان قال : يلغني أن في التوراة مكتوب :
ابن آدم كسيرة تكفيك وخرقة تواريك وحجر يؤيك.
وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأله
إنسان من فقراء المهاجرين فقال : ألك امرأة تأوي إليك وتأوي إليها قال : نعم ، قال
: ألك مسكن تسكنه قال : نعم ، قال : فلست من فقراء المهاجرين.
وأخرج أحمد في الزهد عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : كل شيء سوى ظل بيت وجلف الخبز وثوب يواري عورته والماء فما
فضل عن هذا لابن آدم فيهن حق.
وأخرج أحمد ، وَابن ماجة والحكيم والترمذي في نوادر
الأصول ، وَابن مردويه عن معاذ بن عبد الله الجهني عن أبيه عن عمه قال : خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر غسل وهو طيب النفس فظننا أنه ألم بأهله
فقلنا يا رسول الله : نراك طيب النفس فقال : أجل والحمد لله ثم ذكر الغنى فقال :
لا بأس بالغنى لمن اتقى الله والصحة لمن اتقى خير من الغنى وطيب النفس من النعيم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : مر عمر بن الخطاب
برجل مبتلي أجذم أعمى أصم أبكم فقال لمن معه : هل ترون في هذا من نعم الله شيئا قالوا
: لا قال : بلى ألا ترونه يبول فلا يعتصر ولا يلتوي يخرج بوله سهلا فهذه نعمة من
الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : يا لها من نعمة
تأكل لذة وتخرج سرحا لقد كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من غلمانه يأتي
الحش فيكتان ثم يجرجر قائما فيقول : يا ليتني مثلك ما يشرب حتى يقطع عنقه العطش
فإذا شرب كان له في تلك الشربة موتات يا لها من نعمة تأكل لذة وتخرج سرحا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : يعرض الناس يوم
القيامة على ثلاثة دواوين : ديوان فيه الحسنات وديوان فيه النعيم وديوان فيه
السيئات
فيقابل بديوان الحسنات ديوان النعيم فيستفرغ النعيم
الحسنات وتبقى السيئات مشيئتها إلى الله عز وجل إن شاء عذب وإن شاء غفر.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن بكير بن عتيق قال : سقيت
سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح فشربها ثم قال : والله لأسألن عن هذا : فقلت لمه
قال : شربته وأنا أستلذه
بسم الله الرحمن الرحيم
103
- سورة العصر.
مكية وآياتها ثلاث.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 3.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة
{والعصر} بمكة.
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن
أبي مليكة الدارمي وكانت له صحبة قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة {والعصر إن
الإنسان لفي خسر} إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر.
وأخرج ابن سعد عن ميمون قال : شهدت عمر حين طعن فأمنا عبد الرحمن بن
عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن بالعصر و(إذا جاء نصر الله) (سورة النصر) في
الفجر.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن الأنباري في المصاحف والحاكم عن علي بن
أبي طالب أنه كان يقرأ والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان
لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إسماعيل بن عبد الملك قال :
سمعت سعيد بن جبير يقرأ قراءة ابن مسعود : والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه لفيه
إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم قال : قرأنا : والعصر
إن الإنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ، ذكر أنها في
قراءة عبد الله بن مسعود.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن حوشب قال : أرسل بشر بن مروان
إلى عبد الله بن عتبة بن مسعود فقال : كيف كان ابن مسعود يقرأ {والعصر} فقال :
والعصر إن الإنسان لفي خسر وهو فيه إلى آخر الدهر فقال له بشر : هو يكفر به ،
فقال عبد الله لكني أومن به.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {والعصر} قال : ساعة من
ساعات النهار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {والعصر} قال : هو ما قبل
مغيب الشمس من العشي.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن الحسن (والعصر) .قال: العشي..
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله : !
{والعصر} قال : ساعة من ساعات النهار وفي قوله :
{وتواصوا بالحق} قال : كتاب الله {وتواصوا بالصبر} قال : طاعة الله.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي {والعصر} قال : قسم أقسم به
ربنا وتبارك وتعالى {إن الإنسان لفي خسر} قال : الناس كلهم ثم استثنى فقال : {إلا
الذين آمنوا} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال : {وعملوا الصالحات} ثم لم يدعهم وذاك حتى
قال : {وتواصوا بالحق} ثم لم يدعهم وذاك حتى قال : {وتواصوا بالصبر} يشترط عليهم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {والعصر إن الإنسان
لفي خسر} يعني أبا جهل بن هشام {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ذكر عليا وسلمان.
104
- سورة الهمزة.
مكية وآياتها تسع * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 9.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت {ويل لكل
همزة} بمكة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه قيل له : نزلت هذه
الآية في أصحاب محمد {ويل لكل همزة لمزة} قال : ابن عمر : ما عنينا بها ولا عنينا
بعشر القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن عثمان بن عمر
قال : ما زلنا نسمع أن {ويل لكل همزة} قال : ليست بحاجبة لأحد نزلت في جميل بن عامر
زعم الرقاشي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ويل لكل همزة} في الأخنس
بن شريق.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن راشد بن
سعد
المقدامي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قال : لماعرج بي مررت برجال تقطع جلودهم بمقاريض من نار فقلت : من هؤلاء قال : الذين
يتزينون ، قال : ثم مررت بجب
منتن الريح فسمعت فيه أصواتا شديدة فقلت : من هؤلاء يا
جبريل قال : نساء كن يتزين بزينة ويعطين ما لا يحل لهن ثم مررت على نساء ورجال
معلقين بثديهن فقلت : من هؤلاء يا جبريل قال : هؤلاء الهمازون والهمازات ذلك بأن
الله قال : {ويل لكل همزة لمزة}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي الدنيا في ذم الغيبة ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس
أنه سئل عن قوله : {ويل لكل همزة لمزة} قال : هو المشاء بالنميمة المفرق بين الجمع
المغري بين الأخوان.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قي قوله : {ويل لكل همزة}
قال : طعان {لمزة} قال : مغتاب.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في
ذم الغيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب
الإيمان عن مجاهد في الآية قال : الهمزة الطعان في الناس واللمزة الذي يأكل لحوم
الناس.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {ويل لكل
همزة لمزة} قال : يأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية {ويل لكل همزة
لمزة} قال : تهمزه في وجهه وتلمزه من خلفه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {ويل لكل
همزة} قال : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينيه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن جريج قال : الهمز
بالعينين والشدق واليد واللمز باللسان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : {جمع مالا وعدده}
قال : أحصاه.
وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والخطيب في
تاريخه ، عَن جَابر ابن عبد الله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {يحسب أن
ماله أخلده} بكسر السين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {يحسب أن ماله أخلده} قال :
يزيد في عمره.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {كلا لينبذن} قال : ليلقين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسني بن واقد قال : الحطمة باب
من أبواب جهنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب
في قوله : {التي تطلع على الأفئدة} قال : تأكل كل شيء منه حتى تنتهي إلى فؤاده
فإذا بلغت فؤاده ابتدئ خلقه.
وأخرج ابن عساكر عن محمد بن المنكدر في قوله : {التي
تطلع على
الأفئدة} قال : تأكله النار حتى تبلغ فؤاده وهو حي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
ابن عباس في قوله : {إنها عليهم مؤصدة} قال : مطبقة {في عمد ممددة} قال : عمد من
نار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن علي بن أبي طالب أنه قرأ {في
عمد}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنه قرأ : بعمد ممددة
قال : وهي الأدهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {في عمد} قال : الأبواب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {في عمد ممددة} قال : أدخلهم
في عمد فمدت عليهم في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية {في عمد} قال : عمد من حديد
في النار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن قتادة {في عمد} قال : كنا نحدث أنها عمد يعذبون بها في النار.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي صالح {في عمد
ممددة} قال : القيود الطوال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : من قرأها {في عمد}
فهو عمد من نار ومن قرأها {في عمد} فهو حبل ممدود.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : في
النار رجل في شعب من شعابها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة
لجبريل : أخرج عبدي من النار فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب {إنها عليهم
مؤصدة} فيقول يا جبريل : فكها.
وَأخرَج عبدي من النار
فيفكها ويخرج مثل الفحم فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت
الله له شعرا ولحما ودما.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر
من أمتي ثم ماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ولا تزرق
أعينهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون
في الأدراك ، منهم من يمكث فيها ساعة ومنهم من يمكث يوما ثم يخرج ومنهم من يمكث
شهرا ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج وأطولهم مكثا فيها مثل الدنيا منذ
يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة ثم إن الله عز وجل إذا أراد أن يخرج
الموحدين منها قذف في قلوب أهل الأديان فقالوا لهم كنا نحن وأنتم جميعا في الدنيا
فآمنتم وكفرنا وصدقتم وكذبنا وأقربتم وجحدنا فما أغنى ذلك عنكم نحن وأنتم فيها
جميعا سواء تعذبون وتخلدون كما نخلد فيغضب الله عند ذلك غضبا لم يغضبه من شيء فيما
مضى ولا يغضب من شيء فيما بقي فيخرج أهل التوحيد منها إلى عين بين الجنة والصراط
يقال لها نهر الحياة
فيرش عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل
السيل ما يلي الظل منها أخضر وما يلي الشمس منها أصفر ثم يدخلون الجنة فيكتب في
جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلا واحدا فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي
يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه فيخوض في النار في طلبه سبعين عاما
لا يقدر عليه ثم يرجع فيقول : يا رب إنك أمرتني أن أخرج عبدك فلانا من النار وإني
طلبته في النار منذ سبعين سنة فلم أقدر عليه فيقول الله عز وجل : انطلق فهو في
وادي كذا وكذا تحت صخرة فأخرجه ، فيذهب فيخرجه منها فيدخله الجنة ثم إن الجهنميين
يطلبون إلى الله أن يمحى ذلك الإسم عنهم فيبعث الله إليهم ملكا فيمحو عن جباههم ثم
إنه يقال لأهل الجنة ومن دخلها من الجهنميين اطلعوا إلى أهل النار فيطلعون إليهم
فيرى الرجل أباه ويرى أخاه ويرى جاره ويرى صديقه ويرى العبد مولاه ثم إن الله عز
وجل يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار ومسامير من نار وعمد من نار فيطبق عليهم بتلك
الأطباق وتسمر بتلك المسامير وتمد بتلك العمد ولا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ولا
يخرج منه غم وينساهم الجبار على عرشه ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ولا يستغيثون
بعدها أبدا وينقطع الكلام فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا فذلك قوله : {إنها عليهم
مؤصدة في عمد ممددة} يقول : مطبقة والله أعلم.
105
- سورة الفيل.
مكية وآياتها خمس * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 5.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزل {ألم تر كيف
فعل ربك} بمكة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن عثمان بن
المغيرة بن الأخنس قال : كان من حديث أصحاب الفيل أن أبرهة الأشرم الحبشي كان ملك اليمن
وأن ابنته أكسوم بن الصباح الحميري خرج حاجا فلما انصرف من مكة نزل في كنيسة
بنجران فغدا عليها ناس من أهل مكة فأخذوا ما فيها من الحلي وأخذوا متاع أكسوم
فانصرف إلى جده مغضبا فبعث رجلا من أصحابه يقال له شهر بن معقود على عشرين ألفا من
خولان والأشعريين فساروا حتى نزلوا بأرض خثعم فتنحت خثعم عن طريقهم فلما دنا من
الطائف خرج إليه ناس من بني خثعم ونصر وثقيف فقالوا : ما حاجت إلى طائفنا وإنما هي
قرية صغيرة ولكنا ندلك على بيت بمكة يعبد وحرز من لجأ إليه من ملكه تم له ملك
العرب فعليك به ودعنا منك فأتاه
حتى إذا بلغ المغمس وجد إبلا لعبد المطلب مائة ناقة
مقلدة فأتهبها بين أصحابه فلما بلغ
ذلك عبد المطلب جاءه وكان جميلا وكان له صديق من أهل
اليمن يقال له ذو عمرو فسأله أن يرد عليه إبله فقال : إني لا أطيق ذلك ولكن إن شئت
أدخلتك على الملك فقال عبد المطلب افعل ، فأدخله عليه فقال له : إن لي إليك حاجة ،
قال : قضيت كل حاجة تطلبها ، قال : أنا في بلد حرام وفي سبيل بين أرض العرب وأرض
العجم وكانت مائة ناقة لي مقلدة ترعى بهذا الوادي بين مكة وتهامة عليها عير أهلها
وتخرج إلى تجارتنا وتتحمل من عدونا عدا عليها جيشك فأخذوها وليس مثلك يظلم من
جاوره ، فالتفت إلى ذي عمرو ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى عجبا فقال : لو سألني كل
شيء أحوزه أعطيته إياه أما إبلك فقد رددنا إليك ومثلها معها فما يمنعك أن تكلمني
في بنيتكم هذه وبلدكم هذه فقال له عبد المطلب : أما بنيتنا هذه وبلدنا هذه فإن
لهما ربا إن شاء أن يمنعها منعهما ولكني إنما أكلمك في مالي فأمر عند ذلك بالرحيل
وقال : لتهد من الكعبة ولتنهبن مكة فانصرف عبد المطلب وهو يقول : لا هم إن المرء
يمنع رحله فامنع حلالك *
لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدوا محالك فإذا فعلت فربما
تحمى فأمر ما بدالك * فإذا فعلت فإنه أمر تتم به فعالك وغدوا غدا بجموعهم والفيل
كي يسبوا عيالك * فإذا تركتهم وكعبتا فوا حربا هنالك فلما توجه شهر وأصحاب الفيل
وقد أجمعوا ما أجمعوا طفق كلما وجهوه أناخ وبرك فإذا صرفوه عنها من حيث أتى أسرع
السير فلم يزل كذلك حتى غشيهم الليل وخرجت عليهم طير من البحر لها خراطيم كأنها
البلس شبيهة بالوطواط حمر وسود فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم فرمتهم بحجارة
مدحرجة كالبنادق تقع على رأس الرجل فتخرج من جوفه فلما أصبحوا من الغد أصبح عبد
المطلب ومن معه على جبالهم فلم يروا أحدا غشيهم فبعث ابنه على فرس له سريع ينظر ما
لقوا فإذا هم مشدخين جميعا فرجع يرفع رأسه كاشفا عن فخذه فلما رأى ذلك أبوه قال :
إن ابن أفرس العرب وما كشف عن فخذه إلا بشيرا أو نذيرا فلما دنا من ناديهم
قالوا ما وراءك قال : هلكوا جميعا ، فخرج عبد المطلب
وأصحابه فأخذوا أموالهم
وقال عبد المطلب شعرا في المعنى : أنت منعت الجيش
والأفيالا * وقد رعو بمكة الأفيالا وقد خشينا منهم القتالا * وكل أمر منهم معضالا *
شكرا وحمدا لك ذا الجلالا فانصرف شهر هاربا وحده فأول منزل نزله سقطت يده اليمنى
ثم نزل منزلا آخر فسقطت رجله اليمنى فأتى منزله وقومه وهو جسد لا أعضاء له فأخبرهم
الخبر ثم فاضت نفسه وهم ينظرون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه
وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال : جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا
الصفاح فأتاهم عبد المطلب فقال : إن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحد ، قالوا : لا
نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها
حجارة سودا عليهم الطين فلما حاذتهم رمتهم فما بقي منه أحد إلا أخذته الحكة فكان
لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي عن
ابن عباس قال : أقبل أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من مكة استقبلهم عبد المطلب فقال
لملكهم : ما جاء بك إلينا ألا بعثت فنأتيك بكل شيء أردت فقال : أخبرت بهذا البيت الذي لا يدخله أحد
إلا أمن فجئت أخيف أهله فقال : إنا نأتيك بكل شيء تريد فارجع فأبى أن يرجع إلا أن
يدخله وانطلق يسير نحوه وتخلف عبد المطلب فقام على جبل فقال : لا أشهد مهلك هذا
البيت وأهله ، ثم قال : اللهم إن لكل إله حلالا فامنع حلالك لا يغلبن محالهم أبدا
محالك اللهم فإن فعلت فأمر ما بدا لك فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم
طيرا أبابيل التي قال الله ترميهم بحجارة من سجيل فجعل الفيل يعج عجا فجعلهم كعصف
مأكول.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {ألم تر كيف
فعل ربك بأصحاب الفيل} قال : أقبل أبرهة الأشرم بالحبشة ومن تبعه من غواة أهل
اليمن إلى بيت الله ليهدموه من أجل بيعة لهم أصابها العرب بأرض اليمن فأقبلوا
بفيلهم حتى إذا كانوا بالصفاح فكانوا إذا وجهوه إلى بيت الله ألقى
بجرانه إلى الأرض فإذا وجهوه قبل بلادهم انطلق وله هرولة
حتى إذا كانوا ببجلة اليمانية بعث الله عليهم طيرا أبابيل
بيضا وهي الكبيرة فجعلت ترميهم بها حتى جعلهم الله كعصف
مأكول فنجا أبو يكسوم فجعل كلما نزل أرضا تساقط بعض لحمه حتى إذا أتى قومه فأخبرهم
الخبر ثم هلك.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ألم تر كيف فعل
ربك بأصحاب الفيل} قال : أبو يكسوم جبار من الجبابرة جاء بالفيل يسوقه معه الحبش ليهدم
- زعم - بيت الله من أجل بيعة كانت هدمت باليمن فلما دنا الفيل من الحرم ضرب
بجرانه فإذا أرادوا به الرجعة عن الحرم أسرع الهرولة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : أقبل أبو
يسكوم صاحب الحبشة ومعه الفيل فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل فأبى أن يدخل الحرم
فإذا وجه راجعا أسرع راجعا وإذا ارتد على الحرم أبى فأرسل الله عليهم طيرا صغارا
بيضا في أفواهها حجارة أمثال الحمص لا تقع على أحد إلا هلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس قال : جاء أصحاب الفيل
حتى نزلوا الصفاح فأتاهم عبد المطلب فقال : إن هذا بيت لم يسلط عليه أحد ، قالوا :
لا نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر فدعا الله الطير الأبابيل
فأعطاها حجارة سودا عليها الطين فلما حاذت بهم صفت عليهم ثم رمتهم فما بقي منهم
أحد إلا أصابته الحكة ، وكانوا لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط جلده ..
وأخرج أبو نعيم في الدلائل " من طريق السدي الصغير
عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال :إن فتى من قريش خرج في أصحاب له متوجهين
نحو الحبشة فنزلوا بشاطيء آواهم المقيل إلى مصلى كان للنصارى كان على شاطىء البحر
كانت تدعوه النصارى ماء سرجسان فلما كان عندهم رحيلهم جمع الفتى القرشي وأصحابه
حطبا كان فضل من طعامهم فألهب فيه النار وارتحل هو وأصحابه فأخذت النار في مصلى
النصارى وأحرقته فغضب النجاشي غضبا شديدا فأتاه أبرهة الصباحي وأبو الأكسم الكندي
وحجر بن شرحبيل الكندي العدوي فقال : أيها الملك ما يغضبك من هذا ؟ فلا يشق عليك
فنحن ضامنون لك بناء ماء سرجسان وإحراق كعبة الله فإنها حرز قريش فيكون ماء سرجسان
فنحن نسير بك إلى الكعبة فنحرقها ونحخربها مكان سرجسان التي إحرقها القرشي ونضمن
لك فتح
مكة فتختار أي نساء قريش شئت منها . فلم يزالوا به حتى استخفوه فأخرج
جموعه وعديدا من الناس ثم سار إلى مكة وسار معه المقلوش في عصابة من اليمن فيهم حي
من كنانة حتى نزلوا بوادي المجاز واد يقال له : وادي المجاز فنزل به.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة (طيرا
أبابيل) قال : طيرا كثيرة متتابعة بيضاء جاءت من قبل البحر مع كل طائر منها ثلاثة
أحجار حجران في رجله وحجر في منقاره لا تصيب شيئا إلا هشمته.
وَأخرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن مجاهد (طيرا أبابيل) قال شتى متتابعة مجمعة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عبيد بن عمير
في قوله : (طيرا أبابيل) قال : الكثيرة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الحسن مثله.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد والفريابي ، وَابن جَرِير عن
عبيد بن عمير في قوله : (طيرا أبابيل) قال : هي طير خرجت من قبل البحر كأنها رجال
الهند معها حجارة أمثال الإبل البوارك وأصغرها مثل رءوس الرجال لا تريد أحدا
منهم إلا أصابته ولا أصابته إلا أهلكته والأبابيل :
المتتابعة.
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن عبيد بن عمير
: (طيرا أبابيل) قال خرجت عليهم طير سود بحرية في مناقيرها وأظافيرها الحجارة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة
ومجاهد : (طيرا أبابيل) قالا : عنقاء المغرب.
وَأخرَج ابن المنذر عن عبدالرحمن بن سابط قال :الأبابيل
:الزمر.
وَأخرَج الفريابي عن سعيد بن جبير قال :هي طير لها
مناقير تختلف بالحجارة فإذا أصابت أحدهم نطف جلده وكان ذلك أول ما رأى الناس
الجدري.
وَأخرَج الطسي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله عز وجل : (طيرا أبابيل) قال :ذاهبة وجائية تنقل الحجارة بمناقيرها
وأرجلها فتبلبل عليهم فوق رءوسهم قال :وهل تعرف العرب ذلك قال :نعم أما سمعت
الشاعر وهو يقول : وبالفوارس من ورقاء قد علموا ** أحلاس خيل على جرد أبابيل .
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو
نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : لما أرسل الله الحجارة على أصحاب الفيل جعل لا
يقع منها حجر إلا سقط وذلك ما كان الجدري ثم أرسل الله سيلا فذهب بهم فألقاهم في
البحر ، قيل : فما الأبابيل قال : الفرق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود {طيرا أبابيل} قال : هي الفرق.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {طيرا
أبابيل} قال : فوجا بعد فوج كانت تخرج عليهم من البحر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله : {طيرا
أبابيل} قال : خضر لها خراطيم كخراطيم الإبل وأنف كأنف الكلاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {طيرا أبابيل} قال :
لها أكف كأكف الرجل وأنياب كأنياب السباع.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم وأبو
نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن عبيد بن عمير الليثي
قال : لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث الله عليهم طيرا نشأت من البحر كأنها
الخطاطيف بكف كل طير منها ثلاثة أحجر مجزعة في منقاره حجر وحجران في رجليه ثم جاءت
حتى صفت على رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها فما من حجر وقع منها على
رجل إلا خرج من الجانب الآخر إن وقع على رأسه خرج من دبره وإن وقع على شيء من بدنه
خرج من الجانب الآخر وبعث الله ريحا شديدا فضربت أرجلها فزادها شدة فأهلكوا جميعا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عكرمة {طيرا أبابيل} قال : طير بيض وفي لفظ
: خضر جاءت من قبل البحر كأن وجوهها وجوه السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده فأثرت في
جلودهم مثل الجدري فإنه أول ما رؤي الجدري.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ألم تر كيف فعل ربك
بأصحاب الفيل} لما أقبل أصحاب الفيل يريدون مكة ورأسهم أبو يكسوم الحبشي حتى أتوا
المغمس أتتهم طيرا في منقار كل طير حجر وفي رجليه حجران فرمتهم بها فذلك قوله :
{وأرسل عليهم طيرا أبابيل} يقول : يتبع
بعضها بعضا {ترميهم بحجارة من سجيل} يقول من طين ، قال :
وكانت من جزع أظفار مثل بعر الغنم فرمتهم بها {فجعلهم كعصف مأكول} وهو ورق الزرع
البالي المأكول : يقول : خرقتهم الحجارة كما يتخرق ورق الزرع البالي المأكول ، قال
: وكان إقبال هؤلاء إلى مكة قبل أو يولد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بثلاث
وعشرين سنة.
وأخرج ابن المنذر عن أبي الكنود {ترميهم بحجارة من سجيل}
قال : دون الحمصة وفوق العدسة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن عمران {طيرا أبابيل}
قال : طير كثيرة جاءت بحجارة كثيرة أكبرها مثل الحمصة وأصغرها مثل العدسة.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس في
قوله : {ترميهم بحجارة من سجيل}
قال :
بحجارة مثل البندق وبها نضح حمرة مختمة مع كل طائر ثلاثة
أحجار حجران في رجليه وحجر في منقاره حلقت عليهم من السماء ثم أرسلت تلك الحجارة
عليهم فلم تعد عسكرهم.
وأخرج أبو نعيم عن نوفل بن معاوية الديلمي قال : رأيت
الحصى التي رمي بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص وأكبر من العدس حمر مختمة
كأنها جزع ظفار.
وأخرج أبو نعيم عن حكيم بن حزام قال : كانت في المقدار
من الحمصة والعدسة حصى به نضح أحمر مختمة كالجزع فلولا أنه عذب به قوم أخذت منه ما
اتخذه لي مسجدا وهي بمكة كثير.
وأخرج أبو نعيم عن أم كرز الخزاعية قالت : رأيت الحجارة
التي رمي بها أصحاب الفيل حمرا مختمة كأنها جزع ظفار فمن غير ذلك فلم ير منها شيئا
ولم يصبهم كلهم وقد أفلت منهم.
وأخرج أبو نعيم عن محمد بن كعب القرظي قال : جاؤوا
بفيلين فأما محمود فربض وأما الآخر فشجع فحصب.
وأخرج أبو نعيم عن عطاء بن يسار قال : حدثني من كلم قائد
الفيل وسائسه قال لهما : أخبراني خبر الفيل قالا : أقبلنا به وهو فيل الملك النجاشي الأكبر
لم يسر به قط إلى جمع إلا هزمهم فلما دنا من الحرم جعلنا كلما نوجهه إلى الحرم
يربض فتارة نضربه فيهبط وتاره
نضربه حتى نمل ثم نتركه فلما انتهى إلى المغمس ربض فلم
يقم فطلع العذاب فقلنا : نجا غيركما قالا : نعم ، ليس كلهم أصابه العذاب ، وولى
أبرهة ومن تبعه يريد بلاده كلما دخلوا أرضا وقع منهم عضو حتى انتهوا إلى بلاد خثعم
وليس عليه غير رأسه فمات.
وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس أن
أبرهة الأشرم قدم من اليمن يريد هدم الكعبة فأرسل الله عليهم {طيرا أبابيل} يريد
مجتمعة لها خراطيم تحمل حصاة في منقارها وحصاتين في رجليها ترسل واحدة على رأس
الرجل فيسيل لحمه ودمه وتبقى عظاما خاوية لا لحم عليه ولا جلد ولا دم.
وأخرج أبو نعيم عن عثمان بن عفان أنه سأل رجلا من هذيل
قال : أخبرني عن يوم الفيل فقال : بعثت يوم الفيل طليعة على فرس لي أنثى فرأيت
طيرا خرجت من الحرم في كل منقار طير منها حجر وفي رجل كل طير منها حجر وهاجت ريح
وظلمة حتى قعدت بي فرسي مرتين فمسحتهم مسحة كلفته كرداك
وانجلت الظلمة وسكنت الريح ، قال : فنظرت إلى القوم خامدين.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي صالح أنه رأى عند أم
هانئ بنت
أبي طالب من تلك الحجارة نحوا من قفيز مخططة بحمرة كأنها
جزع ظفار مكتوب في الحجر اسمه واسم أبيه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن
ابن عباس {فجعلهم كعصف} يقول : كالتبن.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس {فجعلهم كعصف مأكول} قال : ورق الحنطة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير قال : العصف المأكول ورق الحنطة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، عَن طاووس {كعصف مأكول} قال :
ورق الحنطة فيها النقب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {كعصف مأكول} قال : إذا
أكل فصار أجوف.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل
عن ابن عباس {كعصف مأكول} قال : هو الطيور عصافة الزرع.
وأخرج ابن إسحاق في السيرة والواقدي ، وَابن مردويه وأبو
نعيم والبيهقي عن عائشة قالت : لقد رأيت سائس الفيل وقائده بمكة أعميين مقعدين
يستطعمان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبيهقي في الدلائل عن ابن أبزي
قال : ولد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عام الفيل.
وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي عن قيس بن مخرمة قال
: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل.
وأخرج البيهقي عن محمد بن جبير بن مطعم قال : ولد رسول
الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وكانت عكاظ بعد الفيل بخمس عشرة سنة وبني البيت
على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس
أربعين من الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
106
- سورة قريش.
مكية وآياتها أربع.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 4.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت {لإيلاف
قريش} بمكة.
وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه والطبراني ،
وَابن مردويه والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فضل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم ولا يعطيها أحدا
بعدهم : أني فيهم وفي لفظ النبوة فيهم والخلافة فيهم والحجابة فيهم والسقاية فيهم
ونصروا على الفيل وعبدوا الله سبع سنين وفي لفظ عشر سنين لم يعبده أحد غيرهم ونزلت
فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم {لإيلاف قريش}.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر
عن الزبير بن العوام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل الله قريشا بسبع خصال
، فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قريش وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل
وهم مشركون وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين
غيرهم وهي {لإيلاف قريش} وفضلهم بأن فيهم النبوة
والخلافة والحجابة والسقاية.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن سعيد بن المسيب قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله فضل قريشا بسبع خصال : أنا منهم وأن الله
أنزل فيهم سورة كاملة من كتابه لم يذكر فيها أحدا غيرهم وأنهم عبدوا الله عشر سنين
لا يعبده أحد غيرهم وأن الله نصرهم يوم الفيل وأن الخلافة والسقاية والسدانة فيهم.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن
إبراهيم قال : صلى عمر بن الخطاب بالناس بمكة عند البيت فقرأ {لإيلاف قريش} قال : {فليعبدوا رب
هذا البيت} وجعل يومئ بأصبعه إلى الكعبة وهو في الصلاة.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير والطبراني والحاكم ،
وَابن مردويه عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ويل أمكم يا قريش {لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف}.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي حاتم عن أسماء بنت يزيد قالت :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء
والصيف} ويحكم يا قريش اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة أنه كان يقرأ : لإيلاف قريش
إلفهم رحلة الشتاء والصيف.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة أنه كان يعيب {لإيلاف قريش}
ويقول إنما هي لتألف قريش وكانوا يرحلون في الشتاء والصيف إلى الروم والشام فأمرهم
الله أن يألفوا عبادة ربت هذا البيت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والضياء
في المختارة عن ابن عباس في قوله : {لإيلاف قريش} قال : نعمتي على قريش {إيلافهم
رحلة الشتاء والصيف} قال : كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف {فليعبدوا رب هذا
البيت} قال : الكعبة {الذي
أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} قال : الجذام.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن مجاهد {لإيلاف قريش} قال : نعمتي على قريش {إيلافهم رحلة الشتاء
والصيف} قال : إيلافهم ذلك فلا يشق عليهم رحلة شتاء ولا صيف {وآمنهم من خوف}
قال : من كل عدو في حرمهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه عن ابن عباس في قوله : {لإيلاف قريش إيلافهم} يقول لزومهم {الذي أطعمهم من
جوع} يعني قريشا أهل مكة بدعوة إبراهيم حيث قال : (وارزقهم من الثمرات وآمنهم من
خوف) حيث قال إبراهيم : (رب اجعل هذا البلد آمنا).
وَأخرَج ابن جرير عن ابن زيد أنه سئل عن قوله : {لإيلاف
قريش} فقرأ (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) إلى آخر السورة ، قال : هذا لإيلاف
قريش صنعت هذا بهم لألفة قريش لئلا أفرق إلفهم وجماعتهم إنما جاء صاحب الفيل يستبد
حرمهم فصنع الله ذلك بهم.
وأخرج ابن الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمر بن عبد
العزيز قال : كانت قريش في الجاهلية تحتفد وكان احتفادها أن أهل البيت منه كانوا
إذا سافت يعني هلكت أموالهم خرجوا إلى براز من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ثم
تناوبوا فيها حتى يموتوا من قبل أن يعلم بخلتهم حتى نشأ هاشم بن عبد مناف فلما نبل
وعظم قدره في قومه قال : يا معشر قريش إن العز مع الكثرة وقد أصبحتم أكثر العرب
أموالا وأعزهم نفرا وإن هذا الإحتفاد قد أتى على كثير منكم وقد رأيت رأيا ، قالو :
رأيك راشد فمرنا نأتمر ، قال : رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم فأعمد إلى رجل غني
فأضم إليه فقير عياله بعدد عياله فيكون يوازره في الرحلتين رحلة الصيف وإلى الشام
ورحلة الشتاء إلى اليمن فما كان في مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظله
وكان ذلك قطعا للإحتفاد قالوا : نعم ما رأيت فألف بين الناس ، فلما كان من أمر
الفيل وأصحابه ما كان وأنزل الله ما أنزل
وكان ذلك مفتاح النبوة وأول عز قريش حتى أهابهم الناس
كلهم وقالوا أهل الله والله معهم وكان مولد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك
العام فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم كان فيما معهم وكان مولد النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم في ذلك العام فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم كان فيما
أنزل الله عليه يعرف قومه وما صنع إليهم وما نصرهم من الفيل وأهله (ألم تر كيف فعل
ربك بأصحاب الفيل) (سورة الفيل) إلى آخر السورة ثم قال : ولم فعلت ذلك يا محمد
بقومك وهم يومئذ أهل عبادة أوثان فقال لهم : {لإيلاف قريش} إلى آخر السورة
أي لتراحمهم وتواصلهم وكانوا على شرك وكان الذي آمنهم
منه من الخوف خوف الفيل وأصحابه وإطعامهم إياهم من الجوع من جوع الإحتفاد.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله :
{لإيلاف قريش} الآية قال : نهاهم عن الرحلة وأمرهم أن يعبدوا رب هذا البيت وكفاهم المؤنة
وكانت رحلتهم في الشتاء والصيف ولم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف فأطعمهم الله بعد
ذلك من جوع وآمنهم من خوف فألفوا الرحلة وكان ذلك من نعمة الله عليهم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {لإيلاف قريش إيلافهم رحلة
الشتاء والصيف} قال : ألفوا ذلك فلا يشق عليهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن قتادة في قوله : {لإيلاف قريش} قال : عادة قريش رحلة الشتاء ورحلة في
الصيف وفي قوله : {وآمنهم من خوف} قال : كانوا يقولون : نحن من حرم الله فلا يعرض
لهم أحد في الجاهلية يأمنون بذلك وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج أغير عليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله :
{لإيلاف قريش} قال : كان أهل مكة يتعاورون البيت شتاء وصيفا تجارا آمنين لا يخافون
شيئا لحرمهم وكانت العرب لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه من الخوف فذكرهم الله ما
كانوا فيه من الأمن حتى إن كان الرجل منهم ليصاب في الحي من أحياء العرب فيقال
حرمي ، قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : من أذل قريشا أذله
الله وقال : ارقبوني وقريشا فإن ينصرني الله عليهم فالناس لهم تبع فلما فتحت مكة
أسرع الناس في الإسلام فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الناس تبع
لقريش في الخير والشر كفارهم تبع لكفارهم ومؤمنوهم تبع لمؤمنهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {لإيلاف قريش}
الآية قال : أمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت كإلفهم رحلة الشتاء والصيف.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي
صالح قال : علم الله حب قريش الشام فأمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت كإيلافهم
رحلة الشتاء والصيف.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أبي مالك في قوله
: {لإيلاف قريش} قال : كانوا يتجرون في الشتاء والصيف فألفتهم ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : كانت قريش تتجر شتاء
وصيفا فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وإيله إلى فلسطين يلتمسون الدفاء وأما الصيف
فيأخذون قبل بصرى وأذرعات يلتمسون البرد فذلك قوله : {إيلافهم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : كانت
لهم رحلتان الصيف إلى الشام والشتاء إلى اليمن في التجارة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله :
{وآمنهم من
خوف} قال : لا يخطفون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش {وآمنهم من خوف} قال : خوف
الحبشة.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن الضحاك {وآمنهم من خوف} قال : من الجذام.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي ريحانة العامري أن
معاوية قال لابن عباس : لم سميت قريش قريشا بدابة تكون في البحر أعظم دوابه يقال
لها القرش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته ، قال : فأنشدني في ذلك شيئا فأنشده
شعر الجمحي إذ يقول : وقريش هي التي تسكن البحر * بها سميت قريش قريشا تأكل الغث
السمين ولا تترك * منها لذي الجناحين ريشا هكذا في البلاد حي قريش * يأكلون البلاد
أكلا كميشا ولهم آخر الزمان نبي * يكثر القتل فيهم والخموشا.
وَأخرَج ابن سعد عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم أن عبد
الملك بن مروان سأل محمد بن جبير متى سميت قريش قريشا قال : حين اجتمعت إلى الحرم
من تفرقها فذلك التجمع التقرش فقال عبد الملك ما سمعت هذا
ولكن سمعت أن قصيا كان يقال له القرشي ولم تسم قريش قبله.
وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال :
لما نزل قصي الحرم وغلب عليه فعل أفعالا فقيل له القرشي فهو أول من سمي به.
وأخرج أحمد عن قتادة بن النعمان أنه وقع بقريش فكأنه نال
منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا قتادة لا تسبن قريشا فإنه لعلك أن
ترى منهم رجالا تزدري عملك
مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن
تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : الناس تبع لقريش في هذا الأمر خيارهم في الجاهلية خيارهم في
الإسلام إذا فقهوا والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله قال :
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خير نسوة ركبن الإبل صالح نساء قريش
أرعاه على زوج في ذات يده وأحناه على ولد في صغره.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي شيبة والنسائي عن أنس قال : كنا
في بيت رجل من الأنصار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف فأخذ بعضادتي
الباب فقال : الأئمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل ذلك ما إن استحكموا عدلوا وإن
استرحموا رحموا وإذا عاهدوا أوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جبير بن مطعم قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش ، قيل
للزهري : ما عني بذلك قال : نبل الرأي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سهل بن أبي حثمة أن رسول صلى الله
عليه وسلم قال : تعلموا من قريش ولا تعلموها وقدموا قريشا ولا تؤخروها فإن للقرشي
قوة الرجلين من غير قريش.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تأخروا عنها فتضلوا خيار قريش خيار
الناس وشرار قريش شرار الناس والذي نفس محمد بيده لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما
لها عند الله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، عَن جَابر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : الناس تبع لقريش في الخير والشر إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إسماعيل بن عبد الله بن رفاعة عن
أبيه عن جده قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقال : هل فيكم من
غيركم قالوا : لا إلا ابن أختنا ومولانا وحليفتنا فقال : ابن أختكم منكم
ومولاكم منكم إن قريشا أهل صدق وأمانة فمن بغى لهم
الغواء أكبه الله على وجهه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : الناس تبع لقريش في هذا الأمر خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع
لشرارهم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : قام رسول الله صلى
الله عليه وسلم على باب فيه نفر من قريش فقال : إن هذا الأمر في قريش.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقريش : إن هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان
وحرك أصبعيه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال : دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقريش فقال : اللهم كما أذقت أولهم عذابا فأذق آخرهم نوالا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن أبي وقاص أن رجلا قتل فقيل
للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أبعده الله أنه كان يبغض قريشا.
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : اللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا.
107
- سورة الماعون.
مكية وآياتها سبع * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 7.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت {أرأيت الذي
يكذب} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {أرأيت الذي يكذب بالدين}
قال : الكافر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج {أرأيت الذي
يكذب بالدين} قال : بالحساب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {أرأيت
الذي يكذب بالدين} قال : يكذب بحكم الله {فذلك الذي يدع اليتيم} قال : يدفعه عن حقه.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله : عز وجل {فذلك الذي يدع اليتيم} قال : يدفعه عن حقه ، قال : وهل تعرف
العرب ذلك قال : نعم أما سمعت أبا طالب يقول : يقسم حقا لليتيم ولم يكن * يدع
لذي يسارهن الأصاغر
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب {يدع اليتيم} قال :
يدفعه.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
قتادة {يدع اليتيم} قال : يظلمه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم
ساهون} قال : هم المنافقون يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا
ويمنعونهم العارية بغضا لهم وهي الماعون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس {الذين هم عن
صلاتهم ساهون} قال : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ويصلون في العلانية.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد
{الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال : هم المنافقون.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وأبو يعلى وابن
جرير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"
عن مصعب بن سعد قال : قلت لأبي : أرأيت قول الله : {الذين هم عن صلاتهم ساهون} أينا
لا يسهو وأينا لا يحدث نفسه قال : إنه ليس ذلك إنه إضاعة الوقت.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن
سعد بن أبي وقاص قال : سألت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله : {الذين هم عن
صلاتهم ساهون} قال : هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها قال الحاكم والبيهقي الموقوف
أصح.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن أبي برزة
الأسلمي قال : لما نزلت هذه الآية {الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : الله أكبر هذه الآية خير لكم من أن يعطي كل رجل منكم جميع
الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته وإن تركها لم يخف ربه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {الذين هم عن
صلاتهم ساهون} قال : الذين يؤخرونها عن وقتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق {عن صلاتهم ساهون} قال :
تضييع ميقاتها.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن مالك بن دينار قال :
سأل رجل أبا العالية عن قوله : {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو فقال أبو العالية
: هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع أو عن وتر فقال الحسن : مه هو الذي يسهو عن
ميقاتها حتى تفوت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله : {عن صلاتهم ساهون} قال : لاهون.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في
"سُنَنِه" والخطيب في تالي التلخيص عن ابن مسعود أنه قرأ : الذين هم عن
صلاتهم لاهون.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال : الحمد لله الذي
قال {هم عن صلاتهم ساهون} ولم يقل في صلاتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية {عن صلاتهم ساهون}
قال : هو
الذي يصلي ويقول : هكذا وهكذا يعني يلتفت عن يمينه وعن
يساره.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم {عن
صلاتهم ساهون} قال : يصلون رياء وليس الصلاة من شأنهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة {عن صلاتهم
ساهون} قال : لا يبالي عنها أصلى أم لم يصل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في
"سُنَنِه" عن علي بن أبي طالب {الذين هم يراؤون} قال : يراؤون بصلاتهم.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وأبو داود
والنسائي والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني في
الأوسط ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" من طرق عن ابن مسعود قال :
كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر والفأس
والميزان وما تتعاطون بينكم.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : كنا أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم نتحدث أن
الماعون الدلو والقدر والفأس ولا يستغني عنهن.
وأخرج الفريابي والبيهقي عن ابن مسعود في قوله :
{الماعون} قال : الفأس والقدر والدلو ونحوها.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كان المسلمون
يستعيرون من المنافقين الدلو والقدر والفأس وشبهه فيمنعونهم فأنزل الله {ويمنعون
الماعون}.
وأخرج أبو نعيم والديلمي ، وَابن عساكر عن أبي هريرة عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {ويمنعون الماعون} قال : ما تعاون الناس
بينهم الفأس والقدر والدلو وأشباهه.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن قرة بن دعموص
النميري أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ما
تعهد إلينا قال : لاتمنعوا الماعون ، قالوا : وما الماعون قال : في الحجر وفي
الحديدة وفي الماء ، قال : فأي الحديدة قال : قدوركم النحاس وحديد الناس الذي
يمتهنون به ، قالوا : ما الحجر قال : قدوركم الحجارة.
وأخرج الباوردي عن الحرث بن شريح قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
: المسلم أخو المسلم لا يمنعه الماعون قالوا : يا
رسول الله ما الماعون قال : في الحجر وفي الماء وفي الحديد قالوا أي الحديد قال : قدر
النحاس وحديد الفأس الذي تمتهنون به ، قالوا : فما هذا الحجر قال : القدر الذي من
الحجارة.
وأخرج ابن قانع عن علي ابن أبي طالب سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام ويرد عليه ما هو
خير منه لا يمنع الماعون ، قلت : يا رسول الله ما الماعون قال : الحجر والحديد
والماء وأشباه ذلك.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن حفصة بنت
سيرين : قالت لنا أم عطية : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمنع
الماعون ، قلت : وما الماعون قالت : هو ما يتعاطاه الناس بينهم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن سعيد بن عياض عن
أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم : الماعون والفأس والقدر
والدلو.
وأخرج آدم وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة من
طرق عن ابن عباس في قوله :
{ويمنعون الماعون} قال : عارية متاع البيت.
وأخرج الفريابي عن سعيد بن جبير قال : الماعون العارية.
وأخرج الفريابي ، وَابن المنذر والبيهقي عن عكرمة أنه
سئل عن الماعون فقال : هي العارية فقيل : فمن يمنع متاع بيته فله الويل قال : لا
ولكن إذا جمعهن ثلاثهن فله الويل إذا سهى عن الصلاة ورايا ومنع الماعون.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في "سُنَنِه"
عن علي بن أبي طالب قال : الماعون الزكاة المفروضة يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاتهم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في
قوله : {ويمنعون
الماعون} قال : أولئك المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها
وخفيت الزكاة فمنعوها.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس {ويمنعون الماعون} قال :
الزكاة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي المغيرة قال : قال ابن عمر : المال الذي لا يعطى حقه
، قلت له : إن ابن مسعود قال : هو ما يتعطاه الناس بينهم من الخير ، قال : ذلك ما
أقول لك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : رأس الماعون زكاة
المال وأدناه المنخل والدلو والإبرة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال
: الماعون بلسان قريش المال.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك ، وَابن الحنفية قالا :
الماعون الزكاة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال :
الماعون المعروف.
وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله :
{ويمنعون الماعون} قال : اختلف الناس في ذلك فمنهم من قال : يمنعون الزكاة ومنهم من قال
: يمنعون الطاعة ومنهم من قال : يمنعون العارية.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن
ابن عباس {ويمنعون الماعون} قال : ما جاء هؤلاء بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
108
- سورة الكوثر.
مكية وآياتها ثلاث.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 3.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة {إنا
أعطيناك الكوثر} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون قال : لما طعن عمر
وماج الناس تقدم عبد الرحمن بن عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن {إنا أعطيناك
الكوثر} و(إذا جاء نصر الله والفتح) (سورة النصر).
وَأخرَج البيهقي عن ابن شبرمة قال : ليس في القرآن سورة
أقل من ثلاث آيات.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله تعالى : {إنا أعطيناك الكوثر} قال : نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب
الدر والياقوت فيه أزواجه وخدمه ، قال : وبأي شيء ذكر ذلك قال : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم دخل من باب الصفا وخرج من باب المروة فاستقبله العاص بن
واثل السهمي فرجع العاص إلى قريش فقالت له قريش : من
استقبلك يا أبا عمرو آنفا قال : ذلك
الأبتر يريد به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتى أنزل
الله هذه السورة {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} يعني
عدوك العاص بن وائل هو الأبتر من الخير لا أذكر في مكان إلا ذكرت معي يا محمد فمن
ذكرني ولم يذكرك ليس له في الجنة نصيب قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما
سمعت حسان بن ثابت يقول : وحباه الإله بالكوثر * الأكبر فيه النعيم والخيرات.
وَأخرَج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن
أنس بن مالك قال : أغفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه متبسما
فقال : إنه نزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر}
حتى ختمها قال : هل تدرون ما الكوثر قالوا : الله ورسوله أعلم قال : هو نهر أعطانيه
ربي في الجنة عليه خير كثير ترده أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد
منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك.
وأخرج مسلم البيهقي من وجه آخر بلفظ ثم رفع رأسه فقرأ
إلى آخر السورة قال البيهقي والمشهور فيما بين أهل التفاسير والمغازي أن هذه
السورة مكية وهذا اللفظ لا يخالفه فيشبه أن يكون أولى.
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أم سلمة
أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {إنا أعطيناك الكوثر}.
وأخرج أحمد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن أنس أنه
قرأ هذه الآية {إنا أعطيناك الكوثر} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أعطيت الكوثر فإذا هو نهر في الجنة يجري ولم يشق شقا وإذا حافتاه قباب اللؤلؤ
فضربت بيدي إلى تربته فإذا هو مسكة ذفرة وإذا حصاه اللؤلؤ.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء
فإذا مسك اذفر ، قلت : ما هذا يا جبريل قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله.
وأخرج أحمد والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والحاكم ، وَابن مردويه عن أنس
:
أن رجلا قال يا رسول الله : ما الكوثر قال : نهر في
الجنة أعطانيه ربي لهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها كأعناق
الجزر ، قال عمر : يا رسول الله إنها لناعمة ، قال : آكلها أنعم منها يا عمر.
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : قد أعطيت الكوثر قلت يا رسول الله : ما الكوثر قال : نهر في
الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ولا يتوضأ منه
أحد فيتشعث أبدا لا يشرب منه من أخفر ذمتي ولا من قتل
أهل بيتي.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه ، وَابن ماجة ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عطاء بن السائب قال : قال لي محارب
بن دثار ما قال سعيد بن جبير في الكوثر قلت : حدثنا عن ابن عباس أنه الخير الكثير
، فقال : صدقت والله إنه للخير الكثير ولكن حدثنا ابن عمر قال : نزلت {إنا أعطيناك
الكوثر} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب
يجري على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من
العسل.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن
مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن قوله تعالى : {إنا أعطيناك الكوثر}
قالت : هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم في بطنان الجنة شاطئاه عليه در مجوف
فيه من الآنية والأباريق عدد النجوم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه من طريق ابن أبي نجيح عن
مجاهد في قوله : {إنا أعطيناك الكوثر} قال : الخير الكثير ، وقال أنس بن مالك :
نهر في الجنة وقالت عائشة : هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل أصبعيه في أذنيه إلا سمع
خرير ذلك النهر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أوتيت الكوثرآنيته عدد النجوم.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم مثله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{إنا أعطيناك الكوثر} قال : نهر أعطاه الله محمدا في الجنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الكوثر
نهر في الجنة
حافتاه من ذهب وفضة يجري على الياقوت والدر وماؤه أبيض
من الثلج وأحلى من العسل.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{إنا أعطيناك الكوثر} قال : نهر في الجنة عمقه سبعون ألف فرسخ ماؤه أشد بياضا من
اللبن وأحلى من العسل شاطئاه الدر والياقوت الزبرجد خص الله به نبيه محمدا صلى
الله عليه وسلم دون الأنبياء.
وأخرج البخاري ، وَابن جَرِير والحاكم من طريق أبي بشر
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : الكوثر الخير الذي أعطاه
الله إياه ، قال أبو بشر : قلت لسعيد بن جبير : فإن ناسا يزعمون أنه نهر الجنة قال
: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن حذيفة في قوله : {إنا
أعطيناك الكوثر} قال : نهر في الجنة أجوف فيه آنية من الذهب والفضة لا يعلمها إلا
الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن أسامة بن زيد : أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب يوما فلم يجده فسأل امرأته
عنه فقالت : خرج آنفا أولا تدخل يا رسول الله فدخل فقدمت له حيسا فأكل فقالت : هنيئا لك يا
رسول الله ومريئا لقد جئت وأنا أريد أن آتيك فأهنئك وأمريك أخبرني أبو عمارة أنك
أعطيت نهرا في الجنة يدعى الكوثر فقال : أجل وأرضه ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ.
وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن
رجلا قال يا رسول الله : ما الكوثر قال : نهر من أنهار الجنة أعطانيه الله
عرضه ما بين أيلة وعدن ، قال : يا رسول الله أله طين أو
حال ، قال : نعم المسك الأبيض ، قال : له رضراض حصى قال : نعم رضراضه الجوهر
وحصباؤه اللؤلؤ ، قال : أله شجر قال : نعم حافتاه قضبان ذهب رطبة شارعة عليه ، قال :
ألتلك القضبان ثمار قال : نعم تنبت أصناف الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر فيه
أكواب وآنية وأقداح تسعى إلى من أراد أن يشرب منها منتشرة في وسطه كأنها الكوكب
الدري.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : {إنا
أعطيناك الكوثر} قال : نهر في الجنة حافتاه قباب الدر فيه أزواج النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير عن عائشة رضي الله عنها قالت
: من أحب أن يسمع خرير الكوثر فليجعل أصبعيه في أذنيه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه قال
: الكوثر خير الدنيا والآخرة.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
عساكر عن عكرمة رضي الله عنه قال
:
الكوثر ما أعطاه الله من النبوة والخير والقرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : الكوثر القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في
"سُنَنِه" عن علي بن أبي طالب قال : لما نزلت هذه السورة على النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم {إنا أعطيناك الكوثر} قال : النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
لجبريل ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي قال : إنها ليست بنحيرة ولكن يأمرك إذا
تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع فإنها
صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السموات السبع وإن لكل شيء زينة وزينة الصلاة
رفع اليدين عند كل تكبيرة ، قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : رفع اليدين من
الاستكانة التي قال الله : (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) (سورة المؤمنون الآية
76).
وَأخرَج ابن جرير عن أبي جعفر في قوله : {فصل لربك} قال
: الصلاة {وانحر} قال : يرفع يديه أول ما يكبر في الإفتتاح.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{فصل لربك وانحر}
قال : إن الله أوحى إلى رسوله أن ارفع يديك حذاء نحرك
إذا كبرت للصلاة فذاك النحر.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف والبخاري في تاريخه ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والدارقطني في الإفراد وأبو الشيخ
والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه في قوله : {فصل لربك وانحر} قال : وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى ثم
وضعها على صدره في الصلاة.
وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس
رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن شاهين في السنة ، وَابن
مردويه والبيهقي عن ابن عباس
رضي الله عنهما {فصل لربك وانحر} قال : وضع اليمنى على
الشمال عند التحرم في الصلاة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء {فصل لربك وانحر} قال : إذا
صليت فرفعت رأسك من الركوع فاستو قائما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الأحوص {فصل لربك وانحر} قال
: استقبل القبلة بنحرك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
{فصل لربك وانحر} قال : صلي لربك الصلاة المكتوبة واسأل.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله
عنه {فصل لربك} قال : اشكر لربك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير قال :
كانت هذه الآية يوم الحديبية أتاه جبريل فقال : انحر وارجع فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم فخطب خطبة الأضحى ثم ركع ركعتين ثم انصرف إلى البدن فنحرها فذلك حين
يقول : {فصل لربك وانحر}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعكرمة {فصل لربك وانحر} قالوا : صلاة الصبح بجمع ونحر
البدن بمنى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {وانحر} قال
: الصلاة المكتوبة والذبح يوم الأضحى.
وأخرج ابن جريرعن قتادة {فصل لربك وانحر} قال : صلاة
الأضحى والنحر نحر البدن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء {فصل لربك} قال : صلاة العيد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وانحر} قال : البدن.
وأخرج ابن جرير عن أنس قال : كان النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم ينحر قبل أن يصلي فأمر أن يصلي ثم ينحر.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس في
قوله : {وانحر} قال : يقول فادع يوم النحر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
عكرمة قال : لما أوحى الله تعالى
إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالت قريش : بتر محمد
منا فنزلت {إن شانئك هو الأبتر}.
وأخرج البزار ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه عن ابن عباس
قال :
قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش : أنت خير أهل
المدينة وسيدهم ألا ترى إلى هذا الصابئ المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل
الحجيج وأهل السقاية وأهل السدانة قال : أنتم خير منه ، فنزلت {إن شانئك هو الأبتر} ونزلت (ألم تر
إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) (سورة النساء الآية 15 - 25) إلى قوله : {فلن تجد له نصيرا}).
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن أبي أيوب قال : لما
مات إبراهيم بن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا :
إن هذا الصابئ قد بتر الليلة فأنزل الله {إنا أعطيناك الكوثر} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن سعد ، وَابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس قال : كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم ثم زينب ثم
عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثما
مات عبد الله فقال العاصي بن وائل السهمي : قد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل الله {إن
شانئك هو الأبتر}.
وأخرج ابن عساكر من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال
: ولدت خديجة من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عبد الله ثم أبطأ عليه الولد من
بعده فبينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم رجلا والعاصي بن وائل
ينظر إليه إذ قال له رجل : من هذا قال : هذا الأبتر يعني النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم فكانت قريش إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا الأبتر فأنزل
الله {إن شانئك هو الأبتر} أي مغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير ، وأخر البيهقي
في الدلائل عن محمد بن علي قال : كان القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
بلغ أن يركب على الدابة ويسير على النجيبة فلما قبضه الله قال عمرو بن العاصي :
لقد أصبح محمد أبتر من ابنه فأنزل الله {إنا أعطيناك الكوثر} عوضا يا محمد عن
مصيبتك بالقاسم {فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} قال البيهقي : هكذا روي بهذا
الإسناد وهو ضعيف والمشهور أنها نزلت في العاصي بن وائل.
وأخرج الزبير بن بكار ، وَابن عساكر عن جعفر بن محمد عن
أبيه قال : توفي القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو آت من جنازته على العاصي بن وائل وابنه عمرو فقال حين رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم إني لأشنئوه فقال العاصيبن وائل : لا جرم لقد أصبح أبتر
فأنزل الله {إن شانئك هو الأبتر}
.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي
عن مجاهد في قوله : (إن شانئك هو الأبتر)قال: نزلت في العاصي بن وائل السهمي وذلك
أنه قال :إني شانىء محمد . فقال الله :من يشينه بين الناس هو الأبتر..
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما {إن شانئك هو الأبتر} قال : هو العاصي بن وائل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : كانت
قريش تقول إذا مات ذكور الرجل : بتر فلان فلما مات ولد النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم قال العاصي بن وائل : بتر محمد . فنزلت.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن عكرمة : (إن شانئك هو الأبتر)
قال : هو العاصي بن وائل والأبتر الفرد.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم عن قتادة : (إن شانئك).
وأخرج ابن المنذر ، وَابن جَرِير وعبد الرزاق ، وَابن أب
. قال : هو العاصى بن وائل بلغنا أنه قال : أنا شانىء محمد وهو أبتر ليس له عقب .
قال الله : (إن شانئك هو
الأبتر). والأبتر هو الحقير الذليل.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن شانئك هو الأبتر > قال : أبو جهل . !.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ،
وَابن مردويه عن ابن عباس : (إن شانئك) يقول : عدوك ..
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء {إن شانئك} قال : أبو لهب ..
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن شهر بن عطية عن
إبراهيم قال : كان عقبة بن أبي معيط يقول : إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم
ولد وهو أبتر فأنزل الله فيه {إن شانئك هو الأبتر}
بسم الله الرحمن الرحيم
109
***- سورة الكافرون.
مكية وآياتها ست.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 6.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نزلت سورة {قل يا أيها الكافرون} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال :
أنزلت بالمدينة {قل يا أيها الكافرون}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا
فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا : هذا لك يا محمد وكف عن
شتم آلهتنا ولا تذكر آلهتنا بسوء فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها
صلاح ، قال : ما هي قالوا : تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنظر ما
يأتيني من ربي فجاء الوحي من عند الله {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون}
الآية ، وأنزل الله (قال أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) (سورة الزمرالآية
46) إلى قوله : (الشاكرين).
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذرعن وهب قال : قالت قريش
للنبي صلى الله عليه وسلم : إن سرك أن نتبعك عاما وترجع إلى ديننا عاما فأنزل الله
{قل يا أيها الكافرون} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في
المصاحف عن سعيد بن ميناء مولى أبي البختري قال : لقي الوليد بن المغيرة والعاصي
بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا
محمد هلم فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله فإن كان
الذي نحن عليه أصح من الذي أنت عليه كنت قد أخذت منه حظا وإن كان الذي أنت عليه
أصح من الذي نحن عليه كنا قد أخذنا منه حظا فأنزل الله {قل يا أيها الكافرون لا
أعبد ما تعبدون} حتى انقضت السورة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن قريشا قالت : لو استلمت آلهتنا لعبدنا إلهك فأنزل الله
{قل يا أيها الكافرون} السورة كلها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال : كانت هذه
السورة تسمى المقشقشة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع قال : طاف رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالبيت ثم
جاء مقام إبراهيم فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)
(سورة البقرة الآية 125) ثم صلى فقرأ بفاتحة الكتاب (وقل هو الله أحد الله الصمد) فقال
كذلك الله : (لم يلد ولم يولد) قال : ذاك الله (ولم يكن له كفوا أحد) قال : كذلك
الله ثم ركع وسجد ثم قرأ بفاتحة الكتاب و{قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون
ولا أنتم عابدون ما أعبد} قال : لا أعبد إلا الله {ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم
عابدون ما أعبد} فقال : لا أعبد إلا الله {لكم دينكم ولي دين} ثم ركع وسجد.
وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال : كان النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم يقرأ في المغرب {قل يا أيها الكافرون} و(قل هو الله أحد).
وأخرج ابن ماجة عن ابن مسعود إن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كان يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب {قل يا أيها الكافرون} و(قل هو الله
أحد).
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" ، عَن جَابر بن
عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت ثم صلى ركعتين قرأ فيهما {قل
يا أيها الكافرون} و(قل هو الله أحد).
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوتر بسبح وقل للذين كفروا والله الواحد الصمد.
وأخرج مسلم والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر {قل يا أيها الكافرون}
و(قل هو الله أحد).
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والنسائي ،
وَابن ماجة ، وَابن حبان ، وَابن مردويه عن ابن عمر قال : رمقت النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم خمسا وعشرين مرة وفي لفظ شهرا فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر
والركعتين بعد المغرب ب {قل يا أيها الكافرون} و(قل هو الله أحد).
وأخرج ابن الضريس والحاكم في الكني ، وَابن مردويه عن
ابن عمر قال : رمقت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك
فسمعته يقرأ في ركعتي الفجر {قل يا أيها الكافرون} و(قل هو الله أحد) ويقول : نعم
السورتان تعدل واحدة بربع القرآن والأخرى بثلث القرآن.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر ب {قل
يا أيها
الكافرون} و(قل هو الله أحد).
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وَابن ماجة ، وَابن حبان
والبيهقي عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرا في ركعتي الفجر :
(قل يا أيها الكافرون) " و(قل هو الله أحد) ويقول : نعم السورتان هما يقرأان في
الركعتين قبل الفجر (قل يايها الكافرون) و(قل هو الله أحد)..
وَأخرَج ابن حبان والبيهقي ، عَن جَابر بن عبدالله أن
رجلا قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى : (قل يأيها الكافرون) . فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
هذا عبد عرف ربه " وفي الثانية : (قل هو الله أحد)
. فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : هذا عبد آمن بربه.
وأخرج محمد بن نصر والطبراني في الأوسط " عن ابن
عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قل هو الله أحد) تعد ثلث القرآن
و(قل يأيها الكافرون) تعدل ربع القرآن" . وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال
: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر"
. (
وأخرج ابن أبي شيبة عن غنيم بن قيس قال : كنا نؤمر أن
ننابذ الشيطان في الركعتين قبل الصبح ب (قل ياأيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) ..
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : من قرأ {قل يا أيها الكافرون} كانت له عدل ربع القرآن.
وأخرج الطبراني في الصغير والبيهقي في شعب الإيمان عن
سعيد بن أبي العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل يا أيها
الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ (قل هو الله أحد) فكأنما قرأ ثلث القرآن.
وأخرج مسدد عن رجل من الصحابة قال : سمعتها من رسول الله
صلى الله عليه وسلم بضعا وعشرين مرة يقول : نعم السورتان يقرأ بهما في الركعتين
الأحد الصمد و{قل يا أيها الكافرون}.
وأخرج أحمد ، وَابن الضريس والبغوي وحميد بن زنجويه في
ترغيبه
عن شيخ أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : خرجت مع
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سفر فمر برجل يقرأ {قل يا أيها الكافرون}
فقال :
أما هذا فقد برئ من الشرك وإذا آخر يقرأ (قل هو الله أحد)
فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بها وجبت له الجنة وفي رواية : أما هذا فقد غفر
له.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ،
وَابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان
عن فروة بن نوفل بن معاوية الأشجعي عن أبيه أنه قال يا رسول الله علمني ما أقول
إذا أويت إلى فراشي قال : اقرأ {قل يا أيها الكافرون} ثم نم على خاتمتها فإنها
براءة من الشرك.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن مردويه عن
عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال : قلت يا رسول الله : إني حديث عهد بشرك
فمرني بآية تبرئني من الشرك فقال : اقرأ {قل يا أيها الكافرون} قال : فما أخطأها
أبي من ويم ولا ليلة حتى فارق الدنيا.
وأخرج ابن مردويه عن البراء قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لنوفل بن معاوية
الأشجعي : إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ {قل يا أيها
الكافرون} فإنك إذا قرأتها فقد برئت من الشرك.
وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن الحارث بن جبلة وقال
الطبراني عن جبلة بن حارثة وهو أخو زيد بن حارثة قال : قلت يا رسول الله : علمني
شيئا أقوله : عند منامي قال : إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} حتى
تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : اقرأ {قل يا أيها الكافرون} عند منامك فإنها
براءة من الشرك.
وأخرج الديلمي عن عبد الله بن جراد قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : المنافق لا يصلي الضحى ولا يقرأ {قل يا أيها الكافرون}.
وأخرج أبو يعلى والطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الإشراك بالله تقرؤون {قل يا
أيها الكافرون} عند منامكم.
وأخرج البزار والطبراني ، وَابن مردويه عن خباب أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا
أخذت مضجعك فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} وإن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم لم يأت فراشه قط إلا قرأ {قل يا أيها الكافرون} حتى يختم.
وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : من لقي الله بسورتين فلا حساب عليه {قل يا أيها الكافرون}
و(قل هو الله أحد.
وأخرج أبو عبيد في فضائله ، وَابن الضريس عن أبي مسعود
الأنصاري قال : من قر (قل هو الله أحد) و{قل يا أيها الكافرون} في ليلة فقد أكثر
وأطاب.
وأخرج الطبراني في الصغير ، عَن عَلِي ، قال : لدغت
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال : لعن الله العقربلا تدع
مصليا ولا غيره ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ {قل يا أيها الكافرون}
و(قل أعوذ برب الفلق) (سورة الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) (سورة الناس).
وأخرج أبو يعلى عن جبير بن مطعم قال : قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أتحب يا جبير إذا خرجت سفرا أن تكون أمثل أصحابك هيئة
وأكثرهم زادا قلت : نعم بأبي أنت وأمي ، قال : فاقرأ هذه السور الخمس {قل يا أيها
الكافرون}
و(إذا جاء نصر الله والفتح) (سورة النصر) و(قل هو الله
أحد) (سورة الإخلاص) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) وافتتح كل سورة
ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير : وكنت غنيا كثير المال فكنت أخرج في سفر فأكون
من أبذهم هيئة وأقلهم زادا فما زلت منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادا حتى أرجع من سفري.
وأخرج ابن الضريس عن عمرو بن مالك قال : كان أبو الجوزاء
يقول : أكثروا من قراءة {قل يا أيها الكافرون} وابرأوا منهم.
*
- سورة النصر.
مدنية وآياتها ثلاث * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 3.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزل بالمدينة
{إذا جاء نصر الله والفتح}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : أنزل {إذا جاء نصر
الله} المدينة.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال : نزلت {إذا جاء نصر
الله والفتح} كلها بالمدينة بعد فتح مكة ودخول الناس في الدين ينعى إليه نفسه.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد والبزار وأبو يعلى
، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال : هذه السورة نزلت على
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق بمنى وهو في حجة الوداع {إذا جاء
نصر الله والفتح} حتى ختمها فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الوداع.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ :
إذا جاء فتح الله والنصر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {إذا
جاء نصر الله والفتح} قال : فتح مكة {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح
بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} قال : أعلم أنك ستموت عند ذلك.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {أفواجا} قال :
الزمر من الناس.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : {إذا جاء نصر الله
والفتح} قال : كانت هذه السورة آية لموت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : ذكر لنا أن
ابن عباس قال : هذه السورة علم وحد حده الله لنبيه ونعى نفسه أي إنك لن تعيش بعدها
إلا قليلا ، قال قتادة : والله ما عاش بعدها إلا قليلا سنتين ثم توفي.
وأخرج أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
نعيت إلي نفسي إني مقبوض في تلك السنة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيت إلي نفسي وقرب أجلي.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت على
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {إذا جاء نصر الله والفتح} علم أنه نعيت إليه نفسه.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة وأحمد والطبراني
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري قال : لما
نزلت هذه السورة {إذا جاء نصر الله والفتح} قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى ختمها ثم قال : أنا وأصحابي خير والناس خير لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية.
وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن
أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله
والفتح} نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزلت فأخذني أشد ما يكون
اجتهادا في أمر الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أم حبيبة قالت : لما نزلت {إذا
جاء نصر الله والفتح} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لم يبعث نبيا
إلا عمر
في أمته شطر ما عمر النَّبِيّ الماضي قبله وإن عيسى ابن
مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة فبكت
فاطمة فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أنت أول أهل بيتي لحوقا بي فتبسمت.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما أقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين
أنزل عليه {إذا جاء نصر الله والفتح} فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يا علي بن أبي طالب يا فاطمة بنت محمد جاء نصر الله والفتح ورأيت
الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبحان ربي وبحمده واستغفره إنه كان توابا.
وأخرج الخطيب ، وَابن عساكر ، عَن عَلِي ، قال : نعى
الله لنبيه صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزل عليه {إذا جاء نصر الله والفتح} فكان
الفتح سنة ثمان بعد ما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طعن في سنة تسع من
مهاجره تتابع عليه القبائل تسعى فلم يدر متى الأجل ليلا أو نهارا فعمل على قدر ذلك
فوسع السنن وشدد الفرائض وأظهر الرخص ونسخ كثيرا من الأحاديث وغزا تبوك وفعل فعل
مودع.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : لما أقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين أنزل عليه {إذا جاء نصر الله والفتح} إلى آخر
القصة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة بنت
محمد جاء نصر الله والفتح إلى آخر القصة سبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان توابا
ويا علي إنه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد ، قال :
علام نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا قال : على
الأحداث في الدين إذا عملوا بالرأي ولا رأي في الدين إنما الدين من الرب أمره
ونهيه قال علي : يا رسول الله أرأيت إن عرض علينا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم يقض
فيه سنة منك ، قال : تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة
فلو كنت مستخلفا أحدا لم يكن أحد أحق منك لقربك في الإسلام وقرابتك من رسول الله
صلى الله عليه وسلم وصهرك وعندك سيدة سناء المؤمنين وقبل ذلك ما كان بلاء أبي طالب
إياي ونزل القرآن وأنا حريص على أن أرعى له في ولده.
وأخرج أحمد والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في
الدلائل عن ابن عباس قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاطمة فقال : أنه قد نعيت إلي نفسي.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن سعد والبخاري ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في
الدلائل عن ابن عباس قال : كان عمر يدخلني وأشياخ بدر فقال له عبد الرحمن بن
عوف : لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال : إنه ممن قد
علمتم فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال : ما
تقولون في قوله : {إذا جاء نصر الله والفتح} حتى ختم
السورة فقال بعضهم : أمرنا الله أن نحمده ونستغفره إذا
جاء نصر الله وفتح علينا وقال بعضهم : لا ندري وبعضهم لم يقل شيئا فقال لي يا ابن
عباس : أكذاك تقول قلت : لا ، قال : فما تقول قلت : هو أجل رسول الله أعلمه الله
{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون} والفتح فتح مكة فذلك علامة أجلك
{فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن عمر سألهم عن قول الله
: {إذا جاء نصر الله والفتح} فقالوا : فتح المدائن والقصور قال : فأنت يا ابن عباس
ما تقول قال : قلت مثل ضرب لمحمد نعيت له نفسه.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة والخطيب في
تالي التلخيص عن ابن عباس قال : لما نزلت {إذا جاء نصر
الله والفتح} جاء العباس إلى علي فقال : انطلق بنا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان هذا الأمر لنا من بعده لم تشاحنا فيه قريش
وإن كان لغيرنا سألناه الوصاة لنا ، قال : لا قال العباس : جئت فذكرت ذلك له فقال
: إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ووحيه وهو مستوص فاسمعوا له وأطيعوا
تهتدوا وتفلحوا وافتدوا به ترشدوا ، قال ابن عباس : فما وافق أبا بكر على رأيه ولا
وازره على أمره ولا أعانه على شأنه إذ خالفه أصحابه في ارتداد العرب إلا العباس ،
قال : فوالله ما عدل رأيهما وحزمهما رأي أهل الأرض أجمعين.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله :
{إذا جاء نصر الله والفتح} قال : ذاك حين نعى لهم نفسه يقول : إذا رأيت الناس
يدخلون في دين الله أفواجا يعني إسلام الناس يقول فذلك حين حضر أجلك {فسبح بحمد
ربك واستغفره إنه كان توابا}.
وأخرج ابن مردويه والخطيب ، وَابن عساكر عن أبي هريرة في
قوله : {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : علم وحد حده الله لنبيه صلى الله عليه
وسلم ونعى إليه نفسه أنك لا تبقى بعد فتح مكة إلا قليلا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال :
آخر سورة نزلت من القرآن جميعا {إذا جاء نصر الله والفتح}.
وأخرج البخاري عن سهل بن سعد الساعدي عن أبي بكر أن سورة
{إذا جاء نصر الله والفتح} حين أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أن
نفسه نعيت إليه.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : غزا رسول
الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فتح مكة فخرج من المدينة في رمضان ومعه من
المسلمين عشرة آلاف وذلك على رأس ثمان سنين ونصف سنة من مقدمة المدينة وافتتح مكة
لثلاث عشرة بقيت من رمضان.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن مردويه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول :
سبحان
الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه فقلت يا رسول الله
: أراك تكثر من قول : سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه فقال : خبرني أني
سأرى علامة في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله
وأتوب إليه فقد رأيتها {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة {ورأيت الناس يدخلون في
دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود
والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
مردويه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه
وسجوده ، سبحانك الله وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن يعني {إذا جاء نصر الله
والفتح}.
وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
منذ أنزلت عليه هذه السورة {إذا جاء نصر الله والفتح} إلا يقول مثلهما : سبحانك
اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن أم سلمة قالت : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمر لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا
قال : سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك فقلت له : قال : إني أمرت بها وقرأ
{إذا جاء نصر الله} إلى آخر السورة.
وأخرج عبد الرزاق ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} كان
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : سبحانك اللهم وبحمدك اغفر لي إنك أنت
التواب الغفور.
وأخرج الحاكم ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : سبحانك ربنا وبحمدك فلما نزلت {إذا
جاء نصر الله والفتح} قال : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي إنك أنت التواب
الرحيم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت {إذا جاء
نصر الله والفتح} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جاء أهل اليمن هم أرق قلوبا
الإيمان
يمان والفقه يمان والحكمة يمانيه.
وَأخرَج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال: بينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إذ قال: "الله أكبر قد جاء نصر الله
والفتح وجاء أهل اليمن قوم رقيقة قلوبهم لينة طاعتهم الايمان يمان والفقه يمان
والحكمة يمانية" ..
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} فقال : ليخرجن منه
أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن
الفضيل بن عياض قال : لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} إلى آخر السورة قال محمد
صلى الله عليه وسلم : يا جبريل نعيت إلي نفسي قال جبريل : الآخرة خير لك من الأولى.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس دخلوا في دير الله أفواجا وسيخرجون منه
أفواجا.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : {إذا جاء نصر الله والفتح} وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم وطباعهم سجية
قلوبهم عظيمة حسنتهم دخلوا في دين الله أفواجا.
111
- سورة المسد.
مكية وآياتها خمس * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 5.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت {تبت يدا
أبي لهب} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : ما كان أبو
لهب إلا من كفار قريش ما هو حتى خرج من الشعب حين تمالات قريش حتى حصرونا في الشعب
وظاهرهم فلما خرج أبو لهب من الشعب وظاهرهم فلما خرج أبو لهب من الشعب لقي هندا
بنت عتبة بن ربيعة حين فارق قومه فقال : يا ابنة عتبة هل نصرت اللات والعزى قالت : نعم فجزاك الله
خيرا يا أبا عتبة ، قال : إن محمدا يعدنا أشياء لا نراها كائنة يزعم أنها كائنة
بعد الموت فما ذاك وصنع في يدي ثم نفخ في يديه ثم قال : تبا لكما ما أرى فيكما
شيئا مما يقول محمد فنزلت {تبت يدا أبي لهب} قال ابن عباس : فحصرنا في الشعب ثلاث
سنين وقطعوا عنا الميرة حتى إن الرجل ليخرج منا بالنفقة فما يبايع حتى يرجع حتى
هلك فينا من هلك.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن
ابن عباس قال : لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين) (سورة الشعراء
214) خرج
النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف : يا
صباحاه فاجتمعوا إليه فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي
قالوا : ما جربنا عليك كذبا ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو
لهب : تبا لك إنما جمعتنا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة {تبت يدا أبي لهب وتب}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عمر في قوله :
{تبت يدا أبي لهب} قال : خسرت.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في {تبت
يدا أبي لهب} قال : خسرت {وتب} قال : خسر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
قتادة {تبت يدا أبي لهب وتب} قال : خسرت يدا أبي لهب وخسر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : إنما سمي أبا لهب من
حسنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : إن أطيب ما أكل
الرجل من كسبه وان ابنه من كسبه ثم قرأت {ما أغنى عنه ماله وما كسب} قالت :
وما كسب ولده.
وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال : كان يقال : ما أإنى عنه
ماله وما كسب وولده كسبه ومجاهد وعائشة قالاه.
وأخرج الطبراني عن قتادة قال : كانت رقيه بنت النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله {تبت يدا أبي لهب} سأل
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم طلاق رقية فطلقها فتزوجها عثمان.
وأخرج الطبراني عن قتادة قال : تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب كانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله
{تبت يدا أبي لهب} قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة : رأسي من رأسكما حرام إن لم
تطلقا بنتي
محمد وقالت أمهما بنت حرب بن أميه وهي حمالة الحطب :
طلقاهما فإنهما قد صبتا فطلقاهما.
وَأخرَج عبد الرزاق والحاكم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في
قوله : (وما كسب) قال :كسبه ولده
..
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أن امرأة أبي لهب كانت تلقي
من طريق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الشوك فنزلت {تبت يدا أبي لهب} {وامرأته
حمالة الحطب} فلما نزلت بلغ امرأة أبي لهب أن النَّبِيّ يهجوك قالت : علام يهجوني
هل رأيتموني كما قال محمد أحمل حطبا في جيدي حبل من مسد فمكثت ثم أتته فقالت : إن
ربك قلاك وودعك فأنزل الله (والضحى) (سورة الضحى الآية 1 - 2) إلى (وما قلى).
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد {وامرأته
حمالة الحطب} قال : كانت تأتي بأغصان الشوك تطرحها بالليل في طريق رسول الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {وامرأته حمالة الحطب} قال : كانت تمشي
بالنميمة {في جيدها حبل من مسد} من نار.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {وامرأته
حمالة الحطب} قال : كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض {في جيدها حبل} قال :
عنقها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {حمالة الحطب} قال : كانت
تحمل النميمة فتأتي بها بطون قريش.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في
المصاحف عن عروة بن الزبير {في جيدها حبل من مسد} قال : سلسلة من حديد من نار ذرعها سبعون
ذراعا.
وأخرج ابن ألانباري عن قتادة رضي الله عنه {في جيدها حبل
من مسد} قال : من الودع.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل ، وَابن عساكر عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وامرأته حمالة الحطب} قال : كانت تحمل الشوك
فتطرحه على طريق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليعقره وأصحابه ويقال {حمالة الحطب}
نقالة الحديث {حبل من مسد}
قال : هي حبال تكون بمكة ويقال المسد العصا التي تكون في
البكرة ويقال : المسد قلادة لها من ودع.
وأخرج ابن عساكر بسند فيه الكديمي عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت ولي أربع عمومة فأما
العباس فيكنى بأبي الفضل ولولده الفضل إلى يوم القيامة وأما حمزة فيكنى بأبي يعلى
فأعلى الله قدره في
الدنيا والآخرة وأما عبد العزى فيكنى بأبي لهب فأدخله
الله النار وألهبها عليه وأما عبد مناف فيكنى بأبي طالب فله ولولده المطاولة
والرفعة إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن عساكر عن جعفر بن محمد عن
أبيه رضي الله عنه قال : مرت درة ابنة أبي لهب برجل فقال : هذه ابنة عدو الله أبي
لهب فأقبلت عليه فقالت ذكر الله أبي لنسابته وشرفه وترك أباك لجهالته ثم ذكرت
للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال : لا يؤذين مسلم بكافر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر وأبي هريرة وعمار بن ياسر
رضي الله عنهم قالوا : قدمت درة بنت أبي لهب مهاجرة فقال لها نسوة : أنت درة بنت أبي
لهب الذي يقول الله : {تبت يدا أبي لهب} فذكرت لك للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب
فقال : يا أيها الناس مالي أوذي في أهلي فوالله إن شفاعتي لتنال بقرابتي حتى إن
حكما وحاء وصدا وسلهبا تنالها يوم القيامة بقرابتي
بسم الله الرحمن الرحيم
111
- سورة الإخلاص.
مكية وآياتها أربع.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 4.
أَخرَج أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي ، وَابن جَرِير
، وَابن خزيمة ، وَابن أبي حاتم في السنة والبغوي في معجمه ، وَابن المنذر في
العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن
المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد أنسب لنا ربك فأنزل الله {قل
هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد} لأنه ليس يولد شيء إلا سيموت وليس شيء
يموت إلا سيورث وإن الله لا يموت ولا يورث {ولم يكن له كفوا أحد} ليس له شيبة ولا
عدل وليس كمثله شيء.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه أن المشركين قالوا
يا رسول الله : أخبرنا عن
ربك صف لنا ربك ما هو ومن أي شيء هو فأنزل الله {قل هو
الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}.
وأخرج ابن الضريس ، وَابن جَرِير عن أبي العالية رضي
الله عنه قال قالوا : انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه السورة {قل هو الله أحد الله
الصمد}.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني
في الأوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي بسند حسن ، عَن جَابر رضي الله عنه قال :
جاء أعرابي إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : أنسب لنا ربك فأنزل الله {قل
هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}.
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال : قالت قريش يارسول الله : أنسب لنا ربك فأنزل الله !
{قل هو الله أحد}.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو بكر السمرقندي في فضائل
{قل هو الله أحد} عن أنس رضي الله عنه قال : جاءت يهود خيبر إلى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من
حمأ مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والأرض من زبد الماء فأخبرنا عن
ربك فلم يجبهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل بهذه السورة {قل هو الله
أحد} ليس له عروق تتشعب {الله الصمد} ليس بالأجوف لا يأكل ولا يشرب {لم يلد ولم يولد}
ليس له والد ولا ولد ينسب إليه {ولم يكن له كفوا أحد} ليس من خلقه شيء يعدل مكانه يمسك
السموات إن زالتا هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار ولا دنيا ولا آخرة ولا حلال
ولا حرام انتسب الله إليها فهي له خالصة من قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله
ومن قرأها ثلاثين مرة لم يفضله أحد من أهل الدنيا يومئذ إلا من زاد على ما قال ومن
قرأها مائتي مرة أسكن من الفودوس سكنا يرضاه ومن قرأها حين يدخل منزله ثلاث مرات
نفت عن الفقر ونفعت
الجار وكان رجل يقرأها في كل صلاة فكأنهم هزئوا به
وعابوا ذلك عليه فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : وما حملك على ذلك
قال يا رسول الله : إني أحبها قال : حبها أدخلك الجنة ، قال : وبات رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقرؤها ويرددها حتى أصبح.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية من
طريق محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه
قال لأحبار اليهود : إني أردت أن أحدث بمسجد أبينا إبراهيم عهدا فانطلق إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاه بمنى والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : أنت عبد الله بن سلام قال : نعم قال : أدن فدنا منه
فقال : أنشدك بالله أما تجدني في التوراة رسول الله فقال له : أنعت لنا ربك فجاء جبريل فقال {قل هو
الله أحد} إلى آخر السورة ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن سلام :
أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أنك رسول الله ثم انصرف إلى المدينة وكتم إسلامه.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن عدي والبيهقي في الأسماء
والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود جاءت إلى النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم منهم كعب بن الأشرف وحي بن
أخطب فقالوا يا محمد : صف لنا ربك الذي بعثك فأنزل الله {قل هو الله أحد
الله الصمد لم يلد} فيخرج منه الولد {ولم يولد} فيخرج من شيء.
وأخرج الطبراني في السنة عن الضحاك قال : قالت اليهود يا
محمد صف لنا ربك فأنزل الله {قل هو الله أحد الله الصمد} فقالوا : أما الأحد فقد
عرفناه فما الصمد قال : الذي لا جوف له.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير قال :
أتى رهط من اليهود النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا له : يا محمد هذا الله خلق
الخلق فمن خلقه فغضب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ثم ساورهم غضبا
لربه فجاءه جبريل فسكنه وقال : اخفض عليك جناحك وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه {قل هو الله
أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} فلما تلاها عليهم قالوا : صف
لنا ربك
كيف خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه فغضب النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم أشد من غضبه الأول وساورهم غضبا فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته وأتاه
جواب ما سألوه عنه (وما قدرو الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) (سورة الزمر الآية 67).
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
قتادة رضي الله عنه قال : جاء ناس من اليهود إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فقالوا : أنسب لنا ربك وفي لفظ : صف لنا ربك فلم يدر ما يرد عليهم فنزلت {قل هو الله أحد}
حتى ختم السورة.
وأخرج أبو عبيد وأحمد في فضائله والنسائي في اليوم
والليلة ، وَابن منيع ومحمد بن نصر ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن أبي بن
كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله
أحد} فكأنهما قرأ ثلث القرآن.
وأخرج ابن الضريس والبزار وسمويه في قوائده والبيهقي في
شعب الإيمان عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة غفر له ذنوب مائتي سنة.
وأخرج أحمد والترمذي ، وَابن الضريس والبيهقي في
"سُنَنِه" عن أنس رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أحب
هذه السورة {قل هو الله أحد} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حبك إياها أدخلك
الجنة.
وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى ، وَابن الأنباري في المصاحف
عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما يستطيع
أحدكم أن يقرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات في ليلة فإنهما تعدل ثلث القرآن.
وأخرج أبو يعلى ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أنس عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قرأ {قل هو الله أحد} خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين
سنة.
وأخرج الترمذي وأبو يعلى ومحمد بن نصر ، وَابن عدي
والبيهقي في الشعب واللفظ له عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من قرأ كل يوم مائتي مرة {قل هو الله أحد} كتب الله له ألفا وخمسمائة
حسنة ومحا عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين.
وأخرج الترمذي ، وَابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينام على فراشه من
الليل نام على يمينه فقرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له
الرب : يا عبدي ادخل على يمينك الجنة.
وأخرج ابن سعد ، وَابن الضريس وأبو يعلى والبيهقي في
الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالشام فهبط
عليه جبريل فقال : يا محمد إن معاوية بن معاوية المزني هلك أفتحب أن تصلي عليه قال
: نعم فضرب بجناحه الأرض فتضعضع له كل شيء ولزق بالأرض ورفع له سريره فصلى
عليه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من أي شيء أتى
معاوية هذا الفضل صلى عليه صفان من الملائكة في كل صف ستمائة ألف ملك ، قال :
بقراءة {قل هو الله أحد} كان يقرؤها قائما وقاعدا وجالسا وذاهبا ونائما.
وأخرج ابن سعد ، وَابن الضريس والبيهقي في الدلائل
والشعب من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتبوك فطلعت الشمس ذات يوم بضياء وشعاع ونور لم نرها قبل ذلك فيما مضى فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعجب من ضيائها ونورها إذ أتاه جبريل فسأل جبريل : ما
للشمس طلعت لها نور وضياء وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى قال : ذاك أن معاوية بن
معاوية الليثي مات
بالمدينة اليوم فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه
، قال : بم ذاك يا جبريل قال : كان يكثر {قل هو الله أحد} قائما وقاعدا وماشيا
وآناء الليل والنهار استكثر منها فإنها نسبة ربكم ومن قرأها خمسين مرة رفع الله له
خمسين ألف درجة وحط عنه خمسين ألف سيئة وكتب له خمسين ألف حسنة ومن زاد زاد الله
له ، قال
جبريل : فهل لك أن أقبض الأرض فتصلي عليه قال : نعم فصلى
عليه.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة غفر له
خطيئة خمسين سنة إذا اجتنبت أربع خصال : الدماء والأموال والفروج والأشربة.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ {قل هو الله أحد} على طهارة مائة مرة
كطهارة الصلاة يبدأ بفاتحة الكتاب كتب الله له بكل حرف عشر حسنات ومحا عنه عشر
سيئات ورفع له عشر درجات وبنى له مائة قصر في الجنة وكأنما قرأ القرآن ثلاثا
وثلاثين مرة وهي براءة من الشرك ومحضرة للملائكة ومنفرة للشياطين ولها دوي حول
العرش تذكر بصاحبها حتى ينظر الله إليه وإذا نظر إليه لم يعذبه أبدا.
وأخرج أبو يعلى ، عَن جَابر بن عبد الله
قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من جاء بهن مع
الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله
وأدى دينا خفيا وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات {قل هو الله أحد} فقال أبو
بكر : أو إحداهن يا رسول الله قال : أو إحداهن.
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجهول ، عَن جَابر بن
عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} في كل
يوم خمسين مرة نودي يوم القيامة من قبره : قم مادح الله فأدخل الجنة.
وأخرج أبو نعيم في الحلية ، عَن جَابر قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من نسي أن يسمي على طعامه فليقرأ {قل هو الله أحد} إذا
فرغ.
وأخرج الطبراني عن جرير البجلي قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} حين يدخل منزله نفت الفقر من أهل ذلك
المنزل والجيران.
وأخرج البزار والطبراني في الصغير عن سعد بن أبي وقاص
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث
القرآن ومن قرأ (قل يا أيها الكافرون) (سورة الكافرون) فكأنما قرأ ربع القرآن.
وأخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف
عن عبد الله بن الشتخير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو
الله أحد} في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن من فتنه القبر وحملته
الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه الصراط إلى الجنة.
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : {قل هو الله أحد} ثلث القرآن.
وأخرج ابن الضريس والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه
عن ابن عمر قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم في سفر فقرأ في الركعة الأولى {قل هو الله أحد} وفي الثانية (قل يا أيها
الكافرون) فلما سلم قال : قرأت بكم ثلث القرآن وربعه.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
جبريل وهو بتبوك فقال : يا محمد أشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونزل جبريل في سبعين ألفا من الملائكة فوضع جناحه الأيمن
على الجبال فتواضعت ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت حتى نظر إلى مكة
والمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة فلما فرغ قال
يا جبريل : ما بلغ معاوية بن معاوية المزني هذه المنزلة قال : بقرائته {قل هو الله أحد}
قائما وقاعدا وراكبا وماشيا.
وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن المسيب قال : كان رجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له معاوية فخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم في غزوة تبوك وهو مريض ثقيل فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أيام ثم
لقيه جبريل فقال : إن معاوية بن معاوية توفي فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : أيسرك أن أريك قبره
قال : نعم فضرب بجناحه الأرض فلم يبع جبل إلا انخفض حتى
أبدى الله قبره فكبر رسول الله صلى
الله عليه وسلم وجبريل عن يمينه وصفوف الملائكة سبعين
ألفا حتى إذا فرغ من صلاته قال : يا جبريل بم نزل معاوية بن معاوية من الله بهذه
المنزلة قال : ب {قل هو الله أحد} كان يقرأها قائما وقاعدا وماشيا ونائما ولقد
كنت أخاف على أمتك حتى نزلت هذه السورة فيها.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قرأ آية الكرسي و{قل هو الله أحد}
دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت.
وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد من طريق مجاشع بن عمرو
أحد الكذابين عن يزيد الرقاشي قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جاءني جبريل في
أحسن صورة ضاحكا مستبشرا فقال : يا محمد العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول : إن لكل
شيء نسبا ونسبتي {قل هو الله أحد}
فمن أتاني من أمتك قارئا ب {قل هو الله أحد} ألف مرة من
دهره ألزمه داري وإقامه عرشي وشفعته في سبعين ممن وجبت عقوبته ولولا أني آليت على
نفسي كل نفس ذائقة الموت لما قبضت روحه.
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : من أراد سفرا فأخذ بعضادتي منزله فقرأ إحدى عشرة مرة {قل هو
الله أحد} كان الله له حارسا حتى يرجع.
وأخرج ابن النجار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد يقرأ في الأولى بالحمد
و(قل يا أيها الكافرون) وفي الركعة الثانية بالحمد و{قل هو الله أحد} خرج من ذنوبه
كما تخرج الحية من سلخها.
وأخرج ابن السني فيعمل اليوم الليلة عن عائشة قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ بعد صلاة الجمعة {قل هو الله أحد} و(قل
أعوذ برب الفلق) (سورة الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) (سورة الناس) سبع مرات أعاذه
الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى.
وأخرج الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي في فضائل !
{قل هو الله أحد}
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال : بلغنا أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن
قرأها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة فقال أبو بكر إذن نستكثر يا رسول الله
فقال : الله أكثر وأطيب رددها مرتين.
وأخرج أيضا عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأ {قل هو الله
أحد} مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات فكأنما قرأ
جميع ما أنزل الله.
وأخرج أيضا عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} مرة بورك عليه ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهل
بيته ومن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى أهل بيته وجيرانه ومن قرأها اثنتي عشرة
مرة بنى الله له في الجنة اثني عشر قصرا ، ومن قرأها عشرين مرة كان مع النبيين
هكذا وضم الوسطى والتي تليها الإبهام ومن قرأها عشرين مرة كان مع النبيين هكذا وضم
الوسطى والتي تليها الإبهام ومن قرأها مائة مرة غفر الله له ذنوب خمس وعشرين سنة
إلا الدين والدم ومن قرأها مائتي مرة غفرت له
ذنوب خمسين سنة ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجر
أربعمائة شهيد كل عقر جواده وأهريق دمه ومن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من
الجنة أو يرى له.
وأخرج أيضا عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها
مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن ارتجالا.
وأخرج أيضا عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: من قرأ {قل هو الله أحد} ألف مرة كانت أحب إلى الله من ألف ملجمة مسرجة في سبيل
الله.
وأخرج أيضا عن كعب الأحبار قال : ثلاثة ينزلون من الجنة
حيث
شاؤوا الشهيد ورجل قرأ في كل يوم {قل هو الله أحد} مائتي
مرة.
وأخرج أيضا عن كعب الأحبار قال : من واظب على قراءة {قل
هو الله أحد} وآية الكرسي عشر مرات من ليل أو نهار استوجب رضوان الله الأكبر وكان
مع أنبيائه وعصم من الشيطان.
وأخرج أيضا من طريق دينار عن أنس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرأ {قل هو الله أحد} ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وهو
من خاصة الله.
وأخرج أيضا من طريق نعيم عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال : من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاثين مرة كتب الله له براءة من النار
وأمانا من العذاب والأمان يوم الفزع الأكبر.
وأخرج أيضا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من أتى منزله فقرأ (الحمد لله) (سورة الفاتحة) و{قل هو الله أحد} نفى الله عنه
الفقر وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه.
وأخرج الطبراني أيضا من طريق أبي بكر البردعي : حدثنا
أبو زرعة وأبو حاتم قالا : حدثنا عيسى بن أبي فاطمة رازى ثقة قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : إذا نقر في الناقور اشتد غضب الرحمن فتنزل الملائكة فيأخذون بأقطار
الأرض فلا يزالون يقرؤون {قل هو الله أحد} حتى يسكن غضبه.
وأخرج إبراهيم بن محمد الخيارجي في فوائده عن
حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ
{قل هو الله أحد} ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله.
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن كعب بن عجرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ في ليلة أو يوم {قل هو الله أحد} ثلاث مرات
كان مقدار القرآن.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} إحدى عشرة مرة بنى الله له قصرا في
الجنة فقال عمر : والله يا رسول الله إذن نستكثر من القصور فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فالله أمن وأفضل أو قال : أمن وأوسع.
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء
والصفات عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ
لأصحابه في صلاتهم فيختم : ب {قل هو الله أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن فأنا
أحب أن أقرأها.
فأتوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال :
أخبروه أن الله تعالى يحبه.
وأخرج ابن الضريس عن الربيع بن خيثم قال : سورة من كتاب
الله يراها الناس قصيرة وأراها عظيمة طويلة يحب الله محبها ليس لها خلط فأيكم
قرأها فلا يجمعن
إليها شيئا استقلالا بها فإنها تجزئه.
وأخرج ابن الضريس عن أنس قال : قال رجل لرسول الله صلى
الله عليه وسلم : إن لي أخا قد حبب إليه قراءة {قل هو الله أحد} فقال : بشر أخاك
بالجنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وَابن ماجة ، وَابن
الضريس عن بريدة قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده فإذا
رجل يصلي يقول : اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا
نت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا
سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.
وأخرج ابن الضريس عن الحسن قال : من قرأ {قل هو الله
أحد} مائتي مرة كان له من الأجر عبادة خمسمائة سنة.
وأخرج الدارقطني في الأفراد والخطيب في تاريخه عن أنس أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه ب {قل هو الله أحد}.
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات
أوجب الله له رضوانه ومغفرته.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي غالب مولى خالد بن عبد
الله قال : قال عمر ذات ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث
القرآن فقلت : قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن فقال :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن سورة الإخلاص
{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
وأخرج العقيلي عن رجاء الغنوي قال : قال : رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرار فكأنما قرأ القرآن أجمع.
وأخرج ابن عساكر ، عَن عَلِي ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من صلى صلاة الغداة ثم لم يتكلم حتى قرأ {قل هو الله أحد} عشر
مرات لم يدركه ذلك اليوم ذنب وأجير من الشيطان.
وأخرج الديلمي بسند واه عن البراء بن عازب مرفوعا : من
قرأ {قل هو الله أحد} مائة بعد صلاة الغداة قبل أن يكلم أحدا رفع له ذلك اليوم عمل
خمسين صديقا.
وأخرج ابن عساكر عن علي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
حين زوجه فاطمة دعا بماء فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين كتفيه وعوذه ب {قل
هو الله
أحد} والمعوذتين.
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : من صلى ركعتين
فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} ثلاثين مرة بنى الله له ألف قصر من ذهب في الجنة ومن
قرأها في غير صلاة بنى الله له مائة قصر في الجنة ومن قرأها في صلاة كان أفضل من
ذلك ومن قرأها إذا دخل إلى أهله أصاب أهله وجيرانه منها خير.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب كان في مجلس
وهو يقول : ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة قالوا : وهل يستطيع ذلك
أحد قال : فإن {قل هو الله أحد} ثلث القرأن فجاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو
يسمع أبا أيوب فقال : صدق أبو أيوب.
وأخرج ابن الضريس والبزار ومحمد بن نصر والطبراني بسند
صحيح عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيعجز أحدكم أن يقرأ
كل ليلة ثلث القرآن قالوا : ومن يطيق ذلك قال : بلى {قل هو الله أحد} تعدل بثلث
القرآن.
وأخرج أحمد والطبراني ، وَابن السني بسند ضعيف عن معاذ
بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ {قل هو الله أحد} حتى
يختمها عشر مرات بنى الله له قصر في الجنة فقال له عمر : إذا نستكثر يا رسول الله
، قال : الله أكثر وأطيب.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن مردويه عن معاذ بن جبل قال
: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فلما كان ببعض المنازل صلى بنا صلاة
الفجر فقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب و{قل هو الله أحد} وفي الثانية ب (قل أعوذ
برب الفلق) فلما سلم قال : ما قرأ رجل في صلاة بسورتين أبلغ منهما ولا أفضل.
وأخرج محمد بن نصر والطبراني بسند جيد عن معاذ بن جبل
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {قل هو الله أحد} تعدل بثلث القرآن.
وأخرج أبو عبيد وأحمد والبخاري في التاريخ والترمذي
وحسنه والنسائي ، وَابن الضريس والبيهقي في الشعب عن أبي أيوب الأنصاري عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
:
أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة
فلما رأى أنه قد شق عليهم قال : من قرأ {قل هو الله أحد
الله الصمد} في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن.
وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال : مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم برجل يقرأ {قل هو الله أحد} فقال : أوجب لهذا الجنة.
وأخرج أبو عبيد وأحمد ومسلم ، وَابن الضريس والنسائي عن
أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم
ثلث القرآن قالوا : نحن أضعف من ذاك ، وأعجز قال : فإن الله جزأ القرآن ثلاثة
أجزاء فقال : {قل هو الله أحد} ثلث القرآن.
وأخرج مالك وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي ، وَابن
الضريس والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلا يقرأ {قل
هو الله أحد} يرددها فلما أصبح جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث
القرآن.
وأخرج أحمد والبخاري ، وَابن الضريس عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في
ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك فقال : الله الواحد الصمد ثلث القرآن.
وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : بات قتادة بن
النعمان يقرأ الليل كله ب {قل هو الله أحد} فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال : والذي نفسي بيده إنها لتعدل نصف القرآن أو ثلثه.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" من طريق أبي سعيد
الخدري قال : أخبرني قتادة بن النعمان أن رجلا قام في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم فقرأ {قل هو الله أحد} السورة كلها يرددها لا يزيد عليها فلما أصبحنا أخبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنها لتعدل ثلث القرآن.
وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن
الضريس عن ابن
مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {قل هو
الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
وَأخرَج مالك وحميد بن زنجويه والترمذي وصححه والنسائي ،
وَابن الأنباري في المصاحف" والحاكم عن أبي هريرة: قال رسول والبيهقي في
"شعب الايمان" عن أبي هريرة قال :أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد) فقال : وجبت" قلت :قلت وماوجبت ؟
قال:"الجنة.
وأخرج مسلم والترمذي ، وَابن الضريس ، وَابن الانباري عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث
القرآن" فحشدوا فخرج فقرأ (قل هو الله أحد) ثم قال : إنها تعدل ثلث القرآن ..
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبي هريرة عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ (قل هو الله أحد)عشرة مرات بني له قصر
في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بنى له قصران ومن قرأها ثلاثين بنى له ثلاث"..
وَأخرَج الطبراني في الصغير والبيهقي في الشعب بسند ضعيف
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ {قل هو الله أحد}
بعد صلاة الصبح اثني عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات وكان أفضل أهل الأرض
يومئذ إذا اتقى
وأخرج أحمد ، وَابن الضريس والنسائي والطبراني في الأوسط
والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط : أن رسول الله سئل
عن {قل هو الله أحد} قال : ثلث القرآن أو تعدله.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن المنكدر قال : سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ {قل هو الله أحد} ويرتل فقال له : سل تعط.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن الضريس ، عَن عَلِي ، قال :
من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرارا بعد الفجر وفي لفظ في دبر الغداة لم يلحق به
ذلك اليوم ذنب وإن جهد الشيطان.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن الضريس عن ابن عباس قال : من صلى ركعتين
بعد العشاء فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة {قل هو الله أحد} بنى الله له قصرين في
الجنة يتراآهما أهل الجنة.
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من صلى ركعتين بعد عشاء الآخرة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب
وعشرين مرة {قل هو الله أحد} بنى الله له قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن الضريس عن ابن عباس قال :
من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة
*** غفر الله له ذنوب مائة سنة خمسين مستقبلة وخمسين
مستأخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والترمذي
والنسائي ، وَابن ماجة عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى
فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و(قل أعوذ برب
الفلق) (سورة الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) (سورة الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من
جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات.
وأخرج ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود والترمذي
وصححه والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن عبد الله بن حبيب أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال له : اقرأ {قل هو الله أحد} والمعوذتين حين تصبح
وحين تمسي ثلاثا يكفيك من كل شيء.
وأخرج أحمد عن عقبة بن عامر أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم قال : يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل
والزبور والفرقان العظيم قلت بلى جعلني الله فداءك قال : فأقرأني {قل هو الله أحد} و(قل
أعوذ برب الفلق) و(قل أعود برب الناس) قم قال : يا عقبة
لا تنساهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن.
وأخرج النسائي ، وَابن مردويه والبزار بسند صحيح عن عبد
الله بن أنيس الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال له
: قل فلم أدر ما أقول ثم قال : {قل هو الله أحد} ثم قال لي : قل (أعوذ برب الفلق
من شر ما خلق) حتى فرغت منها ثم قال لي : (قل أعوذ برب الناس) حتى فرغت منها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا فتعوذ فما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عَن عَلِي ، قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض لدغته عقرب
فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها فلما انصرف قال : لعن الله
العقرب ما تدع مصليا ولا غيره أو نبيا أو غيره ثم دعا بملح وماء بجعله في إناء ثم
جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين وفي لفظ فجعل يمسح عليها
ويقرأ {قل هو الله أحد} و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس).
وأخرج الطبراني والبغوي بسند ضعيف عن ابن الديلمي وهو
ابن اخت النجاشي وقد خدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "من قرأ(قل هو الله أحد) مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب
الله له براءة من النار..
وَأخرَج الحاكم وصححه والبيهقي في "شعب
الايمان" عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ينامن أحدكم
حتى يقرأ ثلث القرآن" قالوا:يارسول الله وكيف يستطيع أحدنا أن يقرأ ثلث
القرآن؟ قال:"ألا يستطيع أن يقرأ ب (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق)
و(قل أعوذ برب الناس)..
وَأخرَج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ(قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات إذا أخذ مضجعه
فإن قبض قبض شهيدا وإن عاش عاش مغفورا له"..
وَأخرَج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عثمان بن
عفان قال :دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذني فقال : أعيذك بالله الأحد
الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد " فرددها سبعا،
فلما أراد القيام قال : تعوذ بها ما تعوذ بخير منها يا
عثمان.
وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن
محجن بن الأذرع قال :دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا هو برجل قد صلى صلاته
وهو يتشهد ويقول :اللهم إني أسألك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم فقال : قد غفر له ، قد غفر
له،قد غفر له"..
وَأخرَج عبدالله بن أحمد في زوائد "الزهد" ، وَابن الضريس عن أبي غالب مولى خالد بن
عبدالله القرشي قال: كان ابن عمر ينزل علينا بمكة وكان يتهجد من الليل فقال لي ذات
ليلة قبيل الصبح :ياأبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث القرآن ؟ فقلت :ياأبا
عبدالرحمن قد دنا الصبح فكيف أقرأبثلث القرآن ؟قال :إن سورة الاخلاص تعدل ثلث
القرآن..
وَأخرَج ابن الضريس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال:"لا يزالون يتساءلون حتى يقال :الله خلقنا فمن خلق الله تبارك
وتعالى ؟". قال
أبو هريرة : فبينما أنا جالس إذ أتاني رجل فقال :هذا
الله خلقنا فمن خلق الله عز وجل ؟قال فوضعت إصبعي في أذني فقلت :الله الأحد الصمد
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وَأخرَج أحمد بن زنجويه في "ترغيبه" ، وَابن
عساكر عن أسماء بنت واثلة بن الأسقع قالت :كان أبي إذا صلى الصبح جلس مستقبل
القبلة لا يتكلم حتى تطلع الشمس فربما كلمته في الحاجة فلا يكلمني فقلت له :ما هذا
؟فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى صلاة الصبح ثم قرأ (قل
هو الله أحد) مائة مرة قبل أن يتكلم فكلما قال : (قل هو الله أحد) غفر له ذنب
سنة" . *وأخرج الطبراني في الأوسط" والديلمي في "مسند الفردوس" بسند ضعيف عن
أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قل هو الله أحد) نسبة الرب عز
وجل " ولفظ الطبراني : إن لكل شىء نسبة وإن نسبة الله (قل هو الله أحد).
وأخرج أبو عبيد ، وَابن أبي شيبة ، وَابن الضريس
والبيهقي في الأسماء
والصفات"
عن أسماء بنت أبي بكر قالت :من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها
(قل هو الله أحد) والمعوذتين و"الحمد" سبعا سبعا حفظ من من مجلسه ذلك
إلى مثله.
وَأخرَج حميد بن زنجويه في "فضائل الأعمال" عن
ابن شهاب قال :من قرأ(قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام
قبل أن يتكلم سبعا سبعا كان ضامنا هو وماله وولده من الجمعة الى الجمعة..
وَأخرَج سعيد بن منصور عن مكحول قال : من قرأ"فاتحة
الكتاب" والمعوذتين و(قل هو الله أحد) سبع مرات يوم الجمعة قبل أن يتكلم كفر
عنه مابين الجمعتين وكان معصوما..
وَأخرَج الديلمي عن بكر الأسدي أنه أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما رأى فصاحته قال له : ويحك يا أسدي هل قرأت القرأن مع ما أرى
من فصاحتك قال له ولكني قلت شعرا اسمعه مني قال : قل" فقال :وحي ذوي الأضغان
تشب قلوبهم تحيتك الأدنى ترفع النعل
وإن عالنوا بالشر فاعلن بمثله إن دحسوا عنك الحديث فلا
تسل. وإن الذي يؤذيك منه سماعه كأن الذي قالوه بعدك لم يقل. فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحر" ثم أقرأه (قل هو الله أحد* الله
الصمد). فقرأها وزاد فيها :قائم على الرصد لا يفوته أحد .وقال : دعها لا تزد فيها
فإنها شافية كافية"..
وَأخرَج أبو داود ، وَابن السني ، وَابن المنذر عن أبي
هريرة قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول : يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم
حتى يقول قائلهم :هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله ؟فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله
أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثا
وليستعذ بالله من الشيطان"
.
وأخرج ابن الأنباري عن عمر بن الخطاب أنه قرا: (الله
الواحد الصمد)..
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والمحاملي في "أماليه"
والطبراني وأبو الشيخ في العظمة" عن بريدة -لا
أعلمه إلا رفعه - قال:"الصمد الذي لا جوف له.
وأخرج ابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والبيهقي في الأسماء والصفات" عن ابن عباس قال:الصمد لا جوف له.
وَأخرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال:
الصمد الذي لا جوف له . وفي لفظ :الذي ليس له أحشاء.
وَأخرَج ابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
مجاهد قال: الصمد المصمت الذي لا جوف له .
وأخرج ابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير عن الحسن وسعيد بن
جبير والضحاك وعكرمة ،مثله.
وَأخرَج سعيد بن منصور ، وَابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير
، وَابن المنذر والبيهقي عن الشعبي :)الصمد) .قال : أخبرت أنه الذي لا يأكل الطعام
ولا يشرب الشراب..
وَأخرَج ابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن سعيد
بن المسيب قال : الصمد الذي لا حشوة له.
وَأخرَج ابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن
عكرمة قال :الصمد الذي لم يخرج منه شىء ولم يلد ولم يولد.
وَأخرَج البيهقي عن الحسن قال : الصمد الذي لايخرج منه
شىء.
وَأخرَج ابن المنذر عن ابن عباس قال : الصمد الذي لا
يطعم وهو المصمت أوما سمعت نائحة بني أسد وهي تقول :
لقد بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد
الصمد . وكان لا يطعم عند القتال.
وَأخرَج الطبراني عن الضحاك بن مزاحم أن نافع بن الأزرق
سأل ابن عباس عن قول الله :)الصمد) أما الأحد فقد عرفناه فما الصمد ظقال :الذي يصمد إليه
في الأمور كلها .قال:فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمحد صلى
الله عليه وسلم؟قال: نعم أما سمعت قول الأسدية : ألا بكر الناعي بخيري بني أسد
بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد.
وَأخرَج سعيد بن جبير مثله.
وَأخرَج ابن الضريس ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
أبي العالية قال : الصمد الذي لم يلد ولم يولد ،لأنه ليس شىء يولد إلا سيموت وليس
شىء يموت إلا سيورث فإن الله تعالى لا يموت ولا يورث (ولم يكن له كفوا أحد) قال :
لم يكن له شبيها ولا عدل وليس كمثله شىء.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في الأسماء
والصفات عن محمد بن كعب قال :الصمد: الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع ، مثله.
وَأخرَج ابن المنذر عن السدي، مثله ..
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة
والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي عن ابن عباس قال : الصمد السيد الذي قد
كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم
الذي قد كمل في حلمه والغني الذي قد كمل في غناه والجبار الذي قد كمل في جبروته
والعالم الذي قد كمل علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في أنواع
الشرف والسؤدد وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس كفو وليس كمثله شيء.
وَأخرَج ابن أبي عاصم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والبيهقي عن شقيق أبي وائل عن ابن مسعود قال : الصمد هو السيد الذي قد انتهى سؤدده
،
فلا شىء أسود منه .وأخرج ابن المنذر عن عكرمة ،مثله..
وَأخرَج ابن أبي عاصم ، وَابن الضريس ، وَابن جَرِير
وأبو الشيخ في "العظمة"
والبيهقي عن الحسن وقتادة أنهما كانا يقولان : الصمد
الباقي بعد خلقه هذه سورة خالصة لله عزوجل ليس فيها ذكر شىء من أمر الدنيا والآخرة.
وَأخرَج ابن جرير عن قتادة قال الصمد الدائم.
وَأخرَج ابن أبي عاصم ، وَابن المنذر عن الحسن ،مثله.
وَأخرَج أبو الشيخ عن الحسن في قوله : (الصمد) قال :الحي
القيوم الذي لا زوال له.
وَأخرَج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة" عن ابن
عباس قال :الصمد الذي تصمد إليه الأشياء إذا نزل بهم كربة أو بلاء.
وأخرج ابن عاصم ، وَابن أبي حاتم عن إبراهيم قال: الصمد
الذي تصمد إليه العباد في حوائجهم.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن عبدالله بن بريدة قال : الصمد
نور يتلألأ..
وَأخرَج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس في قوله :
(ولم يكن له كفوا أحد) قال : ليس كمثله شىء فسبحان الله الواحد القهار.
وَأخرَج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : (ولم يكن له
كفوا أحد) قال:ليس له كفؤ ولا مثل..
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن عطاء : (ولم يكن له كفوا) بألف
قال : مثلا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد : (ولم يكن له
كفوا) قال : صاحبة.
وَأخرَج ابن المنذر عن قتادة : (ولم يكن له كفوا أحد)
قال: لا.
يكافئه أحد بنعمته.
وَأخرَج ابن الضريس وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن جَرِير
عن كعب قال : إن الله تعالى ذكره أسس السموات السبع والأرضين السبع على هذه السورة
{قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} وإن الله لم
يكافئه أحد من خلفه
بسم الله الرحمن الرحيم
113
- سورة الفلق.
مكية وآياتها خمس.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 5.
أَخرَج أحمد والبزار والطبراني ، وَابن مردويه من طرق
صحيحة عن ابن عباس ، وَابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا
تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما ، قال البزار : لم يتابع ابن
مسعود أحد من الصحابة وقد صح عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في
الصلاة وأثبتتا في المصحف.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود : أن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم سئل عن هاتين السورتين فقال : قيل لي فقلت فقولوا كما قلت.
وأخرج أحمد والبخاري والنسائي ، وَابن الضريس ، وَابن
الأنباري ، وَابن حبان ، وَابن مردويه عن زر بن حبيش قال : أتيت المدينة فلقيت أبي
بن كعب فقلت : يا أبا المنذر إني رأيت ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في
مصحفه فقال
: أما والذي بعث محمدا بالحق قد سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عنهما وما سألني عنهما أحد منذ سألته غيرك ، قال : قيل لي قل فقلت
فقولوا فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج مسدد ، وَابن مردويه عن حنظلة السدوسي قال :
لعكرمة : إني أصلي بقوم فأقرأ ب {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ برب الناس) فقال : اقرأبهما
فإنهما من القرآن.
وأخرج أحمد ، وَابن الضريس بسند صحيح عن أبي العلاء يزيد
بن عبد الله بن الشخير قال : قال رجل : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر والناس
يعتقبون وفي الظهر قلة فجاءت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي فلحقني
فضرب منكبي فقال : {قل أعوذ برب الفلق} فقلت {أعوذ برب الفلق} فقرأها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ثم قال : (قل أعوذ برب الناس) فقرأها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ، قال : إذا أنت صليت فاقرأ بهما.
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن ابن مسعود عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : لقد أنزل علي آيات لم ينزل علي مثلهن
المعوذتين.
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي ، وَابن الضريس ، وَابن
الأنباري في المصاحف ، وَابن مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أنزلت علي الليلة آيات لم أر مثلهن قط {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ
برب الناس).
وأخرج ابن الضريس ، وَابن الأنباري والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيما بين الجحفة والأبواء إذا غشينا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعوذ ب {أعوذ برب الفلق}
و (أعوذ برب الناس) ويقول : يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ
متعوذ بمثلهما قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.
وأخرج ابن سعد والنسائي والبغوي والبيهقي عن أبي حابس
الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا أبا حابس ألا أخبرك بأفضل ما
تعوذ به المتعوذون قال : بلى يا رسول الله ، قال : {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ
برب الناس) هما المعوذتان.
وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي ، وَابن مردويه والبيهقي
عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان
ومن عين الإنس فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.
وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن ابن مسعود أن
نبي الله صلى الله عليه وسلم
كان يكره عشر خصال : الصفرة يعني الخلوق وتغيير الشيب
وجر الإزار والتختم بالذهب وعقد التمائم والرقي إلا بالمعوذات
والضرب بالكعاب والتبرج بالزينة لغير بعلها وعزل الماء لغير حله وفساد الصبي غير
محرمه.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الرقي إلا بالمعوذات.
وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اقرؤوا بالمعوذات في دبر كل صلاة.
وأخرج ابن أ بي شيبة ، وَابن مردويه عن عقبة بن عامر قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما يعني
المعوذتين.
وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم : يا عقبة اقرأ ب {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ برب الناس) فإنك
لن تقرأ أبلغ منهما.
وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : من أحب السور إلى الله {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ برب الناس).
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : كنت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى الغذاة فقرأ فيها بالمعوذتين ثم قال : يا معاذ هل
سمعت قلت : نعم ، قال : ما قرأ الناس بمثلهن.
وأخرج النسائي ، وَابن الضريس ، وَابن الأنباري ، وَابن
مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله قال : أخذ منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: اقرأ قلت : ما أقرأ بأبي أنت وأمي قال : {قل أعوذ برب الفلق} ثم قال : اقرأ قلت
: بأبي أنت وأمي ما أقرأ : قال : (قل أعوذ برب الناس) ولن تقرأ بمثلها.
وأخرج ابن سعد عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس
أن ثابت بن قيس اشتكى فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فرقاه
بالمعوذات ونفث
عليه وقال : اللهم رب الناس اكشف الباس عن ثابت بن قيس
بن شماس ثم أخذ ترابا من واديهم ذلك يعني بطحان فألقاه في ماء فسقاه.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس عن عقبة بن عامر
الجهني قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما طلع الفجر أذن
وأقام ثم أقامني عن يمينه ثم قرأ
بالمعوذتين فلما انصرف قال : كيف رأيت قلت : قد رأيت يا
رسول الله ، قال : فاقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت.
وأخرج ابن الأنباري عن قتادة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعقبة بن عامر : اقرأ ب {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ برب الناس)
فإنهما من أحب القرآن إلى الله.
وأخرج الحاكم عن عقبة بن عامر قال : كنت أقود برسول الله
صلى الله عليه وسلم راحلته في السفر فقال : يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتهما
قلت : بلى ، قال : {قل أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ برب الناس) فلما نزل صلى بهما
صلاة الغداة ثم قال له : كيف ترى يا عقبة.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك أن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم ركب بغلة فحادت به
فحبسها وأمر رجلا أن يقرأ عليها {قل أعوذ برب الفلق من
شر ما خلق} فسكنت ومضت.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : أهدى النجاشي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة شهباء فكان فيها صعوبة فقال للزبير : اركبها
وذللها فكأنها الزبير اتقى فقال له : أركبها واقرأ القرآن ، قال : ما أقرأ قال :
اقرأ {قل أعوذ برب الفلق} فوالذي نفسي بيده ما قمت تصلي بمثلها.
وأخرج ابن الأنباري عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث.
وأخرج ابن الأنباري عن ابن عمر قال : إذا قرأت {قل أعوذ
برب الفلق} فقل أعوذ برب الفلق وإذا قرأ ب (قل أعوذ برب الناس) فقل : أعوذ برب
الناس.
وأخرج محمد بن نصر عن أبي ضمرة عن أبيه عن جده أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الثانية التي يوتر بها ب (قل هو
الله أحد) والمعوذتين.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أنه رأى في عنق امرأة من
أهله سيرا فيه
تمائم فقطعه وقال : إن آل عبد الله أغنياء عن الشرك ثم
قال : التولة والتمائم والرقي من الشرك فقالت امرأة : إن إحدانا لتشتكي رأسها
فتسترقي فإذا استرقت ظنت إن ذلك قد نفعها فقال عبد الله إن الشيطان يأتي أحداكن
فينخس في رأسها فإذا
استرقت حبس فإذا لم تسترق نحر فلو أن إحداكن تدعو بماء
فتنضحه على رأسها ووجهها ثم تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ (قل هو الله
أحد) و{قل
أعوذ برب الفلق} و(قل أعوذ برب الناس) نفعها ذلك إن شاء الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد في مسنده عن زيد بن أسلم قال : سحر
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين
وقال : إن رجلا من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان فأرسل عليا فجاء به فأمره أن
يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت :
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم فلم تزل
به يهود حتى سحر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
يذوب ولا يدري ما وجعه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذا أتاه
ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه :
ما وجعه قال : مطبوب ، قال : من طبه قال : لبيد بن أصم ، قال : بم طبه قال : بمشط
ومشاطة وجف طلعة ذكر بذي أروان وهي تحت راعوفة البئر ، فلما أصبح رسول الله صلى
الله عليه وسلم غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحب
الراعوفة فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مشاطة رأسه وإذا تمثال
من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيها أبر مغروزة وإذا وتر فيه
إحدى عشرة عقدة فأتاه جبريل بالمعوذتين فقال : يا محمد {قل أعوذ برب الفلق} وحل
عقدة {من شر ما خلق} وحل عقده حتى فرغ منها
وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألما ثم
يجد بعد ذلك راحة فقيل : يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال : قد عافاني الله وما
وراءه من عذاب الله أشد فأخرجه.
وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وجعل فيه
تمثالا فيه إحدى عشرة عقدة فأصابه من ذلك وجع شديد فأتاه جبريل وميكائيل يعودانه
فقال ميكائيل يا جبريل إن صاحبك شاك ، قال أجل ، قال : أصابه لبيد بن الأعصم
اليهودي وهو في بئر ميمون في كدية تحت صخرة الماء ، قال : فما وراء ذلك قال : تنزح
البئر ثم تقلب الصخرة فتأخذ الكدية فيها تمثال فيه إحدى عشرة عقدة فتحرق فإنه يبرأ
بإذن الله فأرسل إلى رهط فيهم عمار بن ياسر فنزح الماء فوجدوه قد صار كأنه ماء
الحناء ثم قلبت الصخرة إذا كدية فيها صخرة فيها تمثال
فيها إحدى
عشرة عقدة فأنزل الله يا محمد {قل أعوذ برب الفلق} الصبح
فانحلت عقدة {من شر ما خلق} من الجن والإنس فانحلت عقدة {ومن شر غاسق إذا وقب}
الليل وما يجيء به الليل {ومن شر النفاثات في العقد} السحارت المؤذيات فانحلت {ومن
شر حاسد إذا حسد}.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
صنعت اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه منه وجع شديد فدخل عليه أصحابه
فخرجوا من عنده وهم يرون أنه ألم به فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما قم قال :
بسم الله أرقيك من كل شر يؤذيك ومن كل عين ونفس حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك.
أخرج ابن مردويه عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال : صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ {قل أعوذ برب الفلق} فقال : يا ابن عبسه
أتدري ما الفلق قلت الله ورسوله أعلم ، قال : بئر في جهنم إذا سعرت جهنم فمنه تسعر
وإنها لتتأذى به كما يتأذى بنو آدم من جهنم.
وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقرأ {قل أعوذ برب الفلق} هل تدري ما الفلق
باب في النار إذا فتح سعرت جهنم.
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن عبد الله بن عمرو بن
العاصي رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : {قل
أعوذ برب الفلق} قال : هو سجن في جهنم يحبس فيه الجبارون والمتكبرون وإن جهنم
لتعوذ بالله منه.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم قال : الفلق جب في جهنم
مغطى.
وَأخرَج ابن جرير عن ابن عباس قال : الفلق سجن في جهنم ..
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي عن آبائه قال : الفلق
جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم من شدة حر ما
يخرج منه.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن كعب قال :الفلق
بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من شدة حره.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن
الحبلي قال : الفلق جهنم.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، عَن
جَابر بن عبدالله قال: الفلق الصبح
..
وأخرج ابن جريرعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الفلق
الصبح.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن
الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : {قل أعوذ برب الفلق} قال : أعوذ برب الصبح
إذا انفلق
عن ظلمة الليل ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما
سمعت زهير بن أبي سلمى يقول : الفارج الهم مسدولا عساكره * كما يفرج غم الظلمة
الفلق.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال : الفلق الخلق.
وأخرج أحمد والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وأبو
الشيخ في العظمة والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن عائشة قالت : نظر رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوما إلى القمر لما طلع فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن
هذا الغاسق إذا وقب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي هريرة
عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {ومن شر غاسق إذا وقب} قال : النجم هو
الغاسق وهو
الثريا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي
هريرة قال: الغاسق الكوكب ..
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله : {ومن شر
غاسق إذا وقب} قال : كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا وكانت الأسقام والطواعين
تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : إذا ارتفعت النجوم رفعت العاهة عن كل بلد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية {ومن شر غاسق إذا وقب} قال :
الليل إذا ذهب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه قال :
الغاسق سقوط الثريا والغاسق إذا وقب الشمس إذا غربت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله
عنهما {ومن شر غاسق إذا وقب} قال : الليل إذا أقبل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله : عز وجل {ومن شر غاسق إذا وقب} قال : الغاسق الظلمة والوقب شدة سواده
إذا دخل في كل شيء قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت زهيرا يقول : ظلت
تجوب يداها وهي لاهية * حتى إذا جنح الإظلام والغسق وقال في الوقب :
وقب العذاب عليهم فكأنهم * لحقتهم نار السماء فأخمدوا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
{غاسق إذا وقب} قال : الليل إذا دخل.
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {ومن شر
النفاثات} قال : الساحرات.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {النفاثات في
العقد} قال : ما
خالط السحر من الرقي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه {النفاثات}
قال : السواحر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
{النفاثات في العقد} قال : الرقي في عقد الخيط.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد
أشرك.
وأخرج الحاكم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جاءه يعوده فقال : ألا أرقيك برقية رقاني بها
جبريل قلت بلى بأبي أنت وأمي ، قال : بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك
{ومن شر النفاثات في العقد ومن
شر حاسد إذا حسد} فرقي بها ثلاث مرات.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه : أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وجد وجعا في رأسه فأبطأ على أصحابه ثم خرج إليهم
فقال له عمر : ماالذي بطأ بك عنا فقال : وجع وجدته في رأس فهبط علي جبريل فوضع يده
على رأسي ثم قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك أو يصيبك ومن شر كل ذي شر معلن
أو مسر ومن شر الجن والإنس {ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد} قال : فبرأت.
أخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان عن
الحسن في قوله : {ومن شر حاسد إذا حسد} قال : هو أول ذنب كان في السماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {ومن شر حاسد
إذا حسد} يعني اليهود هم حسدة الإسلام.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {ومن شر
حاسد إذا حسد} قال : نفس ابن آدم وعينه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
{ومن شر
حاسد} قال : من شر عينه ونفسه.
وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل أتاه وهو يوعك فقال : بسم الله أرقيك من كل
شيء يؤذيك من حسد حاسد وكل عين اسم الله يشفيك.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله أو عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اشتكى فأتاه جبريل فقال
: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من كل كاهن وحاسد والله يشفيك.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل
النار الحطب.
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لا يحل الدرجات العلى اللعان ولا منان ولا بخيل ولا باغ ولا
حسود.
وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال : كنا
عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جلوسا
فقال :
يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة فطلع رجل
من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان من الغد
قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثل فطلع الرجل مثل مرته الأولى فلما كان اليوم
الثالث قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل
حاله الأول فلما قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنه فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن
تأويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت قال : نعم ، قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه
بات معه ثلاث ليلا فلم يره يقوم إلا لصلاة الفجر وإذا تقلب على فراشه ذكر الله
وكبره ولا يقول إلا خيرا ، فلما مضى الثلاث ليال وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله
: لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك
فأنظر ما عملك فلم أرك تعمل كثير عمل فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما
رأيت غير أني لا أجد في نفسي غشا على أحد من المسلمين
ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ، قال عبد الله : فهذه التي بلغت بك وهي التي
لا تطاق.
وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : الصلاة نور والصيام جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء
النار والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد أن يغلب
القدر.
وأخرج البيهقي في الشعب عن الأصمعي رضي الله عنه قال :
بلغني أن الله عز وجل يقول : الحاسد عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي التي
قسمت بين عبادي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
114
- سورة الناس.
مكية وآياتها ست * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 6.
أَخْرَج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
قال : أنزل بالمدينة {قل أعوذ برب الناس}.
وأخرج ابن مردويه عن الحكم بن عمير الثمالي رضي الله عنه
عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الحذر أيها الناس وإياكم والوسواس الخناس
فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال
: أول ما يبدأ الوسواس من الوضوء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مغفل قال : البول في
المغتسل يأخذ منه الوسواس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مرة رضي الله عنه قال
: ما وسوسة بأولع ممن
يراها تعمل فيه.
وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية
بن أبي طلحة قال : كان من دعاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اللهم : اعمر قلبي من
وسواس ذكرك واطرد عني وسواس الشيطان.
أخرج ابن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية في قوله
: {الوسواس الخناس} قال : مثل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على فم القلب فيوسوس
إليه فإذا ذكر الله خنس وإن سكت عاد إليه فهو {الوسواس الخناس}.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن مكايد الشيطان وأبو يعلى ،
وَابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس عن النَّبِيّ قال
: إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك
{الوسواس الخناس}.
وأخرج ابن شاهين عن أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : إن للوسواس خطما كخطم الطائر فإذا غفل ابن آدم وضع ذلك المنقار في أذن
القلب
يوسوس فإن ابن آم ذكر الله نكص وخنس فلذلك سمي {الوسواس
الخناس}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن
ابن عباس في قوله : {الوسواس الخناس} قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإن سها
وغفل وسوس وإذا ذكر الله خنس.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : ما
من مولود يولد إلا على قلبه الوسواس فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس فلذلك قوله :
{الوسواس الخناس}.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من
الجن والإنس وكان يقال شيطان الإنس أشد على الناس من شيطان الجن شيطان الجن يوسوس
ولا تراه وهذا يعاينك معاينة.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير قال : إن
الوسواس له باب في صدر ابن آدم يوسوس منه.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي الدنيا ، وَابن المنذر
عن عروة بن
رويم أن عيسى ابن مريم عليهما السلام دعا ربه أن يريه
موضع الشيطان من ابن آدم فجلى له فإذا رأسه مثل رأس الحية واضعا رأسه على ثمرة
القلب فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكره وضع رأسه على ثمرة قلبه فحدثه.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : الوسواس محله على فؤاد
الإنسان وفي عينه
وفي ذكره ومحله من المرأة في عينها وفي فرجها إذا أقبلت
وفي دبرها إذا أدبرت هذه مجالسه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {من الجنة
والناس} قال : هما وسواسان فوسواس من الجنة وهو الجن ووسواس نفس الإنسان فهو قوله
: {والناس}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {من
الجنة والناس} قال : إن من الناس شياطين فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجن.
* ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد قال ابن الضريس
في فضائله : أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال : قرأنا في مصحف أبي بن كعب :
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك قال
حماد : هذه الآن سورة وأحسبه قال : اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى
ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال
: صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال : اللهم إنا نستعينك
ونستغفرك ونثنين عليك الخير كله ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك الله إياك نعبد
ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق ،
وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا
نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، وفي مصحف حجر
: اللهم
إنا نستعينك وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى : اللهم إياك نعبد ولك نصلي
ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش
قال : سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك
ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي
ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق ، قال
أنس : والله إن أنزلتا إلا من السماء.
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس إن عمر بن
الخطاب كان يقنت بالسورتين : اللهم إياك نعبد واللهم إنا نستعينك.
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزي قال : قنت عمر
رضي الله عنه بالسورتين.
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت
بهاتين السورتين الله إنا نستعينك واللهم إياك نعبد.
وأخرج البيهقي عن خالد بن أبي عمران قال : بينما رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت فقال
يا محمد إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا وإنما بعثك رحمة للعالمين ولم يبعثك
عذابا ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ثم علمه هذا
القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم
إياك نعبد ولك نصلي ونسجد إليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد
بالكفار ملحق.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في
"سُنَنِه" عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : بسم
الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك
من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعى ونحفد
نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق ، وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان
من القرآن في مصحف ابن مسعود.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن
عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا
نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد
نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال
: في قراءة أبي بن كعب : الله إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع
ونترك من يفجرك الله إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى
عذابك إن عذابك بالكفار ملحق.
وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحاق قال : قرأت في مصحف أبي
بن كعب بالكتاب الأول العتيق : بسم الله الرحمن الرحيم (قل هو الله أحد) إلى آخرها
بسم الله الرحمن الرحيم (قل أعوذ برب الفلق) إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم (قل
أعوذ برب الناس) إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك
ونثني عليك الخير ولا
نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله الرحمن الرحيم :
اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك
بالكفار ملحق بسم الله الرحمن الرحيم
: اللهم لا تنزع ما تعطي ولا ينفع ذا الجد منك الجد
سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق.
وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبي حبيب قال : بعث عبد
العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له : والله إني لأراك جافيا ما
أراك تقرأ القرآن قال : بلى والله إني لأقرأ القرآن وأقرأ منه مالا تقرأ به ، فقال
له عبد العزيز : وما الذي لا أقرأ به من القرآن قال : القنوت ، حدثني علي بن أبي
طالب أنه من القرآن.
وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال : كان أبو عبد
الرحمن يقرئنا : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك
ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك
ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار
ملحق ، وزعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم
إياها ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها.
وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال : قرأت أو حدثني من قرأ
في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك ، والأخرى بينهما بسم
الله الرحمن الرحيم قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من المفصل.
وأخرج محمد بم نصر عن سفيان قال : كانوا يستحبون أن
يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد.
وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال : يقرأ في الوتر
السورتين اللهم إياك نعبد اللهم إنا نستعينك ونستغفرك.
وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : سألت عطاء بن أبي رباح
أي شيء أقول في القنوت قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي : اللهم إنا
نستعينك واللهم إياك نعبد.
وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : نبدأ في القنوت
بالسورتين ثم ندعو على الكفار ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات.
وأخرج البخاري في تاريخه عن الحارث بن معاقب أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : في صلاة من الصلوات : بسم الله الرحمن الرحيم
غفار غفر الله لها وأسمل سالمها الله وشيء من جهينة وشيء من مزينة وعصية عصت الله
ورسوله ورعل وذكوان ما أنا قلته الله قاله ، قال الحارث فاختصم ناس من أسلم وغفار
فقال الأسلميون بدأ بأسلم وقال غفار بدأ بغفار قال الحارث : فسألت أبا هريرة فقال
بدأ بغفار.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن خفاف بن إيماء بن رحضة
الغفاري قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فلما رفع رأسه من
الركعة الآخرة قال : لعن الله لحيانا ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله أسلم
سالمها الله غفار غفر الله لها ثم خر ساجدا ، فلما قضى الصلاة أقبل على الناس
بوجهه فقال : أيها الناس إني لست قلت هذا ولكن الله قاله.
* ذكر دعاء ختم القرآن.
أَخْرَج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : كان النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم إذا ختم القرآن دعا قائما.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان قال : قال النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
واستغفر ربه فقد طلب الخير مكانه.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي جعفر قال : كان علي
بن حسين يذكر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله
بمحامده وهو قائم ثم يقول : الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي خلق السموات
والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذي كفروا بربهم يعدلون لا إله إلا الله وكذب
العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا الله وكذب المشركون بالله من العرب
والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن دعا لله ولدا أو صاحبة أو ندا أو شبيها أو
مثلا أو سميا أو عدلا فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكا فيما خلقت والحمد لله الذي
لم
يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن
له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، الله الله الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان
الله بكرة وأصيلا والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب
إلى قوله : إلا كذبا ، الحمد الله الذي له ما في السموات وما في الأرض الآيتين :
الحمد لله فاطر السموات والأرض الآيتين الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
آلله خير أما يشركون بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأعظم مما يشركون فالحمد لله
بل أكثرهم لا يعلمون صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلك من الشاهدين اللهم صل على
جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من أهل السموات والأرضين واختم لنا
بخير وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم ،
ربنا تقبل من إنك أنت السميع العليم.
وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن مسعود قال : من ختم
القرآن فله دعوى مستجابة.
وَأخرَج ابن الضريس عن مجاهد وعبدة بن أبي لبابة قالا
:كان
يقال :إن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن ..
وأخرج ابن مردويه عن عطاء الخراساني عن ابن عباس قال :
جميع سور القرآن مائة وثلاث عشرة سورة المكية خمس وثمانون سورة والمدنية ثمانية
وعشرون سورة وجميع آي القرآن ستى آلاف آية ومائتا آية وست عشرة آية وجميع حروف
القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وتسمائة حرف وأحد وسبعون حرفا.
وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا
محتسبا فله بكل حرف زوجة من الحور العين ، قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما
كان قرآنا ونسخ رسمه وإلا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة.
قال الحافظ حجر رضي الله عنه في أول كتابه أسباب النزول
وسماه العجاب في بيان الأسباب :
الذين اعتنوا بجمع التفسير المسند من طبقة الأئمة الستة
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ويليه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النياسبوري
وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بن إدريس الرازي ومن طبقة شيوخهم عَبد بن حُمَيد
بن نصر الكشي فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع
والموقوف على الصحابة والمقطوع عن التابعين وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب
أشياء لم يشاركوه فيها كاستيعاب
القراءات والإعراب والكلام في أكثر الآيات على المعاني
والتصدي لترجيح بعض الأقوال على بعض وكل من صنف بعده لم يجتمع له ما اجتمع فيه
لأنه في هذه الأمور في مرتبة متقاربة وغيره يغلب عليه فن من الفنون فيمتاز فيه
ويقصر في غيره والذين اشتهر عنهم القول في ذلك من التابعين أصحاب ابن عباس رضي
الله عنهما وفيهم ثقات وضعفاء ، فمن الثقات مجاهد ، وَابن جبير ويروى التفسير عنه
من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه والطريق إلى ابن أبي نجيح قوية ومنهم
عكرمة ويروي التفسير عنه من طريق الحسن بن واقد عن يزيد النحوي عنه ومن طريق محمد
بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير هكذا
بالشك ولا يضر لكونه عن ثقة
ومن طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
وعلي صدوق ولم يلق ابن عباس لكنه إنما جمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وأبو
حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة ومن طريق ابن جريج رضي الله عنه عن عطاء بن
أبي رباح عن ابن عباس لكن فيما يتعلق بالبقرة وآل عمران وما عدا ذلك يكون عطاء رضي
الله عنه هو الخراساني وهو لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما فيكون منقطعا إلا
إن صرح ابن جريج بأنه عطاء بن أبي رباح ، ومن روايات الضعفاء عن ابن عباس رضي الله
عنهما التفسير المنسوب لأبي النصر محمد بن السائب الكلبي فإنه يرويه عن أبي صالح
وهو مولى أم هانئ عن ابن عباس والكلبي اتهموه بالكذب وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه
: كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب ومع ضعف الكلبي قد روي عنه تفسير مثله أو أشد
ضعفا وهو محمد بن مروان السدي الصغير ورواه عن محمد بن مروان مثله أو أشد ضعفا وهو
صالح بن محمد الترمذي وممن روى التفسير عن الكلبي من الثقات سفيان الثوري ومحمد بن
فضيل بن غزوان ، ومن الضعفاء من قبل الحفظ جبان بكسر المهملة وتثقيل الموحدة وهو
ابن علي العنزي بفتح المهملة والنون بعدها زاي منقوطة ومنهم جويبر بن سعيد وهو واه
روى التفسير عن الضحاك بن مزاحم وهو صدوق عن ابن عباس رضي الله عنهما ولم يسمع منه
شيئا ، وممن روى التفسير عن الضحاك : علي بن الحكم وهو ثقة وعلي بن سليمان وهو
صدوق وأبو روق عطية بن الحرث وهو لا بأس به.
ومنهم عثمان بن عطاء الخراساني رضي الله عنه يروي
التفسير عن أبيه عن ابن عباس ، ولم يسمع أبوه من ابن عباس ، ومنهم إسماعيل بن
عبدالرحمن السدي بضم المهملة وتشديد الدال وهو كوفي صدوق ولكنه جمع التفسير من طرق
منها عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة
رضي الله عنهم وغيرهم وخلط روايات الجميع فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف ، ولم
يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك وربما التبس بالسدي الصغير الذي تقدم ذكره ،
ومنهم إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني وهو ضعيف يروي التفسير عن أبيه عن عكرمة
وإنما ضعفوه لأنه وصل كثيرا من الأحاديث بذكر ابن عباس وقد روى عنه تفسيره عَبد بن
حُمَيد ، ومنهم إسماعيل بن أبي زياد الشامي وهو ضعيف جمع تفسيرا كثيرا فيه الصحيح
والسقيم وهو في عصر أتباع التابعين ، ومنهم عطاء بن دينار رضي الله عنه وفي [ وفيه
] لين يروي التفسير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير رواه عنه
ابن لهيعة وهو ضعيف ، ومن تفاسير التابعين ما يروى عن قتادة رضي الله عنه وهو من
طرق منها رواية
عبد الرزاق عن معمر عنه ورواية آدم بن أبي إياس وغيره عن
شيبان عنه ورواية يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة ومن تفاسيرهم تفسير الربيع بن
أنس عن أبي العالية واسمه رفيع بالتصغير الرياحي بالمثناة التحتية والحاء المهملة
وبعضه لا يسمى الربيع فوقه أحد وهو يروي من طرق منها رواية أبي عبيد الله بن أبي
جعفر الرازي عن أبيه عنه ومنها تفاسير مقاتل بن حيان من طريق محمد بن مزاحم بن
بكير بن معروف عنه ومقاتل هذا صدوق وهو غير مقاتل بن سليمان الآتي ذكره ، ومن
تفاسير ضعفاء التابعين فمن بعدهم تفسير زيد بن أسلم من رواية ابنه عبد الرحمن عنه
وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب وغيره عن عبد الرحمن عن أبيه وعن غير أبيه وفيه
أشياء كثيرة لا يسندها لأحد وعبد الرحمن من الضعفاء وأبوه من الثقات ومنها تفسير
مقاتل بن سليمان وقد نسبوه إلى الكذب ، وقال الشافعي رضي الله عنه : مقاتل قاتله الله
تعالى ، وإنما قال الشافعي رضي الله عنه فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول
بالتجسيم وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عصمة نوح بن أبي
مريم الجامع وقد نسبوه إلى الكذب ورواه أيضا عن مقاتل الحكم بن هذيل وهو ضعيف لكنه
أصلح حالا من أبي عصمة ومنها تفسير يحيى بن سلام المغربي وهو كبير في نحو ستة
أسفار أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم وهو لين الحديث وفيما يرويه مناكير كثيرة
وشيوخه مثل
سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري ويقرب منه تفسير سنيد
بمهملة ونون مصغر واسمه الحسني بن داود وهو من طبقة شيوخ الأئمة الستة يروي عن
ججاج بن محمد المصيصي كثيرا وعن أنظاره وفيه لين وتفسيره نحو تفسير يحيى بن
سلاموقد أكثر ابن جريج التخريج منه ، ومن التفاسير الواهية لوهاء رواتها التفسير
الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث
ورواه عن موسى عبد الغني بن سعيد الثقفي وهو ضعيف وقد يوجد كثير من أسباب النزول
في كتب المغازي فما كان منها من رواية معتمر بن سليمان عن أبيه أو من رواية
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فهو أصلح مما فيها من كتاب محمد
بن إسحاق وما كان من رواية ابن إسحاق أمثل مما فيها من رواية الواقدي انتهى.
قال مؤلفه رضي الله عنه وتقبل الله منه صنيعه : فرغت من
تبييضه يوم عيد الفطر سنة ثمان وتسعين وثمانمائة والحمد لله وحده وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قلت المدون تم بحمد الله ثم قلت :سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الواجد الماجد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني أسألك أن تََشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك وأن ترحم وتغفر لوالديَّ ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين اللهم تقبل واستجب