كتاب : الزهد هناد بن السري الكوفي
------
بسم الله
الرحمن الرحيم.
أَخْبَرنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْبَارِعُ الْعَلَّامَةُ قُطْبُ الدِّينِ شَيْخُ الْإِسْلاَمِ مَلْجَأُ طَالِبِي عُلُومِ النُّبُوَّةِ أَبُو الْعَلاَءِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ قِرَاءَةُ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَرََكَاتِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ قِرَاءَةُ عَلَيْهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، حَدَّثنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ الْعُكْبَرِيُّ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بِنْ ذُرَيْحٍ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمِيمِيُّ قَالَ :
1- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةُ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ
تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ
أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَمَنْ بَلْهَ مَا
أَطْلَعَكُمْ عَلَيْهِ {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ}
[السجدة] أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ : كَانَ أَبُو
هُرَيْرَةَ يَقْرَأُهَا : ( قُرَّاتِ أَعْيُنٍ )
2- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ,
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ
وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَلاَ تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ} [السجدة]
3- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ
: لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ مِمَّا فِي الدُّنْيَا إِلَّا الأَسْمَاءُ.
4- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم] قَالَ الْحَبْرُ : السَّمَاعُ فِي
الْجَنَّةِ.
5- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ
عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَشِبْرٌ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
6- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ : {لاَ يَسْمَعُونَ
فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا} [الواقعة] قَالَ : الْهَدَرُ مِنَ الْقَوْلِ ,
وَالتَّأْثِيمُ الْكَذِبُ.
7- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ , قَالَ : سُئِلَ مُجَاهِدٌ : هَلْ فِي الْجَنَّةِ سَمَاعٌ ؟ قَالَ
: إِنَّ فِيهَا شَجَرَةً لَهَا أَصْوَاتٌ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ إِلَى
مِثْلِهِ.
8- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ قَالَ : لَيْسَ فِي الدُّنْيَا
شَيْءٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ إِلَّا الأَسْمَاءُ.
بَابُ
صِفَةِ الْحُورِ الْعِينِ
9- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ
لَسُوقًا مَا لاَ فِيهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ إِلَّا الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا وَإِنَّ فِيهَا
لَمَجْتَمَعَ الْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ تَسْمَعِ
الْخَلاَئِقُ مِثْلَهَا , يَقُلْنَ : نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيدُ , وَنَحْنُ
النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسُ , وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ فَطُوبَى
لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ.
10- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً فَيُرَى سَاقُهَا وَمُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الْحُلَلِ . قَالَ : بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن] وَالْيَاقُوتُ حَجَرٌ فَلَوْ أَدْخَلْتَ خَيْطًا لَرَأَيْتَهُ مِنْ فَوْقِ الْحُلَلِ.
11- حَدَّثَنَا
عَبِيدَةُ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُرَى بَيَاضُ سَاقِهَا مِنْ
سَبْعِينَ حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ , وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
يَقُولُ : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن] . فَأَمَّا الْيَاقُوتُ
فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَوْ أَدْخَلْتَ فِيهِ سِلْكًا ثُمَّ اسْتَصْفَيْتَهُ
لَرَأَيْتَهُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ.
12- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ , قَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ
مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَيَبْدُو مُخُّ سَاقِهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِينَ حُلَّةً
كَمَا يَبْدُو الشَّرَابُ الأَحْمَرُ مِنَ الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ.
13- حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ :
لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَشْرَفَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا
لَوَجَدُوا رِيحَهَا.
14- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ كَعْبٍ , قَالَ : إِنِ امْرَأَةٌ مِنْ
نِسَاءِ الْجَنَّةِ بَدَا مِعْصَمُهَا لَذَهَبَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ.
15- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , فِي قَوْلِهِ : {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي
الْخِيَامِ} [الرحمن].
قَالَ : مَحْبُوسَاتٌ فِي خِيَامِ الدُّرِّ.
16- حَدَّثَنَا
عَبِيدَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي
الْخِيَامِ} [الرحمن] قَالَ : أَنْفُسُهُنَّ وَأَبْصَارُهُنَّ وَقُلُوبُهُنَّ
مَقْصُورَاتٌ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ لاَ يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ فِي خِيَامِ
اللُّؤْلُؤِ.
17- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {حُورٌ} [الرحمن] قَالَ : النِّسَاءُ
مَقْصُورَاتٌ . قَالَ : قَصَرَ أَبْصَارَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَلاَ
يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ {فِي الْخِيَامِ} [الرحمن] قَالَ : الْخَيْمَةُ : دُرَّةٌ
مُجَوَّفَةٌ.
18- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن] قَالَ :
أَلْوَانُهُنَّ كَالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ فِي صَفَائِهِ.
19- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهِ
عَنْهُ قَالَ : {الْمَرْجَانُ} [الرحمن]
اللُّؤْلُؤُ الْعِظَامُ.
20- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ : {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة] قَالَ : اللُّؤْلُؤُ
الْمُغَطَّى الَّذِي قَدْ أُكِنَّ مِنْ أَنْ يَمَسَّهُ شَيْءٌ.
21- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ,
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة] مِنَ
الْمُنْشَآتِ اللَّاتِي كُنَّ فِي يَوْمِ الدُّنْيَا عَجَائِزَ عُمْشًا رُمْصًا.
22- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ ,
عَنِ الشَّعْبِيِّ : {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ}
[الرحمن] قَالَ : مُنْذُ أُنْشِئْنَ.
23- حَدَّثَنَا
يَعْلَى , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ حَبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ , قَالَ :
إِنَّ نِسَاءَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِذَا أُدْخِلْنَ الْجَنَّةَ فُضِّلْنَ عَلَى
الْحُورِ الْعِينِ بِأَعْمَالِهِنَّ فِي الدُّنْيَا.
24- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ : قُلْتُ
لَهُ : أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُ ؟
قَالَ : نَعَمْ أَتَتْهُ عَجُوزٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَتِ ادْعُ رَبَّكَ
يُدْخِلْنِي الْجَنَّةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُهَا عَجُوزٌ , ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَلَمَّا رَجَعَ أَتَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ لَقِيَتْ خَالَتُكَ مِنْ كَلِمَتِكَ مَشَقَّةً شَدِيدَةً
, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ ذَلِكَ
كَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , إِذَا أَدْخَلَهُنَّ الْجَنَّةَ
حَوَّلَهُنَّ أَبْكَارًا.
25- حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِ ابْنٌ لَهُ مِنْ غَزَاةٍ يُقَالُ لَهُ : أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلَهُ , ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ صَاحِبِنَا فُلاَنٍ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي غَزَاةِ فُلاَنٍ قَابِلِينَ إِذْ ثَارَ وَهُوَ يَقُولُ : وَاأَهْلاَهُ وَاأَهْلاَهُ فَنَزَلْنَا وَظَنَنَّا أَنَّ عَارِضًا عَرَضَ لَهُ فَقُلْنَا لَهُ , فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ حَتَّى أَسْتَشْهِدَ فَيُزَوِّجَنِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحُورَ الْعِينَ , فَلَمَّا طَالَتْ عَلَيَّ الشَّهَادَةُ حَدَّثْتُ نَفْسِي فِي سَفَرِي هَذَا إِنْ أَنَا رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ , فَأَتَى آتٍ , فَقِيلَ لِي فِي مَنَامِي : أَنْتَ الْقَائِلُ : إِنْ رَجَعْتُ تَزَوَّجْتُ قُمْ قَدْ زَوَّجَكَ اللَّهُ الْعَيْنَاءَ , فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ مُعْشِبَةٍ فِيهَا عَشْرُ جِوَارٍ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا , لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ . قُلْتُ : فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ ؟ قُلْنَ : لاَ , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ أَعْشَبَ مِنَ الأَوَّلِ وَأَحْسَنَ ,
فِيهَا عِشْرُونَ جَارِيَةً فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , قُلْتُ : فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ ؟ قُلْنَ : لاَ , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَةٍ أُخْرَى أَعْشَبَ مِنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَأَحْسَنَ , فِيهَا أَرْبَعُونَ جَارِيَةً فِي يَدِ كُلِّ جَارِيَةٍ صَنْعَةٌ تَصْنَعُهَا لَيْسَ الْعَشْرُ وَالْعِشْرُونَ إِلَيْهِنَّ بِشَيْءٍ فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ . قُلْتُ : فِيكُنَّ الْعَيْنَاءُ ؟ قُلْنَ : لاَ , نَحْنُ مِنْ خَدَمِهَا وَهِيَ أَمَامَكَ , فَإِذَا أَنَا بِيَاقُوتَةٍ مُجَوَّفَةٍ فِيهَا سَرِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ قَدْ فَضَلَ جَنْبَاهَا السَّرِيرَ , فَقُلْتُ : أَنْتِ الْعَيْنَاءُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ , فَذَهَبْتُ لِأَضَعَ يَدِي عَلَيْهَا قَالَتْ : مَهْ إِنَّ فِيكَ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ بَعْدُ , وَلَكِنَّ فُطُورَكَ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ , قَالَ : فَمَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى نَادَى مُنَادٍ : يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي , قَالَ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَأَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّ الْعَدُوِّ , وَأَذْكُرُ حَدِيثَهُ فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا , رَأْسُهُ نَدَرَ أَوَّلُ , أَوِ الشَّمْسُ سَقَطَتْ أَوَّلُ . قَالَ : فَقَالَ أَنَسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.
26- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , فِي قَوْلِهِ : {حُورٌ
عِينٌ} [الواقعة] قَالَ : الْحُورُ الْبِيضُ وَالْعِينُ قَالَ : عِظَامُ
الأَعْيُنِ.
بَابُ صِفَةِ نِسَاءِ الْجَنَّةِ
27- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ : {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [النساء] قَالَ : مِنَ
الْحَيْضِ وَالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وَالْمُخَاطِ وَالْبُصَاقِ وَالنُّخَامِ
وَالْوَلَدِ وَالْمَنِيِّ.
28- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
, عَنْ عَطَاءٍ : {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [النساء] , قَالَ : مِنَ
الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وَالْحَيْضِ وَالْوَلَدِ.
29- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَأَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ} [آل عمران] , قَالَ : لاَ يَحِضْنَ وَلاَ يُمْنِينَ وَلاَ يَبُلْنَ
وَلاَ يَتَغَوَّطْنَ.
30- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قال : عَوَاشِقُ.
31- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ غَالِبٍ
أَبِي الْهُذَيْلِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ : يَشْتَهِينَ
أَزْوَاجَهُنَّ.
32- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ
فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ : الْمُعَشَّقَاتُ.
33- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنِ الْحَسَنِ
فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ الْمُتَحَبِّبَاتُ إِلَى الأَزْوَاجِ.
34- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْكَلْبِيِّ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
فِي قَوْلِهِ : {عُرُبًا} [الواقعة] قَالَ : الْعُرُبُ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
الشَّكِلَةُ وَفِي قَوْلِ أَهْلِ الْعِرَاقِ الْغَنِجَةُ.
35- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي مَكِينٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ : {أَتْرَابًا} [الواقعة] قَالَ : مُسْتَوِيَاتٌ.
36- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : {أَتْرَابًا} [الواقعة] أَمْثَالًا.
37- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , قَالَ : سَمِعْنَا فِي
{كَوَاعِبَ} [النبأ] قَالَ : نَوَاهِدَ.
38- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ خُصَيْفٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : {أَتْرَابًا} [الواقعة] قال : مُسْتَوِيَاتٌ.
بَابُ صِفَةِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ
39- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ
, عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ : خَضْرَوَانِ.
40- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ
, عَنْ وَاصِلٍ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِهِ : {مُدْهَامَّتَانِ}
[الرحمن] قَالَ : هُمَا جَنَّتَانِ خَضْرَاوَانِ.
41- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ جَارِيَةَ بْنِ سُلَيْمٍ الْمُسْلِيِّ , قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ يَقُولُ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ : خَضْرَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ
42- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ,
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ خَضْرَاوَانِ.
43- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , فِي قَوْلِهِ : {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن] قَالَ : مُسْوَادَّتَانِ
مِنَ الرِّيِّ , وَفِي {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} [الرحمن] قَالَ : ذَوَاتَا أَلْوَانٍ.
44- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
, عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِيَدِهِ
أَرْبَعَةً : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ , وَاللَّوْحَ وَالْقَلَمَ بِيَدِهِ , وَغَرَسَ
جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ , ثُمَّ قَالَ : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون]
وَقَالَ : الرَّابِعَةُ أَغْفَلَهَا
45- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : خَلَقَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : وَخَلَقَ الْقَلَمَ بِيَدِهِ ,
وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ.
46- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ , قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَمَسَّ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئًا إِلَّا ثَلاَثَةَ
أَشْيَاءَ : غَرَسَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ , وَجَعَلَ تُرَابَهَا الْوَرْسَ
وَالزَّعْفَرَانَ , وَجَعَلَ جِبَالَهَا الْمِسْكَ , وَخَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ , وَكَتَبَ
التَّوْرَاةَ لِمُوسَى.
47- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
, عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ
: تُرْبَةُ الْجَنَّةِ مِسْكٌ أَذْفَرُ.
48- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ
مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ : {جَنَّاتُ عَدْنٍ} [الرعد] قَالَ : بُطْنَانُ الْجَنَّةِ
: يَعْنِي وَسَطَهَا.
49- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ ابْنِ فَضَالَةَ , عَنْ
لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف] , قَالَ : الْفِرْدَوْسُ سُرَّةُ
الْجَنَّةِ.
50- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ , عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ
شُرَحْبِيلَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ : {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}
[النجم] , قَالَ : صُبْرُ الْجَنَّةِ، يَعْنِي : وَسَطَهَا عَلَيْهَا فُضُولُ
السُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ.
51- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ
, عَنْ كَعْبٍ , قَالَ : جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ هِيَ الَّتِي فِيهَا الأَعْنَابُ.
52- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَزْنِ
بْنِ بَشِيرٍ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ , يَقُولُ :
الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ.
53- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , قَالَ : الْخِيَامُ دُرٌّ
مُجَوَّفَةٌ.
54- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ.
بَابُ
صُوَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
55- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ
أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً , ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ
مَنَازِلُ لاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ، وَلاَ يَتَمَخَّطُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ.
أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ , وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ,
أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ
ذِرَاعًا.
56- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ زِيَادٍ , مَوْلَى بَنِي
مَخْزُومٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا
لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ , صُورَةُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ كَصُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ
الْبَدْرِ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَشَدِّ ضَوْءِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ
ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ.
57- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ بِإِسْنَادِهِ
58- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , عَنْ يَزِيدَ
بْنِ سِنَانٍ , عَنْ عُرْوَةَ اللَّخْمِيِّ , عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ , قَالَ :
كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَأْخُذُ بِلِحْيَتِهِ وَيَقُولُ : بَرَّحَ اللَّهُ
اللِّحَى مَتَى الرَّاحَةُ مِنْهَا قَالَ : فَقِيلَ مَتَى الرَّاحَةُ مِنْهَا ؟
قَالَ : إِذَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ.
بَابُ
طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشَرَابِهِمْ
59- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ نَجِيحٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم] ,
قَالَ : لَيْسَ فِيهَا بُكْرَةٌ وَلاَ عِشِيٌّ , وَلَكِنْ يُؤْتَوْنَ بِهِ عَلَى
الَّذِي يُحِبُّونَ مِنَ الْبُكْرَةِ وَالْعَشِيِّ.
60- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ شَهْوَةَ مِائَةِ رَجُلٍ وَأَكْلَهُمْ وَنَهْمَتَهُمْ , فَإِذَا
أَكَلَ سُقِيَ شَرَابًا طَهُورًا يَخْرُجُ مِنْ جِلْدِهِ رَشْحٌ كَرَشْحِ
الْمِسْكِ ثُمَّ تَعُودُ شَهْوتُهُ
61- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ : {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان].
قَالَ : عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ كَرِيحِ
الْمِسْكِ.
62- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَهْلُ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا
وَيَشْرَبُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ وَلاَ
يَتَمَخَّطُونَ , طَعَامُهُمْ جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ.
63- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , قَالَ : أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ :
يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ
فِيهَا وَيَشْرَبُونَ , قَالَ : وَقَدْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنْ أَقَرَّ لِي
بِهَذَا خَصَمْتُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَمِ
وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ , قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ :
فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ يَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ , قَالَ : فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يَفِيضُ
مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلُ الْمِسْكِ فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمَرَ.
بَابُ
شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
64- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ : {يُسْقُونَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} [المطففين] قَالَ : الرَّحِيقُ :
الْخَمْرُ , وَالْمَخْتُومُ يَجِدُونَ عَاقِبَتَهَا طَعْمَ الْمِسْكِ.
65- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ : {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} [المطففين] . قَالَ : يُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ
. {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين] . وَيَشْرَبُهَا الْمُقَرَّبُونَ
الْمُتَّقُونَ صِرْفًا.
66- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : الرَّحِيقُ الْخَمْرُ , الْمَخْتُومُ قَالَ : الْمَمْزُوجُ .
{خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين] . قَالَ
: طَعْمُهُ وَرِيحُهُ . {تَسْنِيمٍ} [المطففين] قَالَ :
عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ , {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين] صِرْفًا ,
وَيُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ.
67- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَشْعَثَ بْنِ
أَبِي الشَّعْثَاءِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ
عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين] وَنَقْرَؤُهَا
خَاتَمَهُ مِسْكٌ , ثُمَّ قَالَ عَلْقَمَةُ : لَيْسَ خَاتَمُهُ مِسْكٌ وَلَكِنْ
خِتَامُهُ مِسْكٌ , ثُمَّ قَالَ عَلْقَمَةُ : خِتَامُهُ خَلْطُهُ . قَالَ : أَلَمْ
تَسْمَعْ أَنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ تَقُولُ لِلطِّيبِ : خَلْطُهُ مِنَ
الْمِسْكِ كَذَا وَكَذَا.
68- حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ
قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} [الإنسان] . قَالَ : الْآنِيَةُ
الأَقْدَاحُ وَالأَكْوَابُ وَالْمُكُوكَبَاتُ , وَتَقْدِيرُهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ
بِالْمَلأَى الَّتِي تَفِيضُ , وَلاَ نَاقِصَةٍ بِقَدْرٍ.
69- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : الأَكْوَابُ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا آذَانٌ.
70- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {كَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ] قَالَ : مَلأَى.
71- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عَطِيَّةَ : {كَأْسًا
دِهَاقًا} [النبأ] قَالَ : مَلأَى مُتَتَابِعَةً.
72- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : كُلُّ كَأْسٍ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّمَا عُنِيَ بِهِ الْخَمْرُ.
73- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ : {لاَ فِيهَا غَوْلٌ}
[الصافات] قَالَ : لاَ تَشْتَكِي بُطُونُهُمْ {وَلاَ
هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات] قَالَ : لاَ تَنْزِفُ عُقُولُهُمْ.
بَابُ
تُكَأِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
74- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} قَالَ :
الأَرَائِكُ السُّرُرُ عَلَيْهَا الْحِجَالِ , وَالْمَوْضُونَةُ : الْمَرْمُولَةُ
بِالذَّهَبِ.
75- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى : {الأَرَائِكِ} [الكهف] قَالَ : سُرَرٌ عَلَيْهَا الْحِجَالُ.
76- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , وَعَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي عُتْبَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
فِي قَوْلِهِ : {مَوْضُونَةٍ} [الواقعة] قَالَ : أَحَدُهُمَا الْمَرْمُولَةُ
بِالذَّهَبِ . وَقَالَ الْآخَرُ : الْمَرْمُولَةُ.
77- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى : {مَوْضُونَةٍ} [الواقعة] قَالَ : الْمَرْمُولَةُ بِالذَّهَبِ.
78- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنْ أَبِي سَهْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}
[الواقعة] قَالَ : ارْتِفَاعُ فِرَاشِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ
ثَمَانِينَ سَنَةً.
79- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ فِي قَوْلِهِ : {وَفُرُشٍ
مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة] قَالَ : لَوْ خَرَّ مِنْ أَعْلاَهَا فِرَاشٌ لَهَوَى إِلَى
قَرَارِهَا كَذَا وَكَذَا خَرِيفًا.
80- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي
قَوْلِهِ : {مُتَقَابِلِينَ} [الحجر].
قَالَ : لاَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ قَفَا بَعْضٍ.
81- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ : {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ
حِسَانٍ} [الرحمن] قَالَ : الرَّفْرَفُ رِيَاضُ الْجَنَّةِ , وَالْعَبْقَرِيُّ عِتَاقُ
الزَّرَابِيِّ.
82- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ
فِي قَوْلِهِ : {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ} [الرحمن] قَالَ : الرَّفْرَفُ فُضُولُ
الْمَجَالِسِ . وَفِي قَوْلِهِ {عَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن] قَالَ : الْعَبْقَرِيُّ
هِيَ الزَّرَابِيُّ وَالْبُسْطُ.
83- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {عَبْقَرِيٍّ} [الرحمن] قَالَ : هُوَ
الدِّيبَاجُ.
بَابُ مَرَاتِبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
84- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
مَرْثَدٍ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ فَإِنِّي
أُحِبُّ الْإِبِلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , لَكَ فِيهَا نَاقَةٌ . أُرَاهُ قَالَ : مِنْ
يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَذْهَبُ بِكَ إِلَى الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْتَ.
85- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ وَاصِلٍ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ عَطَاءٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَهْلَ
الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ عَلَى نَجَائِبَ كَأَنَّهَا يَاقُوتٌ.
86- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ
: قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْدًا} [مريم] ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يُحْشَرُونَ ,
أَمَا وَاللَّهِ مَا يُحْشَرُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَلَكِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ
بِنُوقٍ لَمْ يَرَ الْخَلاَئِقُ مِثْلَهَا , عَلَيْهَا رِحِالُ الذَّهَبِ ,
وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجَدُ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا , ثُمَّ تَنْطَلِقُ حَتَّى
تَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ.
بَابُ
جِمَاعِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
87- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيِّ قَالَ : سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَيَمَسُّ
أَهْلُ الْجَنَّةِ النِّسَاءَ ؟ قَالَ
: نَعَمْ , بِذَكَرٍ لاَ يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لاَ يَحْفَى،
وَشَهْوَةٍ لاَ تَنْقَطِعُ.
88- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ : أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي
إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ.
89- حَدَّثَنَا
أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس] قَالَ : فِي
افْتِضَاضِ الأَبْكَارِ.
90- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَيَعْلَى , وَمُحَمَّدٌ ,
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي
الشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ.
91- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي بَلْجٍ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : جِمَاعٌ مَا شِئْتَ وَلاَ وَلَدَ.
92- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ :
نِكَاحٌ مَا شَاءَ وَلاَ وَلَدَ , ثُمَّ يَلْتَفِتُ وَيَنْظُرُ فَيُنْشَأُ لَهُ
نَشْأَةً أُخْرَى , ثُمَّ يَلْتَفِتُ فَيُنْشَأُ لَهُ نَشْأَةً أُخْرَى
93- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبَانَ
بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ الْوَلَدَ مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ
وَتَمَامِ السُّرُورِ , فَيُولَدُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَشْتَهِي أَوْ يَتَمَنَّى فَمَا يَكُونُ مِقْدَارُ الَّذِي يُرِيدُ حَمْلَهُ
وَوَضْعَهُ وَشَبَابَهُ فِي سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ.
بَابُ
أَنْهَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
94- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَفَجَّرُ مِنْ جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ.
95- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ,
وَمِسْعَرٍ , وَسُفْيَانَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ
مَسْرُوقٍ قَالَ : أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ.
96- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا}
[الإنسان] . قَالَ : حَدِيدَةٌ شَدِيدَةُ الْجِرْيَةِ.
97- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن]
قَالَ : تَنْضَحَانِ بِالْمَاءِ هَوَامِشَ أَنْهَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
بَابُ
نَخْلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
98- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ جَرِيرٍ قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : يَا جَرِيرُ
تَوَاضَعْ لِلَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يَا جَرِيرُ : هَلْ تَدْرِي
مَا الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لاَ أَدْرِي . قَالَ : ظُلْمُ
النَّاسِ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا . قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ عُوَيْدًا لاَ أَكَادُ
أَرَاهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ , فَقَالَ : يَا جَرِيرُ لَوْ طَلَبْتَ فِي
الْجَنَّةِ مِثْلَ هَذَا الْعُودِ لَمْ تَجِدْهُ . قَالَ : قُلْتُ يَا أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ فَأَيْنَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ وَالثَّمَرُ ؟ فَقَالَ : أُصُولُهَا
اللُّؤْلُؤُ وَالذَّهَبُ , وَأَعْلاَهَا الثِّمَارُ.
99- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَمَّادٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَخْلُ
الْجَنَّةِ : جُذُوعُهَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ وَكَرَبُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ ,
وَسَعَفُهَا كِسْوَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقْطَعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ.
100- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ : {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} [الإنسان] قَالَ : قِيَامٌ
وَقُعُودٌ وَنِيَامٌ وَعَلَى أَيِّ حَالٍ شَاءُوا.
101- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي
الضُّحَى , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة]
قَالَ : يَتَنَاوَلُونَهَا وَهُمْ نِيَامٌ وَهُمْ جُلُوسٌ , وَعَلَى أَيِّ حَالٍ
شَاءُوا.
102- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَمَّادٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سَعَفُ
الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقْطَعَاتُهُمْ وَكِسْوَتُهُمْ.
بَابُ
ثِمَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
103- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , وَسُفْيَانَ ,
وَالْمَسْعُودِيِّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ :
أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ , وَثَمَرُهَا كَالْقِلاَلِ كُلَّمَا
نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَالْعُنْقُودُ اثْنَا عَشَرَ
ذِرَاعًا.
قَالَ : قُلْتُ مَنْ حَدَّثَكَ ؟ فَغَضِبَ الشَّيْخُ
ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَسْرُوقٌ.
104- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ : نَخْلُ
الْجَنَّةِ نَضِيدٌ مِنْ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا , وَثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلاَلِ
كُلَّمَا نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى , وَأَنْهَارٌ تَجْرِي فِي
غَيْرِ أُخْدُودٍ وَالْعُنْقُودُ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا . قُلْتُ : مَنْ
حَدَّثَكَ هَذَا ؟ قَالَ : فَغَضِبَ الشَّيْخُ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي
مَسْرُوقٌ
105- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
الْهُذَيْلِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ : الْعُنْقُودُ
أَبْعَدُ مِنْ صَنْعَاءَ.
قَالَ : وَهُوَ بِعُمَانَ بِالشَّامِ يَعْنِي فِي
الْجَنَّةِ.
106- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : الْعُنْقُودُ أَبْعَدُ مِنْ صَنْعَاءَ.
قَالَ : وَهُوَ بِعُمَانَ بِالشَّامِ يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ.
107- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَمَّادٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ثَمَرُ
الْجَنَّةِ أَمْثَالُ الْقِلاَلِ أَوِ الدِّلاَءِ , وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ,
وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ , لَيْسَ لَهُ عَجَمٌ.
108- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى : {فِي َسِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة].
قَالَ
: الْمُوقَرُ.
109- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : الَّذِي لاَ شَوْكَ فِيهِ.
110- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ
: {فِي َسِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة] قَالَ : الْمَوَاقِيرُ
لاَ شَوْكَ فِيهِ.
111- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيِّ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [الواقعة] قَالَ : هُوَ
الْمَوْزُ.
112- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ
أَبِيهِ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : هُوَ الْمَوْزُ.
بَابُ شَجَرِ الْجَنَّةِ
113- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي
ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لاَ يَقْطَعُهَا , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ قَوْلَهُ
تَعَالَى {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة]
, وَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ , وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران].
114- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ , وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة] فَبَلَغَ ذَلِكَ كَعْبًا فَقَالَ : وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى لِسَانِ مُوسَى نَبِيِّهِ وَالْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَكِبَ حِقَّةً أَوْ جَذَعَةً ثُمَّ دَارَ بِأَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مَا بَلَغَهَا حَتَّى يَسْقُطَ هَرَمًا , إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَرَسَهَا بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ , وَإِنَّ أَفْنَانَهَا لَمِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ , وَمَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ نَهَرٍ إِلَّا وَهُوَ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ.
115- حَدَّثَنَا
يُونُسُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَسْمَاءَ
بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَكَرَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَقَالَ : يَسِيرُ فِي ظِلِّ الْفَنَنِ
مِنْهَا الرَّاكِبُ مِائَةَ سَنَةٍ , أَوْ قَالَ : يَسْتَظِلُّ فِي ظِلِّ الْفَنَنِ
مِنْهَا مِائَةُ رَاكِبٍ , شَكَّ يَحْيَى فِيهَا فِرَاشُ الذَّهَبِ كَأَنَّ
ثَمَرَهَا الْقِلاَلُ
116- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ
الْكَرِيمِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ سَابِطٍ قَالَ : إِنَّ الرَّسُولَ لَيَجِيءُ
إِلَى الشَّجَرَةِ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ , فَيَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى يَقُولُ : أَنْ تَقِفِينَ لِهَذَا مَا شَاءَ.
117- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : انْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرَئِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ فَرُفِعَتْ لَنَا سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى قَالَ : فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْوَرَقَةَ مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ وَأَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ . وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ تَجْرِي مِنْ أَصْلِهَا . فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الأَنْهَارُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا النَّهْرَانِ الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ , وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ.
بَابُ
طَيْرِ الْجَنَّةِ
118- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةَ لَطَيْرًا كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ
تَأْتِي الرَّجُلَ فَيُصِيبُ مِنْهَا ثُمَّ يَذْهَبُ كَأَنْ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا
شَيْءٌ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَأْكُلُهُ أَنْعَمُ مِنْهُ , أَمَا إِنَّكَ
يَا أَبَا بَكْرِ مِمَّنْ تَأْكُلُهَا.
119- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَطَيْرًا فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ رِيشَةٍ فَيَجِيءُ
فَيَقَعُ عَلَى صَفْحَةِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ يَخْرُجُ
فَيَنْتَفِضُ مِنْ رِيشِهِ لَوْنٌ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَلْيَنُ مِنَ
الزُّبْدِ وَأَعْذَبُ مِنَ الشَّهْدِ , وَلَيْسَ فِيهِ لَوْنٌ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ
, ثُمَّ يَطِيرُ فَيَذْهَبُ.
120- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ حَسَّانَ أَبِي الأَشْرَسِ , عَنْ
مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ فِي قَوْلِهِ : {طُوبَى لَهُمْ} [الرعد] قَالَ : شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ
لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ دَارٌ إِلَّا يُظِلُّهَا غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا فِيهِ
مِنْ أَلْوَانِ الثَّمَرِ قَالَ : وَيَقَعُ عَلَيْهَا طَيْرٌ أَمْثَالُ الْبُخْتِ
فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ طَائِرًا دَعَاهُ فَوَقَعَ عَلَى خِوَانِهِ
فَأَكَلَ مِنْ إِحْدَى جَانِبَيْهِ شِوَاءً وَالْآخَرِ قَدِيدًا , ثُمَّ يَعُودُ
طَائِرًا فَيَطِيرُ فَيَذْهَبُ.
121- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ
قَالَ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ : {طُوبَى لَهُمْ} [الرعد] قَالَ : نِعِمَّا لَهُمْ.
122- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ
أَبِي شَرَاعَةَ الصَّبَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ الْجَزَّارِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ أَمْثَالُ الْبُخْتِ.
بَابُ
قُصُورِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
123- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا
مِنْ بُطُونِهَا قَالَ : فَقَامَ أَعْرَابِيُّ , فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هِيَ لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ , وَأَفْشَى السَّلاَمَ
وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
124- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ كَعْبِ
الأَحْبَارِ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَدَارًا دُرَّةٌ فَوْقَ
دُرَّةٍ أَوْ لُؤْلُؤَةٌ فَوْقَ لُؤْلُؤَةٍ فِيهَا سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ وَفِي
كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَيْتٍ ,
لاَ يَنْزِلُهَا إِلَّا نَبِيُّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ إِمَامٌ عَادِلٌ
أَوْ مُحْكِمٌ فِي نَفْسِهِ.
125- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : دَارُ الْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ
لُؤْلُؤَةٍ، وَفِي وَسَطِهَا شَجَرَةٌ تُنْبِتُ الْحُلَلَ ، تَأْخُذُ
بِأُصْبُعَيْهِ سَبْعِينَ حُلَّةً مُنَطَّقَةٌ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ.
126- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا
لَرَجُلٌ لَهُ دَارٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهَا غُرُفُهَا وَأَبْوَابُهَا.
127- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ
فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ , فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا ؟
فَقَالُوا : لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
, وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ إِلَّا مَا عَلِمْتُ
مِنْ غَيْرَتِكَ يَا عُمَرُ.
قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ثُمَّ
قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَلَيْكَ أَغَارُ ؟
128- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ : عُمَرُ فِي
الْجَنَّةِ , وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا
رَأَى فِي نَوْمِهِ أَوْ يَقَظَتِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَإِنَّهُ قَالَ : بَيْنَا
أَنَا فِي الْجَنَّةِ إِذْ رَأَيْتُ دَارًا , فَسَأَلْتُ عَنْهَا فَقِيلَ لِعُمَرَ.
129- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ رَافِعٍ فِي
قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ
بُرُوجًا} [الفرقان] قَالَ : هِيَ قُصُورٌ فِي السَّمَاءِ.
130- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ , حَدَّثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ رَجُلٍ , سَمَّاهُ قَالَ : هَنَّادُ بْنُ
كَنَّانِيٍّ فِي كِتَابِ سَعْدٍ الطَّائِيِّ وَلاَ أَدْرِي الْخَطَأُ مِنِّي أَوْ
مِنْهُ وَإِنَّمَا هُوَ سَعْدٌ , عَنْ أَبِي الْمُدِلَّةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنِ الْجَنَّةِ ؛ مَا
بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ : لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مِلاَطُهَا
الْمِسْكُ الأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ , مَنْ يَدْخُلْهَا
يَنْعَمْ , وَلاَ يَبْؤُسُ , وَيَخْلُدُ وَلاَ يَمُوتُ , وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ
, وَلاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ.
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الْكَوْثَرِ.
131- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
قَالَ : الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ الذَّهَبُ , وَمَجْرَاهُ
عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ ,
وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ.
132- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي
الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ مِنَ الذَّهَبِ وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
, تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ
وَأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ.
133- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ الْفُلْفُلِ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ
: أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً
فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا , فَإِمَّا قَالَ لَهُمْ أَوْ قَالُوا لَهُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ لِمَ ضَحِكْتَ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيَّ آنِفًا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ حَتَّى
خَتَمَهَا فَمَا قَرَأَهَا قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ قَالُوا :
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ
: إِنَّهُ نَهَرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ
عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ : عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
, آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ.
134- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ,
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَخَلْتُ الْجَنَّةَ , فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ
فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى مَائِهِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ قَالَ : قُلْتُ يَا
جِبْرَئِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
135- حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
حَوْضِي مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَيْلَةَ أَوْ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ
الْمَقْدِسِ.
136- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يَقُولُ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ : نَهَرٌ كَمَا بَيْنَ
صَنْعَاءَ إِلَى أَيْلَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ , آنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ
نُجُومِ السَّمَاءِ تَرِدُهُ طَائِرٌ لَهَا أَعْنَاقٌ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ قَالَ
: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ آكِلَهَا أَنْعَمُ مِنْهَا.
137- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ , عَنْ
ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ , قَالَ فَسُئِلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ سَعَةِ الْحَوْضِ , فَقَالَ : مِثْلُ مَا بَيْنَ مَقَامِي هَذَا إِلَى
عُمَانَ قَالَ سَعِيدٌ : قَالَ قَتَادَةُ : شَهْرٌ أَوْ نَحْوُهُ . وَسُئِلَ
نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَرَابِهِ , فَقَالَ :
أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ , يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ
الْجَنَّةِ أَوْ مِدَادُهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا وَرِقٌ وَالْآخَرُ مِنْ
ذَهَبٍ.
138- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ
قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ عَدَدَ
نُجُومِ السَّمَاءِ أَوْ أَكْثَرَ.
139- حَدَّثَنَا
أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : الْكَوْثَرُ نَهَرٌ أُعْطِيَهُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا
بُطْنَانُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : وَسَطُ الْجَنَّةِ , شَاطِئَاهُ دُرٌّ مُجَوَّفٌ
أَوْ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ.
140- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , وَابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ.
141- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
الرَّازِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَنْ أَحَبَّ
أَنْ يَسْمَعَ , خَرِيرَ الْكَوْثَرِ فَلْيَجْعَلْ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ.
142- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ : {إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرُ} [الكوثر] قَالَ : مَا أُعْطِيَهُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَيْرِ وَالْإِسْلاَمِ وَالنُّبُوَّةِ , قَالَ
: وَأُرَاهُ قَالَ : وَالْقُرْآنِ.
بَابُ كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
143- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
, عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَنَاوَلُونَهَا
بَيْنَهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ
خَيْرٌ مِنْهَا.
144- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مَنْسُوجٍ فِيهَا الذَّهَبُ فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَوْ قَعَدَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ , ثُمَّ نَزَلَ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ , فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا.
145- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَنَّ عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ , أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبًا مِنْ دِيبَاجٍ كَسَاهُ إِيَّاهُ كِسْرَى , فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ , فَجَعَلُوا يَلْمَسُونَهُ وَيَعْجَبُونَ وَيَقُولُونَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذَا مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ : لاَ تَعْجَبُونَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا , يَا غُلاَمُ , اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَجِئْنَا بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ.
بَابُ
مَنَازِلِ الأَنْبِيَاءِ.
146- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
رَجُلٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ عَلَيَّ
زَكَاةٌ لَهُ، سَلُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِيَ الْوَسِيلَةَ قَالَ :
فَإِمَّا سَأَلُوهُ وَإِمَّا أَخْبَرَهُمْ.
قَالَ : هِيَ أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لاَ
يَنَالُهَا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ.
147- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ كَعْبٍ
, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : صَلُّوا عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ الصَّلاَةَ عَلَيَّ زَكَاةٌ لَكُمْ , وَسَلُوا اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِيَ الْوَسِيلَةَ قَالُوا : وَمَا الْوَسِيلَةُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ.
قَالَ : أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لاَ
يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ.
148- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُبْكِيكَ يَا فُلاَنُ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي , وَإِنِّي لَأَذْكُرُكَ وَأَنَا فِي أَهْلِي فَيَأْخُذُنِي مِثْلُ الْجُنُونِ حَتَّى آتِيَكَ , فَذَكَرْتُ مَوْتِي وَمَوْتَكَ، فَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أُجَامِعَكَ إِلَّا فِي الدُّنْيَا , وَأَنَّكَ تُرْفَعُ مَعَ النَّبِيِّينَ , وَعَرَفْتُ أَنِّي إِنْ أَنَا أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ كُنْتُ فِي مَنْزِلَةٍ هِيَ أَدْنَى مِنْ مَنْزِلَتِكَ . قَالَ : فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا . قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء] قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَافُلاَنُ أَبْشِرْ . فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
149- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , وَقَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم] قَالَ : أُدْنِيَ حَتَّى سَمِعَ صَرِيفَ
الْقَلَمِ فِي الأَلْوَاحِ.
150- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ , عَنْ مَيْسَرَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم] قَالَ : أُدْنِيَ حَتَّى سَمِعَ صَرِيفَ
الْقَلَمِ فِي الأَلْوَاحِ.
151- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَقَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ : {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم] قَالَ : السَّمَاءُ
الرَّابِعَةُ.
152- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
هَارُونَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ
: السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ.
153- حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
, عَنْ مَيْسَرَةَ : {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم] قَالَ : قَرَّبَهُ حَتَّى سَمِعَ صَرِيرَ
الْقَلَمِ.
بَابُ
مَنَازِلِ الشُّهَدَاءِ
154- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي
قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل
عمران] . قَالَ : أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ : أَرْوَاحُهُمْ كَطَيْرٍ
خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى
قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذِ اطَّلَعَ
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاَعَةً فَقَالَ : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ , فَقَالُوا :
يَا رَبَّنَا , مَاذَا نَسْأَلُكَ وَنَحْنُ فِي الْجَنَّةِ نَسْرَحُ فِي أَيِّهَا
شِئْنَا ؟ قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا شَيْئًا مِنْ أَنْ
يَسْأَلُوا ؛ قَالُوا : نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا إِلَى أَجْسَادِنَا
فِي الدُّنْيَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ.
قَالَ : فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ
إِلَّا هَذَا تُرِكُوا.
155- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَهَا وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ فَلَمَّا رَأَوْا حُسْنَ مَقِيلِهِمْ وَمَطْعَمِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ قَالُوا : يَالَيْتَ قَوْمَنَا يَعْلَمُونَ بِالَّذِي صَنَعَ اللَّهُ بِنَا كَيْ يَرْغَبُوا فِي الْجِهَادِ وَلاَ يَنْكُلُوا عَنْهُ , فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمْ : إِنِّي مُخْبِرٌ عَنْكُمْ وَمُبْلِغٌ إِخْوَانَكُمْ , فَفَرِحُوا بِذَلِكَ وَاسْتَبْشَرُوا فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران]
156- حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْمُخْتَارِ مَوْلَى مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عَطِيَّةَ
الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ
تَرْعَى فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ يَكُونُ مَأْوَاهَا إِلَى قَنَادِيلَ
مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ , فَيَقُولُ الرَّبُّ لَهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : هَلْ
تَعْلَمُونَ كَرَامَةً أَكْرَمَ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْرَمْتُكُمُوهَا ؟ فَيَقُولُونَ
: لاَ إِلَّا أَنَّا وَدِدْنَا أَنَّكَ أَعَدْتَ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا
حَتَّى نُقَاتِلَ مَرَّةً أُخْرَى فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ.
157- حَدَّثَنَا يُونُسُ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يَقُولُ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ
أُبَشِّرُكَ يَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحْيَا أَبَاكَ ,
فَقَالَ : مَا تُحِبُّ أَنْ أَصْنَعَ بِكَ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ تَرُدَّنِي إِلَى
الدُّنْيَا فَأُقَاتِلَ فَأُسْتَشْهَدَ مَرَّةً أُخْرَى.
158- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَامَ
يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةٍ فِي أَصْحَابِهِ , فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أَصْبَحْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَمْسَيْتُ مِنْ بَيْنِ أَخْضَرَ وَأَحْمَرَ وَأَصْفَرَ , وَفِي
الْبُيُوتِ مَا فِيهَا , فَإِذَا لَقِيتُمُ الْعَدُوَّ غَدًا فَقُدُمًا قُدُمًا ؛
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
مَا تَقَدَّمَ رَجُلٌ خُطْوَةً إِلَّا اطَّلَعَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ
الْحُورَ الْعِينَ وَإِنْ تَأَخَّرَ اسْتَتَرْنَ عَنْهُ وَإِنِ اسْتُشْهِدَ كَانَ
أَوَّلُ نَفْحَةٍ مِنْ دَمِهِ كَفَّارَةَ خَطَايَاهُ وَيُنَزَّلُ إِلَيْهِ
اثْنَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَنْفُضَانِ عَنْهُ التُّرَابَ , وَتَقُولاَنِ :
مَرْحَبًا ؛ فَقَدْ آنَ لَكَ , وَيَقُولُ : مَرْحَبًا فَقَدْ آنَ لَكُمَا.
159- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
الرَّازِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ , عَنْ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ :
{وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ , وَأَوْرَثَنَا
الأَرْضَ} [الزمر] قَالَ : أَرْضُ الْجَنَّةِ.
160- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [الأنبياء] قَالَ : الْقُرْآنُ
وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [الأنبياء] الَّذِي فِي
السَّمَاءِ {أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء] قَالَ
: أَرْضُ الْجَنَّةِ.
161- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةٍ قَالَ : وَكَانَ يُصَدِّقُ فِعْلُهُ
قَوْلَهُ , وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ , وَكَانَ
يَقُولُ : إِذَا الْتَقَى الصَّفَّانِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ
يَزَّيَّنُ الْحُورُ الْعِينُ فَاطَّلَعْنَ فَإِذَا أَقْبَلَ قُلْنَ : اللَّهُمَّ
ثَبِّتْهُ , اللَّهُمَّ انْصُرْهُ , اللَّهُمَّ أَعِنْهُ , وَإِذَا أَدْبَرَ
احْتَجَبْنَ عَنْهُ , وَقُلْنَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ , فَإِذَا قُتِلَ غُفِرَ
لَهُ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَخْرُجُ مِنْ دَمِهِ كُلُّ ذَنْبٍ حَوْلَهُ , وَيَنْزِلُ
عَلَيْهِ اثْنَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَمْسَحَانِ الْغُبَارَ عَنْ
وَجْهِهِ , وَتَقُولاَنِ : قَدْ آنَ لَكَ , وَيَقُولُ : قَدْ آنَ لَكُمَا.
162- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : خَطَبَنَا يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ وَكَانَ مَا عَلِمْتُ يُصَدِّقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ . قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ احْمَدُوا اللَّهَ عَلَى حُسْنِ النِّعْمَةِ عَلَيْكُمْ مِنْ بَيْنِ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَرَ، وَفِي الرِّجَالِ وَمَا فِيهَا , وَلَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ , فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَالْتَقَى الزَّحْفَانِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَزُيِّنَتِ الْحُورُ الْعِينُ , فَاطَّلَعْنَ، فَإِذَا أَقْبَلَ الرَّجُلُ قُلْنَ : اللَّهُمَّ أَعِنْهُ , اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، فَإِذَا أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ مِنْهُ وَقُلْنَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ . فَأَنْهِكُوا وُجُوهَ الْعَدُوِّ فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي، وَلاَ تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ، فَأَوَّلُ نَفْحَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ عَمِلَهُ، وَيَنْزِلُ إِلَيْهِ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَتَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ , وَتَقُولاَنِ : قَدْ آنَ لَكَ , وَيَقُولُ : قَدْ آنَ لَكُمَا، وَيَكْسُوَانِهِ حُلَّةً لَيْسَ مِنْ نَسِيجِ بَنِي آدَمَ، وَلَكِنْ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ، لَوْ وُضِعَتْ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ وَسِعَتْهُ , ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا، وَأَلْزَقَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ.
163- حَدَّثَنَا
أَبُو زُبَيْدٍ , وَابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الأَشْعَثِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
لِلْقَتِيلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ
خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ , وَيُجَارُ مِنَ
الْعَذَابِ , وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ , وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ
الْعِينِ , وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ , وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ
الأَكْبَرِ.
164- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عُمَارَةَ
بْنِ أَبِي حَفْصَةَ , عَنْ حُجْرٍ الْهَجَرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي
قَوْلِهِ : فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ قَالَ : هُمُ الشُّهَدَاءُ هُمْ ثَنِيَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ حَوْلَ الْعَرْشِ.
165- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاَءِ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ,
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
: الشُّهَدَاءُ فِي قِبَابٍ فِي رِيَاضٍ بِفِنَاءِ
الْجَنَّةِ , يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ ثَوْرٌ وَحُوتٌ فَيَعْتَرِكَانِ فَيَلْهُونْ
بِهِمَا فَإِذَا احْتَاجُوا إِلَى شَيْءٍ عَقَرَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ,
فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ فَيَجِدُونَ فِيهِ طَعْمَ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْجَنَّةِ.
166- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ
, عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ - نَهْرٍ
بِبَابِ الْجَنَّةِ - فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ
الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا.
167- حَدَّثَنَا يُونُسُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ
قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ , أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشُّهَدَاءُ ثَلاَثَةٌ فَأَدْنَى
الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْزِلَةً رَجُلٌ خَرَجَ
مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ لاَ يُرِيدُ أَنْ يُقْتَلَ وَلاَ يَقْتُلَ , أَتَاهُ سَهْمٌ
غَرْبٌ فَأَصَابَهُ , فَأَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ
بِهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ , ثُمَّ يُهْبِطُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
إِلَيْهِ جَسَدًا مِنَ السَّمَاءِ فَيُجْعَلُ فِيهِ رُوحُهُ , ثُمَّ يُصْعَدُ بِهِ إِلَى اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَمَا يَمُرُّ بِسَمَاءٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَّا
شَيَّعَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فَإِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَيْهِ وَقَعَ سَاجِدًا , ثُمَّ يُؤْمَرَ بِهِ فَيُكْسَى
سَبْعُونَ رَدْحًا مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُمْ مِنْ شَقَائِقِ
النُّعْمَانِ , أَوْ حَدَّثَ ذَلِكَ كَعْبُ الأَحْبَارِ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ كَعْبٌ : أَجَلْ كَأَحْسَنِ
مَا رَأَيْتُمْ مِنْ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ , ثُمَّ يُقَالُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى إِخْوَانِهِ
مِنَ الشُّهَدَاءِ فَاجْعَلُوهُ مَعَهُمْ ,
فَيُؤْتَى إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ فِي رَوْضَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ حُوتٌ وَثَوْرٌ مِنَ الْجَنَّةَ لِغَدَائِهِمْ , فَيَلْعَبَانِ بِهِمْ حَتَّى إِذَا كَثُرَ عَجَبُهُمْ مِنْهَا طَعَنَ الثَّوْرُ الْحُوتَ بِقَرْنِهِ فَبَقَرَهُ لَهُمْ عَمَّا يُدْعَوْنَ , ثُمَّ يَرُوحَانِ عَلَيْهِمْ لِعَشَائِهِمْ فَيَلْعَبَانِ بِهِمْ حَتَّى إِذَا كَثُرَ عَجَبُهُمْ مِنْهُمَا طَعَنَ الْحُوتُ الثَّوْرَ بِذَنَبِهِ فَبَقَرَهُ لَهُمْ عَمَّا يُدْعَوْنَ , فَإِذَا انْتَهَى إِلَى إِخْوَانِهِ سَأَلُوهُ كَمَا تَسْأَلُونَ الرَّاكِبَ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ مِنْ بِلاَدِكُمْ , فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ فَيَقُولُونَ : أَفْلَسَ , فَيَقُولُ : فَمَا أَهْلَكَ مَالَهُ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَيِّسًا جَمُوعًا تَاجِرًا , فَيَقُولُونَ : إِنَّا لاَ نَعُدُّ الْمُفْلِسَ مَا تَعُدُّونَ , إِنَّمَا نَعُدُّ الْمُفْلِسَ مِنَ الأَعْمَالِ , فَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ وَامْرَأَتُهُ فُلاَنَةُ ؟ فَيَقُولُ : طَلَّقَهَا , فَيَقُولُونَ : فَمَا الَّذِي نَزَلَ بَيْنَهُمَا حَتَّى طَلَّقَهَا ؛ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ بِهَا لَمُعْجَبًا , فَيَقُولُونَ : فَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ فَيَقُولُ : مَاتَ أَيْ مَاتَ قَبْلِي بِزَمَانٍ , فَيَقُولُونَ : هَلَكَ وَاللَّهِ فُلاَنٌ وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا لَهُ بِذِكْرٍ، إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى طَرِيقَيْنِ : أَحَدُهُمَا عَلَيْنَا، وَالْأُخْرَى مُخَالِفٌ بِهِ عَنَّا , فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا أَمَرَ بِهِ عَلَيْنَا فَعَرَفْنَا مَتَى مَاتَ , وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا خُولِفَ بِهِ عَنَّا فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ , هَلَكَ وَاللَّهِ فَلاَنٌ ؛ فَإِنَّ هَذَا أَدْنَى الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَالْآخَرُ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ يُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ وَيَقْتُلُ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَأَصَابَهُ فَذَلِكَ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحُكُّ رُكْبَتَاهُ رُكْبَتَيْهِ , وَأَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ رَجُلٌ خَرَجَ مُسَوِّدًا بِنَفْسِهِ وَرَحْلِهِ يُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ وَيَقْتُلَ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ قَنْصًا فَذَاكَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ لاَ يَسْأَلُهُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
168- حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَانَ أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقَعُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِهِ يُغْفَرُ لَهُ بِهَا
ذُنُوبُهُ كُلُّهَا فَيُرْسِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ بِرِيطَةٍ
مِنَ الْجَنَّةِ فَتُقْبَضُ فِيهَا نَفْسُهُ وَيُجَسَّدُ مِنَ الْجَنَّةِ فَتُرَكَّبُ
فِيهِ رُوحُهُ , ثُمَّ يَعْرُجُ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ كَأَنَّمَا كَانَ مِنْهُمْ
مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى يُؤْتَى بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ فَيُفْتَحَ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلاَ يَمُرُّ بِمَلَكٍ إِلَّا
صَلَّى عَلَيْهِ وَشَيَّعَهُ حَتَّى يُؤْتَي بِهِ الرَّحْمَنُ فَيَسْجُدُ قَبْلَ
الْمَلاَئِكَةِ , ثُمَّ تَسْجُدُ بَعْدَهُ الْمَلاَئِكَةُ , ثُمَّ يُغْفَرُ لَهُ
وَيُطَهَّرُ , ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الشُّهَدَاءِ فَيَجِدُهُمْ فِي رِيَاضِ
خُضْرٍ وَقِبَابٍ مِنْ حَرِيرٍ عِنْدَهُمْ حُوتٌ وَثَوْرٌ يَلْعَبَانِ لَهُمْ
كُلَّ يَوْمٍ لُعْبَةً لَمْ يَلْعَبَا بِهَا الأَمْسَ يَظَلُّ الْحُوتُ يَسْبَحُ
فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا
أَمْسَى وَكَزَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ فَذَكَّاه فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ
يَجِدُونَ فِي طَعْمِ لَحْمِهِ كُلَّ رَائِحَةٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَبِيتُ
الثَّوْرُ نَافِشًا فِي الْجَنَّةِ يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ ثَمَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ
فَإِذَا أَصْبَحَ غَدَا عَلَيْهِ الْحُوتُ فَوَكَزَهُ بِذَنَبِهِ فَذَكَّاه
فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهِ يَجِدُونَ فِي طَعْمِ لَحْمِهِ طَعْمَ كُلِّ ثَمَرَةٍ
فِي الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ يَدْعُونَ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِيَامِ السَّاعَةِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : قَالَ هَنَّادٌ : النَّفَشُ الأَكْلُ
بِاللَّيْلِ
بَابُ
قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}.
169- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الْهُذَلِيِّ , عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ , عَنْ أَبِي مُوسَى فِي
قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} قَالَ :
الْجَنَّةُ وَزِيَادَةٌ : النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى.
170- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ , وَعَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالاَ : النَّظَرُ إِلَى
وَجْهِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
171- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ,
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ} قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ
النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ
اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ , فَيَقُولُونَ : مَا هُوَ ؟
أَلَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا , وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ
, وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ ؟ فَيَكْشِفُ وَيَتَجَلَّى فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ .
قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمْ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ
إِلَيْهِ , وَهِيَ الزِّيَادَةُ.
172- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : إِنَّ أَشْرَفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً
مَنْ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً , وَإِنَّ أَوْضَعَهُمْ
مَنْزِلَةً مَنْ لَهُ مُلْكُ سَنَةٍ يَنْظُرُ إِلَى أَقْصَاهُ كَمَا يَنْظُرُ
إِلَى أَدْنَاهُ.
بَابُ
دُخُولِ الْجَنَّةِ
173- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
, عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَأَلَ الْجَنَّةَ ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ قَالَتِ الْجَنَّةُ : اللَّهُمَّ , أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ , وَمَنِ
اسْتَجَارَ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّارِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّارُ :
اللَّهُمَّ , أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ.
174- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ,
عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَزْدِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا يَسْعَى عَلَيْهِ
أَلْفُ خَادِمٍ كُلُّ خَادِمٍ عَلَى عَمَلٍ مَا عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.
175- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الأَغَرِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نَادَى مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُوا أَبَدًا , وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلاَ تَهْرَمُوا أَبَدًا , وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبَدًا , وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلاَ تَبْأَسُوا أَبَدًا قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
176- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ وَيُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ قَالَ : فَيَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ؟ قَالَ : فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ , ثُمَّ يَعُودُ فَيُنَادِي : لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا {لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} قَالَ : فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ . قَالَ : ثُمَّ يُؤْمَرُ بِسَائِرِ النَّاسِ فَيُحَاسَبُونَ.
177- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ
أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . قَالَ : فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ قَالَ :
فَقَامَ إِلَيْهِ آخَرُ , فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ , فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
178- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : سَأَلْتُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي ,
فَقَالَ لَكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ
عَذَابٍ . قَالَ : فَقُلْتُ : رَبِّي زِدْنِي قَالَ : فَإِنَّ لَكَ مَعَ كُلِّ
أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ : قُلْتُ رَبِّ زِدْنِي، قَالَ : فَحَثَا لِي
بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ
حَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا بَكْرٍ، دَعْ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ لَنَا كَمَا أَكْثَرَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَنَا
. قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا عُمَرُ، إِنَّمَا
نَحْنُ حَفْنَةٌ مِنْ حَفَنَاتِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ.
179- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَرْفَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
لِلْمُسْلِمِ ذُرِّيَّتَهُ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ لِيُقِرَّ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِمْ عَيْنَهُ , ثُمَّ قَرَأَ {وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور].
180- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , وَسُفْيَانَ
, عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور] قَالَ : أُعْطِيَ الأَبْنَاءُ مَا أُعْطِيَ الْآبَاءُ.
بَابُ
الشَّفَاعَةِ
181- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ
, عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي مَلِيحٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ
قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَعَرَّسَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَعَرَّسْنَا مَعَهُ وَتَوَسَّدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ
قَالَ فَقُمْتُ بَعْضَ اللَّيْلِ فَإِذَا أَنَا لاَ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَاحِلَتِهِ فَطَلَبْتُهُ , فَبَيْنَا أَنَا
كَذَلِكَ إِذْ أَنَا بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَقَدْ
أَفْزَعَهُمَا مَا أَفْزَعَنِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا هَزِيزًا
كَهَزِيزِ الرَّحَا بِأَعْلَى الْوَادِي وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي يُخَيِّرُنِي
بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ ,
فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , الصُّحْبَةَ
اجْعَلْنَا فِي شَفَاعَتِكَ.
قَالَ :
إِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي , ثُمَّ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ , فَأَخْبَرُوا رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ , فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي
اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ
يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ , فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ , فَمَا أَضَبُّوا قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَنِي
أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا.
182- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ , عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا
بِهَا , وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي ؛ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
183- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ أَبِي حَيَّانَ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَاكَ ؛ يَجْمَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ , فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ , أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا قَدْ بَلَغَكُمْ , أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ , فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَبُوكُمْ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ , وَخَلَقَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ , وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ , وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ , أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ , أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟ فَيَقُولُ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ,
وَإِنَّهُ
قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي ؛ اذْهَبُوا إِلَى
غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ , فَيَأْتُونَ نُوحًا , فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ , أَنْتَ
أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا
شَكُورًا أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ , أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا
, أَلاَ تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ نُوحٌ : إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ , وَلَنْ
يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ , نَفْسِي نَفْسِي ؛ اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي , حَتَّى
يَأْتُونِي , فَأَجِيءُ , فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ , فَيُقَالُ : يَا
مُحَمَّدُ , ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاسْأَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ.
184- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ
بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ سَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ
أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ.
185- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ , عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ
مِنْ مُضَرَ.
186- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : مَا زَالَتِ الشَّفَاعَةُ
بِالنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ الأَبَالِسِ لَيَتَطَاوَلُ
رَجَاءَ أَنْ تَنَالَهُ.
187- حَدَّثَنَا
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُصَفُّ
أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُفُوفًا، فَيَمُرُّ بِهِمُ
الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ : يَا فُلاَنُ ,
فَيَقُولُ : مَا تُرِيدُ ؟ فَيَقُولُ : أَمَا تَذْكُرُ رَجُلًا سَقَاكَ شَرْبَةً
مِنْ مَاءٍ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : وَإِنَّكَ لَأَنْتَ هُوَ
؟ قَالَ : فَيَقُولُ : نَعَمْ . قَالَ
: فَيَشْفَعُ لَهُ , فَيُشَفَّعُ . قَالَ : وَيَقُولُ
الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : يَا فُلاَنُ , فَيَقُولُ
: مَا تُرِيدُ ؟ فَيَقُولُ : مَا تَذْكُرُ رَجُلًا وَهَبَ لَكَ وَضُوءًا يَوْمَ
كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : فَيَقُولُ
: نَعَمْ , وَإِنَّكَ لَأَنْتَ هُوَ قَالَ : فَيَشْفَعُ
لَهُ , فَيُشَفَّعُ فِيهِ.
188- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ.
189- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَنْ كَذَّبَ
بِالشَّفَاعَةِ فَلَيْسَ لَهُ فِيهَا نَصِيبٌ , وَمَنْ كَذَّبَ بِالْحَوْضِ
فَلَيْسَ لَهُ فِيهِ نَصِيبٌ.
190- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا يَزَالُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُدْخِلُ الْجَنَّةَ وَيُشَفَّعُ حَتَّى يَقُولَ :
وَمَنْ كَانَ مُسْلِمًا فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ {رُبَّمَا يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَينَ} [الحجر].
191- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ , عَنْ يُونُسَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : سَيَجِيءُ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ ,
وَالشَّفَاعَةِ , وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ , وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
192- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَقَدْ بَلَغَتِ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ
أَخْرِجُوا بِرَحْمَتِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
مِنْ إِيمَانٍ قَالَ : ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ حَفَنَاتٍ بِيَدِهِ بَعْدَ ذَلِكَ.
193- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
أَبِي فَزَارَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ : {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} [الأنبياء] فَأَدْخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَدَهُ فِي
التُّرَابِ , ثُمَّ رَفَعَهَا , ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ : كُلُّ
وَاحِدَةٍ مِنْ هَؤُلاَءِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ.
194- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
زِيَادٍ الْعُصْفُرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام]
قَالَ : لَمَّا أُمِرَ بِإِخْرَاجِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ , فَقَالَ مَنْ
فِيهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ : تَعَالَوْا فَلْنَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛
لَعَلَّنَا أَنْ نُخْرَجَ مَعَ هَؤُلاَءِ , فَقَالُوا فَلَمْ يُصَدَّقُوا . قَالَ
: فَحَلَفُوا {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام] قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا
كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام].
بَابُ
عِدَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكُفَّارِ
195- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ
لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا
رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ فَكَبَّرْنَا , ثُمَّ قَالَ : أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ
تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : فَكَبَّرْنَا , ثُمَّ قَالَ : إِنِّي
لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ
ذَلِكَ , مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي
ثَوْرٍ أَسْوَدَ أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ.
196- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ,
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا :
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَيَسُرُّكُمْ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّ
أُمَّتِي ثُلُثَا أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَإِنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ , أُمَّتِي مِنْ ذَلِكَ ثَمَانُونَ.
197- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج] وَالْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا , حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ , فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ حَثَثْنَا الْمَطِيَّ وَعَلَّمَنَا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا تَأَشَّبُوا حَوْلَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعْلَمُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : ذَاكُمْ يَوْمَ يُنَادَى آدَمُ يُنَادِيهِ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ,
فَيَقُولُ : يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ , فَيَقُولُ : كَمْ بَعْثُ النَّارِ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَتِسْعُ مِائَةٍ قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ أُبْلِسُوا حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ , فَمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عِنْدَهُمْ ضَحِكَ وَقَالَ : اعْلَمُوا وَأَبْشِرُوا , فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَعَكُمْ لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ أُمَّةٍ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ قَالُوا : مَنْ هُمَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ , وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَإِبْلِيسُ قَالَ : فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ , ثُمَّ قَالَ : اعْلَمُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ أَوِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ , فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ.
بَابُ
أَصْحَابِ الأَعْرَافِ
198- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ
: أَصْحَابُ الأَعْرَافِ يُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الْحَيَاةُ ,
حَافَّتَاهُ قَصَبُ ذَهَبٍ، قَالَ : أُرَاهُ مُكَلَّلٌ بِاللُّؤْلُؤِ
فَيَغْتَسِلُونَ مِنْهُ اغْتِسَالَةً فَيَبْدُو فِي نُحُورِهِمْ شَامَةٌ بَيْضَاءُ
قَالَ : ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَغْتَسِلُونَ , فَكُلَّمَا اغْتَسِلُوا ازْدَادَتْ
بَيَاضًا , فَيُقَالُ لَهُمْ : تَمَنَّوْا مَا شِئْتُمْ قَالَ : فَيَتَمَنَّوْنَ
مَا شَاءُوا فَيُقَالُ لَهُمْ : لَكُمْ مَا تَمَنَّيْتُمْ وَسَبْعُونَ ضِعْفَهُ
قَالَ : فَهُمْ مَسَاكِينُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
199- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَارِثِ.
مِثْلَهُ , وَزَادَ فِيهِ : تُرْبَتُهُ الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ.
200- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ حَيْثُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى , وَالأَعْرَافُ : السُّورُ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَهُوَ الْحِجَابُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} قَالَ : فَلَمَّا بَدَأَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَعْتِقَهُمُ انْطُلِقَ بِهِمْ إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ : الْحَيَاةُ , تُرْبَتُهُ مِسْكٌ , وَحَافَّتَاهُ قَصَبُ الذَّهَبِ مُكَلَّلٌ بِاللُّؤْلُؤِ , فَأُلْقُوا حَتَّى صَلَحَتْ أَلْوَانُهُمْ , فِي نُحُورِهِمْ شَامَةٌ بَيْضَاءُ يُعْرَفُونَ بِهَا , انْتُهِيَ بِهِمْ إِلَى الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ : فَيُقَالُ لَهُمْ : تَمَنَّوْا مَا شِئْتُمْ , فَيَتَمَنَّوْنَ حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ أُمْنَيَّتُهُمْ قِيلَ لَهُمْ : فَإِنَّ لَكُمْ مَا تَمَنَّيْتُمْ وَسَبْعِينَ ضِعْفًا . قَالَ : فَأُدْخِلُوا الْجَنَّةَ فِي نُحُورِهِمْ تِلْكَ الشَّامَةُ الْبَيْضَاءُ يُعْرَفُونَ بِهَا . قَالَ : فَهُمْ يُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ مَسَاكِينَ الْجَنَّةِ.
201- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : أَصْحَابُ
الأَعْرَافِ قَوْمٌ كَانَتْ لَهُمْ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ فَخَلَفَتْ بِهِمْ
حَسَنَاتُهُمْ عَنِ النَّارِ , وَقَصُرَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتُهُمْ عَنِ الْجَنَّةِ
حَتَّى قَضَى اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ مَا قَضَى.
202- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ
تَجَاوَزَتْ بِهِمْ حَسَنَاتُهُمْ عَنِ النَّارِ , وَقَصُرَتْ بِهِمْ
سَيِّئَاتُهُمْ عَنِ الْجَنَّةِ.
203- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ صَالِحُونَ
فُقَهَاءُ وَعُلَمَاءُ , وَالأَعْرَافُ سُورٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
204- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
: الأَعْرَافُ سُورٌ كَعُرْفِ الدِّيكِ.
بَابُ
الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ
205- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ
, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَابَيْنِ أَحَدُهُمَا يُسَمَّى
الْجُوَّانِيَّةَ , وَالْآخَرُ يُسَمَّى الْبَرَّانِيَّةَ فَأَمَّا
الْجُوَّانِيَّةُ فَالَّتِي لاَ يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ , وَأَمَّا الْبَرَّانِيَّةُ
فَالَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهَا أَهْلَ الذُّنُوبِ
الْمُوجِبَاتِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ ,
ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ وَالرُّسُلِ
وَالأَنْبِيَاءِ وَلِمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ , فَيَشْفَعُونَ
لَهُمْ فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا وَهُمْ فَحْمٌ , فَيُلْقَوْنَ عَلَى شَطِّ النَّهَرِ
فِي الْجَنَّةِ يُسَمَّى نَهَرَ الْحَيَوَانِ فَيُنْضَحُ عَلَيْهِمْ فَيَنْبُتُونَ
كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي الْحَمِيلِ فَإِذَا اسْتَوَتْ أَجْسَادُهُمْ قِيلَ
: ادْخُلُوا النَّهَرَ , فَيَدْخُلُونَ فَيَشْرَبُونَ مِنْهُ وَيَغْتَسِلُونَ
فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَالُ لَهُمُ
: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ.
206- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يُعَذَّبُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ فِي النَّارِ حَتَّى
يَكُونُوا فِيهَا حِمَمًا ثُمَّ تُدْرِكُهُمُ الرَّحْمَةُ فَيَخْرُجُونَ فَيُطْرَحُونَ
عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَيَرُشُّ عَلَيْهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْمَاءَ ,
فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْغُثَاءُ فِي حِمَالَةِ السَّيْلِ , ثُمَّ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.
207- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ ؛ رَجُلٌ
يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا , فَيُقَالُ : لَهُ انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ
قَالَ : فَيَذْهَبُ لِيَدْخُلَ الْجَنَّةَ , فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا
الْمَنَازِلَ فَيَرْجِعُ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ , قَدْ أَخَذَ النَّاسُ
الْمَنَازِلَ قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتُ
فِيهِ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيُقَالُ لَهُ : تَمَنَّ , فَيَتَمَنَّى فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّ
لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتُ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا قَالَ : فَيَقُولُ :
أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.
208- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ ضِرَارِ بْنِ
مُرَّةَ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
لَيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَسْتُرُهُ بِيَدِهِ , فَيَقُولُ :
أَتَعْرِفُ مَا هَاهُنَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ , فَيَقُولُ : إِنِّي قَدْ
غَفَرْتُ لَكَ.
209- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر] قَالَ :
إِذَا أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَذَلِكَ
قَوْلُهُ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَينَ} [الحجر].
210- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
هَارُونَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رِجَالًا يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
النَّارَ وُيَحْرِقُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا فَحْمًا أَسْوَدَ قَالَ : وَهُمْ أَعْلَى
أَهْلِ النَّارِ فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَدْعُونَهُ
, فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا فَاجْعَلْنَا فِي هَذَا الْجِدَارِ ,
فَإِذَا جَعَلَهُمْ فِي أَصْلِ الْجِدَارِ رَأَوْا أَنَّهُ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ
شَيْئًا قَالُوا : رَبَّنَا اجْعَلْنَا مِنْ وَرَاءِ هَذَا السُّورِ وَلاَ
نَسْأَلُكَ شَيْئًا بَعْدَهُ قَالَ : فَيَرْفَعُ لَهُمْ شَجَرَةً حَتَّى تَذْهَبَ
عَنْهُمْ سُخْنَةٌ النَّارِ أَوْ سُخْنَةٌ أَهْلِ النَّارِ . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ :
إِنْ عَهِدْتُ إِلَى عِبَادِي أَنْ لاَ أُدْخِلَ رَجُلًا الْجَنَّةَ إِلَّا
جَعَلْتُ لَهُ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ , لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَمِثْلُهُ
إِلَيْهِ، قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ الْقَوْمَ , وَفِيهِمْ أَصْحَابُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ :
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ , إِنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَأَنَا قَدْ سَمِعْتُهُ
مِنْهُ
211- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيُقَالُ : اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ , فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُهَا , وَيُخَبَّأُ عَنْهُ كِبَارُهَا , فَيُقَالُ لَهُ : عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكِبَارِ , فَيُقَالُ : أَعْطُوهُ مِنْ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً قَالَ : فَيَقُولُ : إِنَّ لِي ذَنُوبًا لاَ أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ : وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ
بَابُ
الْخُلُودِ فِي النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ
212- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ , فَيُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ,
فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي
هُمْ فِيهِ , ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ
فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ , فَيُقَالُ :
هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , رَبَّنَا هَذَا الْمَوْتُ , فَيَأْمُرُ
بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ , ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا :
خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ فَلاَ مَوْتَ فِيهِ أَبَدًا.
213- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ , وَيَعْلَى ابْنَا عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ , وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَهْلَ النَّارِ , هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَأَهُ , فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , هَذَا الْمَوْتُ , ثُمَّ يُؤْخَذُ فَيُذْبَحُ قَالَ : ثُمَّ يُنَادِي : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ , وَيَا أَهْلَ النَّارِ , خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم] قَالَ : أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ
214- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : نَادَى أَهْلُ النَّارِ مَالِكًا فَخَلَّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا لاَ يُجِيبُهُمْ , ثُمَّ قَالَ : {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف] فَقَالُوا {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون] فَخَلَّى عَنْهُمْ مِثْلَ الْأُولَى لاَ يُجِيبُهُمْ , ثُمَّ : {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ} ثُمَّ لَمَّا أَنْ نَبَسَ الْقَوْمُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَلِمَةٍ إِنْ كَانَ إِلَّا الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ.
215- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ
, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَيْسَ بَعْدَ الْآيَةِ خُرُوجٌ {اخْسَئُوا فِيهَا
وَلاَ تُكَلِّمُونِ}.
216- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}
[الهمزة] قَالَ : مُطْبَقَةٌ.
217- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ فُضَيْلِ بْنِ
مَرْزُوقٍ , عَنْ عَطِيَّةَ : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة] قَالَ :
مُطْبَقَةٌ.
218- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ : {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة] قَالَ : حَائِطٌ لاَ بَابَ
فِيهِ.
219- حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : الْحُقَبُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَالسَّنَةُ ثَلاَثُمِائَةٍ
وَسِتُّونَ يَوْمًا , كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ.
220- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ هِلاَلًا : مَا تَجِدُونَ الْحُقَبَ فِيكُمْ ؟ قَالَ :
نَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ثَمَانِينَ سَنَةً , السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ
شَهْرًا , الشَّهْرُ ثَلاَثُونَ يَوْمًا , الْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ.
221- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَيُّوبَ
, عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ أُنْبِئْتُ أَنَّ كَعْبًا قَالَ : إِنَّ فِي أَسْفَلِ
دَرَكِ جَهَنَّمَ تَنَانِيرَ ضِيقُهَا كِضِيقِ زُجِّ رُمْحِ أَحَدِكُمْ يَجْعَلُهُ
فِي الأَرْضِ يُقَالُ لَهُ : جُبُّ الْحُزْنِ يَدْخُلُهَا قَوْمٌ بِأَعْمَالِهِمْ
فَيُطْبَقُ عَلَيْهِمْ.
222- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَوْلَهُ تَعَالَى :
{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه] قَالَ : فِي النَّارِ.
223- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ خَيْثَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ} [النساء] الأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ . قَالَ : فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ مُبْهَمَةٌ عَلَيْهِمْ.
224- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}
[الحاقة] قَالَ : يَا لَيْتَهَا كَانَتْ مَوْتَةً لاَ حَيَاةَ بَعْدَهَا.
225- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ : {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى} [طه] قَالَ : عَمَّى عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا جَهَنَّمَ.
226- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ : {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} [طه] قَالَ : لاَ حُجَّةَ لِي.
بَابُ وُرُودِ النَّارِ
227- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : بَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
رَوَاحَةَ فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ , فَقَالَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ :
رَأَيْتُكَ بَكَيْتَ فَبَكَيْتُ قَالَ : إِنِّي أُنْبِئْتُ أَنِّي وَارِدٌ وَلَمْ
أُنَبَّأْ أَنِّي صَادِرٌ.
228- حَدَّثَنَا
الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ :
قَامَ أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ إِلَى فِرَاشِهِ , فَقَالَ : يَا
لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : يَا أَبَا
مَيْسَرَةَ أَلَيْسَ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ؛ هَدَاكَ لِلْإِسْلاَمِ ,
وَفَعَلَ بِكَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : بَلَى , وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى أَخْبَرَنَا أَنَّا وَارِدُو النَّارِ , وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّا
صَادِرُونَ عَنْهَا.
229- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
سَأَلَ ابْنُ الأَزْرَقِ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا
وَارِدُهَا} [مريم] قَالَ : فَإِنَّهُ رُبَّمَا وَرَدَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ ,
وَلَمْ يَدْخُلْهُ . قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَّا أَنَا وَأَنْتَ يَا ابْنَ
الأَزْرَقِ فَسَنَدْخُلُهَا , فَانْظُرْ هَلْ يُخْرِجُنَا اللَّهُ أَمْ لاَ قَالَ
الْمُحَارِبِيُّ : وَسَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ : وُرُودُهَا الْمَمَرُّ
عَلَيْهَا
230- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ , عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لاَ يَدْخُلَ النَّارَ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَيْسَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم] ؟ قَالَ : أَفَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ : {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم].
231- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ :
قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ : أَلَمْ يَعِدْنَا رَبُّنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ ؟
قَالُوا : أَوْ قِيلَ , أَوْ قَالَ : بَلَى وَلَكِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ بِهَا وَهِيَ
خَامِدَةٌ.
232- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
الصِّرَاطُ.
233- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ السُّدِّيِّ
, عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : الصِّرَاطُ عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّمَ يَرِدُونَ عَلَيْهِ.
بَابُ
صِفَةِ حَرِّ النَّارِ
234- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي دَاوُدَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : إِنَّ نَارَكُمْ
هَذِهِ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ , وَلَوْلاَ
أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا , وَإِنَّهَا
لَتَدْعُو اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ لاَ يُعِيدَهَا فِي تِلْكَ.
235- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ نَارَكُمْ
هَذِهِ ضُرِبَ بِهَا الْبَحْرُ مَرَّتَيْنِ فَفَتَرَتْ وَلَوْلاَ ذَلِكَ مَا
انْتَفَعْتُمْ بِهَا , وَهِيَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ.
236- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَارُ بَنِي آدَمَ
الَّتِي يُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ :
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قَالَ :
فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا.
237- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {نَحْنُ
جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} [الواقعة] لِلنَّارِ الْكُبْرَى {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة]
قَالَ : لِلْمُسَافِرِينَ وَالْحَاضِرِينَ.
238- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَأَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ
, عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة] قَالَ
: الدُّخَانُ.
239- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ , وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ حَتَّى سَقَطَ إِحْدَى عِطْفَيْ
رِدَائِهِ عَنْ مَنْكِبِهِ وَإِنَّهُ لَيَقُولُ : أُنْذِرُكُمُ النَّارَ حَتَّى
لَوْ كَانَ فِي مَكَانِي هَذَا لَأَسْمَعَ أَهْلَ السُّوقِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ
تَعَالَى مِنْهُمْ آخَرَ
240- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا , فَقَالَتْ : يَا رَبِّ , قَدْ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ
لَهَا بِنَفَسَيْنِ , فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا ,
وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا.
241- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
, عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : النَّارُ قَالَتْ : رَبِّ نَفِّسْنِي نَفَسَيْنِ ,
اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا , فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي
بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ فَلَهَا كُلَّ عَامٍ نَفَسَانِ , فَشِدَّةُ
الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ , وَشِدَّةُ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ.
242- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا
خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ
إِلَى الْجَنَّةِ , فَقَالَ : انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ
لِأَهْلِهَا فِيهَا , فَجَاءَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ
لِأَهْلِهَا فِيهَا فَرَجَعَ , فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ
إِلَّا دَخَلَهَا , فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ :
ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ مَاذَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا , فَرَجَعَ
إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ , فَرَجَعَ إِلَيْهِ , فَقَالَ :
وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ , فَقَالَ : اذْهَبْ
إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا ,
فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا , فَقَالَ :
وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا , فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ
بِالشَّهَوَاتِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ , فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ
لاَ يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا.
243- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَيَعْلَى ,
وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ صَالِحِ بْنِ خَبَّابٍ , عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ
بِالْمَكَارِهِ وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَمَنِ اطَّلَعَ
الْحِجَابَ وَاقَعَ مَا وَرَاءَهُ.
244- حَدَّثَنَا
يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ , وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ.
245- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ ,
فَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ , وَقَالَتِ
النَّارُ : يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ , فَقَالَ لِلْجَنَّةِ :
أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ , وَقَالَ لِلنَّارِ : أَنْتِ
عَذَابِي أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ.
246- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ
, عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ , وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ.
بَابُ
صِفَةِ النَّارِ وَقَعْرِهَا
247- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ : إِنَّ
أَبْوَابَ جَهَنَّمَ هَكَذَا، وَوَضَعَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، وَفَرَّقَ
بَيْنَ أَصَابِعِهِ، سَبْعَةُ أَبْوَابِ , فَيُمْلَأُ الأَوَّلُ , ثُمَّ الثَّانِي
, ثُمَّ الثَّالِثُ , ثُمَّ الرَّابِعُ , ثُمَّ السَّابِعُ.
248- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : النَّارُ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لاَ
يُضِيءُ جَمْرُهَا وَلاَ يُطْفَأُ لَهَبُهَا ثُمَّ قَرَأَ {كُلَّمَا أَرَادُوا
أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ
الْحَرِيقِ} [الحج]
249- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا
دَوِيًّا , فَقَالَ لِجِبْرِيلَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : حَجَرٌ أُلْقِيَ مِنْ شَفِيرِ
جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا الْآنَ حِينَ اسْتَقَرَّ فِي قَعْرِهَا.
250- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ جُوَيْبِرٍ
, عَنْ أَبِي سَهْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ صَوْتًا , فَأَفْزَعَهُ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَتَاهُ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَقَالَ : أَفْزَعَكَ الصَّوْتُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ :
إِنَّ ذَلِكَ الصَّوْتَ مَا سَمِعَهُ أَحَدٌ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ غَيْرُكَ
حَجَرٌ مِثْلُ الْخَلِفَةِ رُمِيَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا
فَلَمْ يَبْلُغْ قَعْرَهَا حَتَّى كَانَ حَيْثُ سَمِعْتَ.
251- حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
مُوسَى , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ حَجَرًا أُقْذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ
خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهَا.
252- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ حَجَرًا مِثْلَ سَبْعِ خَلِفَاتٍ
أُلْقِيَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ هَوَى فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا لاَ يَبْلُغُ
قَعْرَهَا.
153- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ
مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قَالَ : إِنَّ لِجَهَنَّمَ كُلَّ يَوْمٍ زَفْرَتَيْنِ
يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ
وَالْعَذَابُ.
254- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ نُبَيْطٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : إِنَّ جَهَنَّمَ لَتَزْفِرُ زَفْرَةً لاَ
يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيُّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا يَقُولُ :
رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي.
255- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ ,
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : تَزْفِرُ جَهَنَّمُ فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ
وَلاَ نَبِيُّ إِلَّا وَقَعَ لِرُكْبَتَيْهِ فَرَائِصُهُ تَرْعَدُ قَالَ :
حَسِبْتُهُ يَقُولُ : نَفْسِي نَفْسِي.
بَابُ مَا
أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِ النَّارِ مِنَ الْعَذَابِ
256- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ , عَنْ قَاسِمٍ الْهَمْدَانِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {الطَّامَّةُ
الْكُبْرَى} [النازعات] قَالَ : حِينَ يَصِيرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ ,
وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ.
257- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ كَعْبٍ
قَالَ : يُؤْمَرُ بِالرَّجُلِ إِلَى النَّارِ فَيَبْتَدِرُهُ مِائَةُ أَلْفِ
مَلَكٍ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ.
258- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الأَقْمَرِ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ
عِتِيًّا} [مريم] . قَالَ : يَبْدَأُ بِالأَكَابِرِ فَالأَكَابِرِ جُرْمًا.
259- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّ لِجَهَنَّمَ جَبَايًا فِيهَا
حَيَّاتٌ كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ , وَعَقَارِبُ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ
الدُّهْمِ فَيَهْرَبُ أَهْلُ جَهَنَّمَ مِنْ تِلْكَ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ
فَتَأْخُذُ تِلْكَ الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ بِشِفَاهِهِمْ فَتَكْشِطُ مَا
بَيْنَ الشَّعْرِ إِلَى الظُّفُرِ فَمَا تُنْجِيهِمْ مِنْهَا إِلَّا الْهَرَبُ فِي
النَّارِ.
260- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَوَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ :
{زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل] قَالَ : عَقَارِبُ لَهَا
أَعْنَاقٌ كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ.
261- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ
, عَنْ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَفَاعٍ فِي النَّارِ.
262- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مَالِكِ بْنِ
الْحَارِثِ , عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قَالَ : إِذَا جِيءَ بِالرَّجُلِ إِلَى
النَّارِ قِيلَ لَهُ : انْتَظِرْ حَتَّى نُتْحِفَكَ قَالَ : فَيُؤْتَى بِكَأْسٍ مِنْ
سُمِّ الأَفَاعِي وَالأَسَاوِدِ فَإِذَا أَدْنَاهَا مِنْ فِيهِ مَيَّزَتِ
اللَّحْمَ عَلَى حِدَةٍ وَالْعَظْمَ عَلَى حِدَةٍ.
263- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنِ ابْنِ
سَابِطٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة] قَالَ : حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ خَلَقَهَا
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِنْدَهُ.
قَالَ مِسْعَرٌ : كَيْفَ شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءَ.
264- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ : {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ
مِهَادٌ} قَالَ : مِهَادُ الْفُرُشِ , {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} قَالَ :
اللُّحُفُ.
265- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ
: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [الغاشية] قَالَ : الشِّبْرِقُ.
266- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ مُبَارَكٍ , عَنِ الْحَسَنِ , وَسُفْيَانَ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَاصِّ , عَنْ
عِكْرِمَةَ : {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا} [المزمل] قَالَ : قُيُودًا.
267- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ,
عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا
غُصَّةٍ} [المزمل] فَصَعِقَ
268- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرِ , عَنْ
جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي
وَالأَقْدَامِ} [الرحمن] قَالَ : يُجْمَعُ بَيْنَ نَاصِيَتِهِ وَقَدَمِهِ فِي
سِلْسِلَةٍ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ.
269- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ نُسَيْرِ بْنِ
ذُعْلُوقٍ قَالَ : سَمِعْتُ نَوْفًا يَقُولُ : {فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ
ذِرَاعًا} [الحاقة] قَالَ : الذِّرَاعُ سَبْعُونَ بَاعًا , وَالْبَاعُ مَا
بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَكَّةَ.
270- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} [الرحمن] قَالَ : هُوَ اللَّهَبُ
الأَخْضَرُ الْمُنْقَطِعُ.
271- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن] قَالَ :
تُذَابُ الصُّفْرُ فَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ.
272- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : {مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن] حَرُّهَا , وَوَسَطُهَا.
273- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ :
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}
[المرسلات] قَالَ : الْقَصْرُ خَشَبٌ كُنَّا نَدَّخِرُهُ لِلشِّتَاءِ , ثَلاَثَةُ
أَذْرُعٍ وَدُونَ ذَلِكَ وَفَوْقَ ذَلِكَ , كُنَّا نُسَمِّيهِ الْقَصْرَ
{كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} قَالَ : قُلُوسُ سُفُنِ الْبَحْرِ تُحْمَلُ بَعْضُهَا
عَلَى بَعْضٍ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ.
274- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : يُلْقَى الْجَرَبُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَحْتَكُّونَ
حَتَّى تَبْدُوَ الْعِظَامُ , فَيَقُولُونَ : بِمَا أَصَبْنَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ :
بِإِيذَائِكُمُ الْمُؤْمِنِينَ.
بَابُ
أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ وَشَرَابِهَا
275- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ,
عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَجَعَلْنَا
بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} [الكهف] قَالَ : الْمَوْبِقُ وَادٍ فِي النَّارِ.
276- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ : {فَسَوْفَ
يُلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم] قَالَ : نَهَرٌ فِي جَهَنَّمَ.
277- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ , عَنْ أَبِي عِيَاضٍ قَالَ : {وَيْلٌ} [الدخان] : وَادٍ فِي أَصْلِ جَهَنَّمَ
يَسِيلُ فِيهِ صَدِيدُهُمْ.
278- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ قَالَ :
سَمِعْنَا أَنَّ {أَثَامًا} [الفرقان]
وَادٍ فِي جَهَنَّمَ.
279- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ : {عَذَابًا صَعَدًا} [الجن] قَالَ : جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ.
280- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ
جَابِرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , وَعِكْرِمَةَ : {عَذَابًا صَعَدًا} [الجن] قَالَ :
مَشَقَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ.
281- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ , عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ
, عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي هَذِهِ
الْآيَةِ {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [المدثر] قَالَ : هُوَ جَبَلٌ فِي النَّارِ
يُكَلَّفُونَ أَنْ يَصْعَدُوا مِنْهُ , فَكُلَّمَا وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ
ذَابَتْ , فَإِذَا رَفَعُوهَا عَادَتْ كَمَا كَانَتْ.
282- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ
, عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ أَذَابَ فِضَّةً مِنْ بَيْتِ
الْمَالِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ
إِلَى الْمُهْلِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
283- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ {مَاءٍ
كَالْمُهْلِ} قَالَ : هُوَ مَاءٌ أَسْوَدُ غَلِيظٌ كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ.
284- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ سَالِمٍ
الأَفْطَسِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : {كَالْمُهْلِ} [الكهف] قَالَ : كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ.
285- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ
فِي قَوْلِهِ : {كَالْمُهْلِ} [الكهف] قَالَ : هُوَ مَاءٌ أَسْوَدُ كَدُرْدِيِّ
الزَّيْتِ.
286- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : إِبْرَاهِيمُ لَيْسَ بِالنَّخَعِيِّ ,
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي قَوْلِهِ : {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى
جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم] . قَالَ : عِطَاشًا.
287- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْحُسَيْنِ , عَنِ الْحَسَنِ : {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى
جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم] قَالَ : ظِمَاءً عِطَاشًا.
288- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ : {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا
عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} يُنَادِي الرَّجُلُ
أَخَاهُ يَقُولُ : إِنِّي قَدِ احْتَرَقْتُ فَأَفِضْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ ,
فَيُقَالُ : أَجِبْهُ , فَيَقُولُ : {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}
289- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ
عَطِيَّةَ فِي قَوْلِهِ : {وَغَسَّاقًا} [النبأ] قَالَ : الَّذِي يَسِيلُ مِنْ
جُلُودِهِمْ.
290- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : الْغَسَّاقُ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَذُوقُوهُ مِنْ
بَرْدِهِ.
291- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , وَأَبِي رَزِينٍ {إِلَّا حَمِيمًا} [النبأ] وَغَسَّاقًا
قَالَ : مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ.
292- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ : {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا إِلَّا
حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ] قَالَ : اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الشَّرَابِ الْحَمِيمَ
وَمِنَ الْبَارِدِ الزَّمْهَرِيرَ.
293- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
خُصَيْفٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ : {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة] قَالَ :
شُرْبَ الْإِبِلِ الْعِطَاشِ.
294- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ
السُّدِّيِّ , عَنْ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ
أَزْوَاجٌ} [ص] قَالَ : الزَّمْهَرِيرُ.
295- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة] قَالَ
: هَيَامُ الأَرْضِ يَعْنِي الرَّمْلَ.
بَابُ
خَلْقِ أَهْلِ النَّارِ وَأَلْوَانِهِمْ
296- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ الأَسَدِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ
بْنِ أُقَيْشٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي لَيُعَظِّمُ النَّارَ حَتَّى
يَكُونَ إِحْدَى زَوَايَاهَا.
297- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ أَبِي
مَعْشَرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
أَبِي هُرَيْرَةَ , فَقَالَ : أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَمَنْ
يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران] هَذَا يَغُلُّ
أَلْفَ دِرْهَمٍ , أَلْفَيْ دِرْهَمٍ يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَرَأَيْتَ مَنْ يَغُلُّ مِائَةَ بَعِيرٍ , مِائَتَيْ بَعِيرٍ يَأْتِ بِهَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَكَ مَنْ كَانَ ضِرْسُهُ مِثْلَ
أُحُدٍ وَفَخِذُهُ مِثْلَ وَرِقَانَ وَسَاقُهُ مِثْلَ بَيْضَاءَ وَمَجْلِسُهُ
مِثْلَ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الرَّبَذَةِ فَلاَ يَحْمِلُ هَذَا ؟.
298- حَدَّثَنَا
يَعْلَى , عَنْ أَبِي حَيَّانَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ :
إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيُعَظِّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ
الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ.
299- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ
الْجُهَنِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ نَابَ الْكَافِرِ
مِثْلُ أُحُدٍ.
300- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ , وَجِلْدُهُ أَرْبَعُونَ
ذِرَاعًا.
301- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْكَافِرَ يُسْحَبُ لِسَانُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْفَرْسَخَ وَالْفَرْسَخَيْنِ يَتَوَطَّؤُهُ النَّاسُ.
302- حَدَّثَنَا
أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن]
قَالَ : بِسَوَادِ وُجُوهِهِمْ , وَزُرْقَةِ أَعْيُنِهِمْ.
303- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}
[المؤمنون] قَالَ : مِثْلُ الرَّأْسِ النَّضِيجِ.
304- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ : {وَهُمْ فِيهَا
كَالِحُونَ} [المؤمنون] قَالَ : كُلُوحُ الرَّأْسِ الْمَشِيطِ بِالنَّارِ وَقَدْ
بَدَتْ أَسْنَانُهُمْ وَتَقَلَّصَتْ شِفَاهُهُمْ.
305- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ : {لَوَّاحَةٌ
لِلْبَشَرِ} [المدثر] قَالَ : غُيِّرَتْ أَلْوَانُهُمْ حَتَّى اسْوَدَّتْ.
بَابُ
أَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا
306- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْمَوْتُ قَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَمَّاهُ , قُلْ لاَ إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : فَقَالَ يَا
ابْنَ أَخِي لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ مَسَبَّةً عَلَيْكَ لَمْ أُبَالِ أَنْ أَفْعَلَ
. قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَنْفَعُ
أَبَا طَالِبٍ قَرَابَتُهُ مِنْكَ ؟ قَالَ : بَلَى , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
إِنَّهُ لَفِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ عَلَيْهِ نَعْلاَنِ مِنَ النَّارِ تَغْلِي
مِنْهُمَا أُمُّ رَأْسِهِ مَا يُرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدَّ عَذَابًا مِنْهُ ,
وَمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَحَدٌ أَهْوَنُ عَذَابًا مِنْهُ.
307- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيَعْلَمَنَّ عَمِّي أَنِّي نَفَعْتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّهُ لَفِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَنْتَعِلُ بِنَعْلَيْنِ
مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ.
308- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ :
ذَكَرُوا أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَحَيْطَتَهُ وَنُصْرَتَهُ , فَقَالَ : إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ عَلَيْهِ
نَعْلاَنِ يُصَبُّ مِنْهُمَا عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ.
309- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَرَجُلٌ عَلَيْهِ
نَعْلاَنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَأَنَّهُ مِرْجَلٌ مَسَامِعُهُ
جَمْرٌ وَأَضْرَاسُهُ جَمْرٌ وَأَشْفَارُهُ لَهَبُ النَّارِ , يَخْرُجُ أَحْشَاءُ
جَنْبَيْهِ مِنْ قَدَمَيْهِ وَسَائِرُهُمْ كَالْحَبِّ الْقَلِيلِ فِي الْمَاءِ
الْكَثِيرِ فَهُوَ يَفُورُ.
310- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ : {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ
الْجَحِيمِ} [الصافات] قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : اطَّلَعَ ثُمَّ الْتَفَتَ
إِلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ فِي فِيهِ جَمَاجِمَ قَوْمٍ
تَغْلِي.
311- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُلْقَى الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ
النَّارِ فَيَبْكُونَ حَتَّى تَنْفَدَ الدُّمُوعُ , ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ
حَتَّى إِنَّهُ لَيَصِيرُ فِي وُجُوهِهِمْ أُخْدُودٌ , وَلَوْ أُرْسِلَتْ فِيهِ
السُّفُنُ لَجَرَتْ.
312- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِثْلَهُ
313- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
مُجَاهِدٍ : {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} [الملك] قَالَ : تَفُورُ
بِهِمْ كَمَا يَفُورُ الْحَبُّ الْقَلِيلُ فِي الْمَاءِ الْكَثِيرِ.
بَابُ
الْبَرْزَخِ
314- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , وَوَكِيعٌ , عَنْ فِطْرٍ
قَالَ : سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْ وَرَائِهِمْ
بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون] قَالَ : هُوَ مَا بَيْنَ الْمَوْتِ
إِلَى الْبَعْثِ
315- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ , عَنْ أَبِي
مُحَلِّمٍ قَالَ : قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ : مَاتَ فُلاَنٌ , قَالَ : لَيْسَ هُوَ فِي
الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَةِ هُوَ فِي الْبَرْزَخِ.
316- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالُوا :
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ . قَالُوا : يَا
أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ . قَالُوا : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ
: أَبَيْتُ . قَالَ : ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ مَاءً مِنَ السَّمَاءِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ . قَالَ :
وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهِيَ
عَجْبُ الذَّنَبِ
317- حَدَّثَنَا
الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
{قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس] قَالَ : لِلْكُفَّارِ
هَجْعَةٌ يَجِدُونَ فِيهَا طَعْمَ النَّوْمِ حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا
صِيحَ : يَا أَهْلَ الْقُبُورِ . يَقُولُونَ : {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ
بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} [يس] قَالَ مُجَاهِدٌ : يُرَى أَنَّ لَهُمْ
رَقْدَةً . قَالَ : يَقُولُ الْمُؤْمِنُ إِلَى جَنْبِهِ : {هَذَا مَا وَعَدَ
الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس].
318- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ السُّدِّيِّ
قَالَ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ , عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {لَهُ مَا بَيْنَ
أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} [مريم] فَلَمْ يُجِبْنِي . قَالَ
السُّدِّيُّ : فَسَمِعْنَا أَنَّهُ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ.
319- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
الرَّازِيِّ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ : {مَا
بَيْنَ ذَلِكَ} [مريم] مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ.
بَابُ
الصِّرَاطِ
320- حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ
مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : إِنَّكُمْ
مَجْمُوعُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُكُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُكُمُ
الْبَصَرُ، وَتَزْفُرُ جَهَنَّمُ فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ وَلاَ نَبِيٌّ إِلَّا
وَقَعَ بِرُكْبَتَيْهِ فَرَائِصُهُ تَرْعَدُ قَالَ : حَسِبْتُهُ يَقُولُ : رَبِّ
نَفْسِي نَفْسِي قَالَ : وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ كَحَرْفِ السَّيْفِ
دَحْضٌ مَزِلَّةٌ , وَبِجَانِبَيِّ الصِّرَاطِ مَلاَئِكَةٌ مَعَهُمْ خَطَاطِيفُ
كَشَوكِ السَّعْدَانِ فَهُمْ يَمُرُّونَ عَلَيْهِ كَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ
وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الرِّكَابِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَكَأَجَاوِيدِ
الرِّجَالِ , وَالْمَلاَئِكَةُ يَقُولُونَ : رَبِّ سَلِّمْ , رَبِّ سَلِّمْ ,
فَنَاجٍ سَالِمٌ , وَمَخْدُوشٌ سَالِمٌ , وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّارِ قَالَ :
وَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ لِآزَرَ
: كُنْتُ آمُرُكَ فِي الدُّنْيَا فَتَعْصِينِي : فَخُذْ
بِحَقْوِي فَيَأْخُذُ بِحَقْوِهِ فَيُ مْسَخُ ضِبْعَانًا فَلَمَّا رَآهُ قَدْ
مُسِخَ ضِبْعَانًا تَبَرَّأَ مِنْهُ.
321- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ جِسْرٌ مَجْسُورٌ
أَعْلاَهُ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ مَضَى الأَوَّلُ فَنَجَا , وَالْآخَرُ بَيْنَ
مَجْرُوحٍ وَنَاجٍ , وَالْمَلاَئِكَةُ بِالْجِسْرِ الأَقْصَى يُنَادُونَ : اللَّهُمَّ
سَلِّمْ سَلِّمْ.
322- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ , حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ قَالَ :
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَأْمُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالصِّرَاطِ
فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ، قَالَ : فَيَمُرُّ النَّاسُ زُمَرًا عَلَى قَدْرِ
أَعْمَالِهِمْ , أَوَائِلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ , ثُمَّ كَمَرِّ
الرِّيحِ , ثُمَّ كَمَرِّ الطَّائِرِ , ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ , ثُمَّ
كَذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا , ثُمَّ يَمُرُّ الرَّجُلُ مَاشِيًا ,
ثُمَّ يَكُونُ آخِرُهُمْ رَجُلًا يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ يَقُولُ : يَا رَبِّ
, لِمَ أَبْطَأْتَ بِي ؟ فَيَقُولُ : لَمْ أُبْطِئْ بِكَ , إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ
323- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ :
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : تَجُوزُونَ الصِّرَاطَ بِعَفْوِ اللَّهِ
تَعَالَى وَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَتَقْتَسِمُونَ
الْمَنَازِلَ بِأَعْمَالِكُمْ.
بَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَعِظَمِهِ , وَمَا أُعِدَّ فِيهِ
324- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ
احْمَرَّ وَجْهُهُ وَاشْتَدَّ صَوْتُهُ.
325- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ , عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ
الْفُجَّارَ لَيُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْلَ الْحِسَابِ
قَالَ : فَقِيلَ : أَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ ؟ قَالَ : عَلَى كَرَاسِيَّ قَدْ ظُلِّلَ
عَلَيْهِمْ بِالْغَمَامِ مَا طُولُ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَيْهِمْ إِلَّا كَأَمْرِ
السَّاعَةِ مِنْ نَهَارٍ.
326- حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ ,
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين] قَالَ : يَقُومُ
أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
327- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَوَكِيعٌ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : الأَرْضُ كُلُّهَا
نَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَالْجَنَّةُ مِنْ وَرَائِهَا يَرَوْنَ أَكْوَابَهَا
وَكَوَاعِبَهَا قَالَ : وَيَعْرَقُ الرَّجُلُ حَتَّى يَرْشَحَ عَرَقُهُ فِي
الأَرْضِ قَامَةً وَيَرْتَفِعُ حَتَّى يَبْلُغَ أَنْفَهُ وَمَا مَسَّهُ الْحِسَابُ
قَالُوا : فَبِمَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : مِمَّا يَرَى
النَّاسُ يُصْنَعُ بِهِمْ.
328- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ ضِرَارِ بْنِ
مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُكْتِبِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
: قَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَيُوَفُّونَ الْكَيْلَ يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : وَمَا يَمْنَعُهُمْ أَنْ يُوَفُّوا الْكَيْلَ
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين] ؟
حَتَّى بَلَغَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين] قَالَ
: إِنَّ الْعَرَقَ لَيَبْلُغُ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ مِنْ هَوْلِ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ وَعِظَمِهِ.
329- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ هِلاَلِ بْنِ طَلْقٍ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ , مَعَ ابْنِ
عُمَرَ فَقُلْتُ : إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَيْئَةً وَأَوْفَاهُ كَيْلًا
أَهْلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , فَقَالَ : حُقَّ لَهُمْ , أَمَا سَمِعْتَ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين]
حَتَّى انْتَهَى مِنْ قَوْلِهِ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
[المطففين] . قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ قَالَ : مَا عِنْدَ
اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْظَمُ مِنْهُ.
330- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الدَّسْتُوَائِيِّ ,
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ
قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين] حَتَّى بَلَغَ
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين] قَالَ : فَبَكَى
ابْنُ عُمَرَ حَتَّى خَرَّ , وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَةِ مَا بَعْدَهُ.
331- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : الشَّمْسُ
فَوْقَ رُءُوسِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَعْمَالُهُمْ تُظِلُّهُمْ
وَتَصْحَبُهُمْ.
332- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ سَلْمَانَ قَالَ :
تَدْنُو الشَّمْسُ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَابَ قَوْسٍ أَوْ
قَوْسَيْنِ , وَتُعْطَى حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ , وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ
عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ طَحْرَبَةٌ , وَلاَ يُرَى عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ
, وَلاَ يَجِدُ حَرَّهَا مُؤْمِنٌ وَلاَ مُؤْمِنَةٌ , وَأَمَّا الْكُفَّارُ
وَالْآخَرُونَ فَتَطْحَنُهُمْ طَحْنًا حَتَّى يُسْمَعَ لِأَجْوَافِهِمْ غِقْ غِقْ
333- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : يَخْرُجُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ : إِنِّي أُمِرْتُ بِثَلاَثَةٍ :
بِمَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ , وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ
, وَبِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ.
334- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُجَالِدٍ ,
عَنْ شَيْخٍ , مِنْ بَجِيلَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَوَّرَ اللَّهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ فِي
الْبَحْرِ , ثُمَّ يُرْسِلُ عَلَيْهِمْ رِيحًا دَبُورًا , فَتَنْفُخُهُ فَيَصِيرُ
نَارًا فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير].
335- أَخْبَرَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ بَيَانٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير] قَالَ : يُكَوِّرُ اللَّهُ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ فِي الْبَحْرِ , ثُمَّ يُرْسِلُ عَلَيْهِنَّ رِيحًا ,
فَتَنْفُخُهَا فَتَصِيرُ نَارًا , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَإِذَا
الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير]
336- أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , عَنْ
مُنْذِرٍ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير] قَالَ : رُمِيَ بِهَا . {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}
[التكوير] قَالَ : تَنَاثَرَتْ . {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير] قَالَ
: تَخَلَّى عَنْهَا أَرْبَابُهَا , فَلَمْ تُحْلَبْ وَلَمْ تُصِرَّ وَتَخَلَّى
مِنْهَا.
337- حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا جرير عَن
الأعمش عَن خيثمة قال قال عَبد اللهِ الأرض يوم القيامة كلها نار والجنة من ورائها
ترون الذي كان فيكم فلا يهتدي لاسمه حتى يقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقول ما
أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك جئت وعلى ذلك مت
وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له ذلك مقعدك منها
وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له ذلك
مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره
حتى تختلف أضلاعه فتلك المعيشة التي قال الله عز وجل {فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى!>
337- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ,
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهَا نَارٌ , وَالْجَنَّةُ مِنْ وَرَائِهَا , تُرَى
أَكْوَابُهَا وَكَوَاعِبُهَا , وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَفِيضُ عَرَقًا حَتَّى تَرْشَحَ فِي الأَرْضِ قَدَمُهُ , ثُمَّ
يَرْتَفِعُ حَتَّى يَبْلُغَ أَنْفَهُ وَمَا مَسَّهُ الْحِسَابُ قَالُوا : مِمَّ
ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : مِمَّا يَرَى النَّاسُ
وَيَلْقَوْنَ
338- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ , فَإِذَا كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ , وَالزَّكَاةُ عَنْ يَمِينِهِ , وَالصَّوْمُ عَنْ شِمَالِهِ , وَفِعْلُ الْخَيْرَاتِ , وَالْمَعْرُوفُ وَالْإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ , فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ , فَتَقُولُ الصَّلاَةُ : لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , فَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ , فَتَقُولُ الزَّكَاةُ : لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَيَقُولُ الصَّوْمُ : لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ , فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ لَيْسَ قِبَلِي مَدْخَلٌ , فَيُقَالُ لَهُ : اجْلِسْ , فَيَجْلِسُ وَقَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ قَرُبَتْ لِلْغُرُوبِ , فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ , فَيَقُولُ : دَعْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ , فَيُقَالُ : إِنَّكَ سَتَفْعَلُ , فَأَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ , فَيَقُولُ : عَمَّ تَسْأَلُونِي ؟ فَيُقَالُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا فَصَدَّقْنَا وَاتَّبَعْنَا , فَيُقَالُ لَهُ : صَدَقْتَ , عَلَى هَذَا جِئْتَ , وَعَلَيْهِ مُتَّ , وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَيَفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم] وَيُقَالُ : افْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ , فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ , فَيُقَالُ : هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ اللَّهَ , فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا , ويقَالُ : افْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُقَالُ : هَذَا مَنْزِلُكَ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا , فَيُعَادُ الْجَسَدُ إِلَى مَا بَدَا مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ وَتُجْعَلُ رُوحُهُ فِي النَّسِيمِ الطَّيِّبِ وَهُوَ طَيْرٌ خُضْرٌ تَعَلَّقَ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ . وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُؤْتَى فِي قَبْرِهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَلاَ يُوجَدُ شَيْءٌ فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجَدُ شَيْءٌ فَيَجْلِسُ خَائِفًا مَرْعُوبًا , فَيُقَالُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَلاَ يَهْتَدِي لِاسْمِهِ حَتَّى يُقَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَيَقُولُ : مَا أَدْرِي , سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَوْلًا , فَقُلْتُ كَمَا قَالَ النَّاسُ , فَيُقَالُ لَهُ : عَلَى ذَلِكَ جِئْتَ وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ , وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا , ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ , فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَوْ أَطَعْتَهُ , فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا , ثُمَّ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ , فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا , وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه]
339- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ زَاذَانَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الأَرْضِ قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ : اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا , وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ , مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ قَالَ : فَتَحْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ حَتَّى يَأْخُذَهَا مَلَكُ الْمَوْتِ , فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعْهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَذَلِكَ الْحَنُوطِ , ثُمَّ يَصْعَدُوا بِهَا قَالَ : وَتَخْرُجُ رُوحُهُ كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ قَالَ : فَيَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ , فَيَقُولُونَ : مَا هَذَا الرِّيحُ الطَّيِّبُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي يَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ ؛
فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ : فَيُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ قَالَ : وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ , فَيُجْلِسَانِهِ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّي اللَّهُ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : دِينِي الْإِسْلاَمُ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ , فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا يُدْرِيكَ ؟ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ , فَآمَنْتُ بِهِ , وَصَدَّقْتُ . قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوا لَهُ مِنَ الْجَنَّةَ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ , فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ , فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ , رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ عَلَى الْآخِرَةِ فَتَنْزِلُ إِلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مِنَ السَّمَاءِ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبِهِ، قَالَ : فَتَنْفَرِقُ فِي جَسَدِهِ فَتَنْزِعُهَا فَتُقْطَعُ مِنْهُ الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ كَمَا يُنْزَعُ السَّفُّودَ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ , فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعْهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا , فَيَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا وَيَخْرُجُ مِنْهَا أَنْتَنُ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ قَالَ : وَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَّا قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ
قَالَ :
ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لاَ تُفَتَّحُ
لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ
فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي
سِجِّينِ الأَرْضِ السُّفْلَى , وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ ؛ فَإِنِّي مِنْهَا
خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ
: فَيَطْرَحُوهُ طَرْحًا قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج]
قَالَ : فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ , وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ
, فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي قَالَ
: فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي ,
فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ :
هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ
, فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ , وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ , وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا
إِلَى النَّارِ.
قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ,
وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أَضْلاَعُهُ . قَالَ : وَيَأْتِيهِ
رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ مُنْتِنُ الرِّيحِ قَبِيحُ الثِّيَابِ , فَيَقُولُ :
أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ قَالَ :
فَيَقُولُ : وَمَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ ؟
فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ قَالَ : فَيَقُولُ : رَبِّ , لاَ تُقِمِ
السَّاعَةَ , رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ.
340- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم] قَالَ : التَّثْبِيتُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إِذَا جَاءَ الْمَلَكَانِ إِلَى الرَّجُلِ فِي الْقَبْرِ , فَقَالاَ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ : اللَّهُ رَبِّي , فَقَالاَ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَقَالَ : دِينِي الْإِسْلاَمُ , وَقَالاَ لَهُ : مَنْ نَبِيُّكَ ؟ فَقَالَ : نَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَذَلِكَ التَّثْبِيتُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
بَابُ
كَلاَمِ الْقَبْرِ
341- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ , عَنْ مَالِكِ
بْنِ مِغْوَلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : يُجْعَلُ لِلْقَبْرِ لِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ , فَيَقُولُ : ابْنَ آدَمَ
كَيْفَ نَسِيتَنِي أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي بَيْتُ الأَكَلَةِ , وَبَيْتُ الدُّودِ ,
وَبَيْتُ الْوَحْدَةِ , وَبَيْتُ الْوَحْشَةِ.
342- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : إِنَّ
الْقَبْرَ لَيَبْكِي يَقُولُ فِي بُكَائِهِ : أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةُ , أَنَا
بَيْتُ الْوَحْدَةِ , أَنَا بَيْتُ الدُّودِ.
343- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
مُجَاهِدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةٍ قَالَ : يَقُولُ الْقَبْرُ لِلرَّجُلِ
الْكَافِرِ أَوِ الْفَاجِرِ أَوَ مَا ذَكَرْتَ ظُلْمَتِي أَمَا ذَكَرْتَ وَحْشَتِي.
بَابُ عَذَابِ
الْقَبْرِ
344- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , حَدَّثَنَا هِشَامُ
بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ
هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ يَقُولُ : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ
بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : تُذْكَرُ الْجَنَّةُ
وَالنَّارُ فَلاَ تَبْكِي , وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ
مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ , فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ
مِنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا إِلَّا
الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ.
345- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ
الْبَرَاءِ , أَوْ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ : {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ
الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ}
[السجدة] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
346- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنِ الأَشْعَثِ
بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : دَخَلَتْ
يَهُودِيَّةٌ عَلَى عَائِشَةَ , فَقَالَتْ لَهَا : سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَيْئًا فِي عَذَابِ الْقَبْرِ ؟
قَالَتْ : فَسَلِيهِ , فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَتْهُ
عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ قَالَتْ : فَمَا صَلَّى صَلاَةً بَعْدَ
ذَلِكَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ : فَمَا أَدْرِي
أَشَيْءٌ أُوهِمْتُهُ أَوْ شَيْءٌ ذَكَرْتُهُ.
347- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَتْ
عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ , فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ فَكَذَّبْتُهَا , فَدَخَلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ
لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ حَتَّى تَسْمَعَ الْبَهَائِمُ أَصْوَاتَهُمْ.
348- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
دَخَلَتْ عَلَيَّ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَوْهَبَتْهَا طِيبًا , فَوَهَبَتْ لَهَا عَائِشَةُ ,
فَقَالَتْ : أَجَارَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , فَقَالَتْ عَائِشَةُ :
فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ
فِي قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ.
349- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ
قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ فِيهِ قُبُورُ مَوْتَى قَدْ
مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَتْ
: فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ
عَذَابِ الْقَبْرِ . قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ
فِي قُبُورِهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ.
350- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عَوْنِ بْنِ
أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَرَاءِ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ صَوْتًا حِينَ غَرَبَتِ
الشَّمْسُ , فَقَالَ : هَذِهِ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا.
351- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنْ كَانَ
لِيُصَلِّيَ عَلَى الْمَنْفُوسِ مَا إِنْ عَمِلَ خَطِيئَةً قَطُّ , فَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
بَابٌ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى {مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه].
352- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ ,
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخَارِقِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ :
{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
353- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , وَعَبْدَةُ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الْحَنَفِيَّ
يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
354- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : يَدْخُلُ الْكَافِرُ قَبْرَهُ ,
فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ , فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ
قَالَ : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
[طه].
355- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَوَكِيعٌ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ
أَبِي كَرِيمَةَ , عَنْ زَاذَانَ فِي قَوْلِهِ : {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا
عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} [الطور] قَالَ : عَذَابُ الْقَبْرِ.
356- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ
, عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : مَا أُجِيرَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَلاَ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الَّذِي مِنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا.
357- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : أَصَابَتْ سَعْدَ
بْنَ مُعَاذٍ جِرَاحَةٌ , فَجَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَ امْرَأَةٍ تُدَاوِيهِ , فَمَاتَ مِنَ اللَّيْلِ , فَأَتَاهُ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : لَقَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ
فِيكُمْ رَجُلٌ لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ
فَإِذَا هُوَ سَعْدٌ قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَبْرَهُ , فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ , فَلَمَّا خَرَجَ
قِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ هَكَذَا قَطُّ قَالَ :
إِنَّهُ ضُمَّ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً حَتَّى صَارَ مِثْلَ الشَّعْرَةِ ,
فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُ ذَلِكَ , وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لاَ
يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ.
358- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ سَعْدِ
بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَرْضِ قَطُّ ,
وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : لَقَدْ ضُمَّ صَاحِبُكُمْ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً.
359- حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , وَمُجَاهِدٍ قَالاَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ بِالْمَدِينَةِ , فَقَالَ : إِنَّ فِيهَا لَقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ بِأَمْرٍ يَسِيرٍ وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ , أَمَّا أَحَدُهُمَا فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ , ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً فَكَسَرَهَا وَوَضَعَهَا عَلَيْهِمَا قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.
360- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا , يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
قَبْرَيْنِ , فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ
: أَمَّا هَذَا فَكَانَ لاَ يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ , وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ
يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ قَالَ : ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ فَغَرَسَ
عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا , ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ
يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.
361- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُبَارَكِ بْنِ
فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اسْتَنْزِهُوا الْبَوْلَ فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ.
362- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ : مَاتَ رَجُلٌ فَأَتَاهُ مَلَكٌ مَعَهُ سَوْطٌ مِنْ نَارِ , فَقَالَ : إِنِّي جَالِدُكَ بِهَذَا مِائَةَ جَلْدَةٍ قَالَ : فِيمَ ؟ عَلاَمَ ؟ قَدْ كُنْتُ أَتَّقِي جُهْدِي قَالَ : فَجَعَلَ يُوَاضِعُهُ وَفِي كُلِّ ذَلِكَ يَقُولُ : فِيمَ ؟ عَلاَمَ ؟ وَقَدْ كُنْتُ أَتَّقِي جُهْدِي حَتَّى بَلَغَ فَجَلَدَهُ جَلْدَةً الْتَهَبَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ مِنْهَا نَارًا قَالَ : إِنَّكَ بُلْتَ يَوْمًا , ثُمَّ صَلَّيْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ , وَدَعَاكَ مَظْلُومٌ فَلَمْ تُجِبْهُ.
بَابُ
عَرْضِ الرَّجُلِ عَلَى مَقْعَدِهِ
363- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلَّا يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ إِنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ.
364- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا مَاتَ
أَحَدُكُمْ أُرِيَ مَقْعَدَهُ بِالْغَدَاةِ وَالْآصَالِ , إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ
أَهْلِ النَّارِ , ثُمَّ يُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
365- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ فُضَيْلٍ , وَمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ غُدْوَةً
وَعَشِيَّةً فِي قَبْرِهِ.
366- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ وَهُوَ أَبُو قَيْسٍ , عَنْ
هُزَيْلٍ قَالَ : إِنَّ أَرْوَاحَ آلِ فِرْعَوْنَ فِي أَجْوَافِ طُيُورٍ سُودٍ
تَرُوحُ وَتَغْدُو عَلَى النَّارِ فَذَاكَ عَرْضُهَا , وَأَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي
أَجْوَافِ طُيُورٍ خُضْرٍ وَأَوْلاَدُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا
الْحِنْثَ عَصَافِيرُ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ تَرْعَى وَتَسْرَحُ.
بَابُ
الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ
367- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فِي
مَنَاقِبِ الْخَيْرِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: وَجَبَتْ , وَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فِي
مَنَاقِبِ الشَّرِّ , فَقَالَ : وَجَبَتْ , إِنَّكُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي
الأَرْضِ.
368- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ
مُعَاذٌ الْيَمَنَ قَالَ لَهُمْ : قَدْ فَقِهْتُمْ , عَرَفْتُمْ أَهْلَ الْجَنَّةِ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالُوا : وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : وَلَمْ
يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَعَلُوا يثْنُوا عَلَى رَجُلٍ خَيْرًا وَعَلَى
رَجُلٍ شَرًّا , فَقَالَ : هَذَا حِينَ فَقِهْتُمْ.
369- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي جِنَازَةٍ فَأَثْنَى الْقَوْمُ عَلَيْهَا ثَنَاءً حَسَنًا قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَجَبَتْ قَالُوا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ : الْمَلاَئِكَةُ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ
, وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ فَإِذَا شَهِدْتُمْ وَجَبَتْ.
370- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي
سِنَانٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ : مَرَّتْ جِنَازَةٌ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَقَالَ لِرَجُلٍ : قُمْ فَانْظُرْ أَمِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ , فَقَالَ الرَّجُلُ : وَمَا يُدْرِينِي
أَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُوَ أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : انْظُرْ فِي
ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ.
بَابُ
عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.
371- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجِيبُوا الدَّاعِي وَعُودُوا الْمَرِيضَ.
372- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ : اشْتَكَى الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ فَأَتَاهُ أَبُو مُوسَى يَعُودُهُ , فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَنْ عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى
يَجْلِسَ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ , فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى
عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , فَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى
عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ.
373- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ,
عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ , عَنْ ثَوْبَانَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ كَانَ فِي خَرَافَةِ
الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ.
374- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَيُّوبَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ,
عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ تَمُدَّ
يَدَكَ إِلَيْهِ وَتَسْأَلَهُ كَيْفَ هُوَ ؟ وَأَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَيْهِ , وَإِنَّ مِنْ
تَمَامِ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ الْمُصَافَحَةَ.
375- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ سِكِّينِ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : إِذَا دَخَلْتُمْ
عَلَى الْمَرِيضِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَدْعُوَ لَكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ
حَرَّكَ.
376- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أَبِي
مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
عُودُوا الْمَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَفُكُّوا الْعَانِي.
377- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ : امْشِ مِيلًا وَعُدْ
مَرِيضًا , وَامْشِ مِيلَيْنِ وَأَصْلِحْ بَيْنَ اثْنَيْنِ , وَامْشِ ثَلاَثَةً
وَزُرْ فِي اللَّهِ.
378- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
مَا خَطَا عَبْدٌ خُطْوَةً إِلَّا كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ أَوْ سَيِّئَةٌ.
379- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَيَّاشٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ
بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيَّ يَقُولُ : إِنَّمَا عِيَادَةُ الْمَرِيضِ بَعْدَ
ثَلاَثٍ.
بَابُ
الصَّبْرِ عَلَى الْبَلاَءِ
380- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ : مَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ
فَاحْتَسَبْ وَصَبَرَ لَمْ أَجْعَلْ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ.
381- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
طَلْحَةَ , عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : مَنْ أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْهِ
وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ فَحَمِدَنِي عِنْدَ ذَلِكَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا
دُونَ الْجَنَّةِ.
382- حَدَّثَنَا
الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ , عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ :
دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ قَالُوا : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ
اللَّهِ , أَلاَ نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : قَدْ نَظَرَ
إِلَيَّ طَبِيبٌ قِيلَ لَهُ : فَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ لَكَ ؟ قَالَ : قَالَ لِي :
إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ.
383- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ : أَلاَ نَدْعُو
لَكَ طَبِيبًا ؟ قَالَ : أَنْظِرُونِي فَتَفَكَّرَ , ثُمَّ قَالَ : {وَعَادًا , وَثَمُودَ
وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان] قَالَ :
فَذَكَرَ مِنْ حِرْصِهِمْ عَلَى الدُّنْيَا وَرَغْبَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا
قَالَ : فَقَدْ كَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ وَكَانَتْ فِيهِمْ مَرْضَى فَلاَ أَرَى
الْمُدَاوِي بَقِيَ وَلاَ الْمُدَاوَى هَلَكَ النَّاعِتُ وَالْمَنْعُوتُ لَهُ ,
لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ.
384- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ بَكْرِ
بْنِ مَاعِزٍ قَالَ : كَانَ بِالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ خَبْلٌ مِنَ الْفَالِجِ
فَكَانَ يَسِيلُ مِنْ فِيهِ لُعَابٌ . قَالَ : فَمَسَحَتْهُ يَوْمًا , فَرَآنِي
كَرِهْتُ ذَلِكَ , فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ
عَلَى اللَّهِ.
385- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ دَاوُدَ
قَالَ : أَصَابَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فَالِجٌ فَكَانَ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ
يَقُومُ عَلَيْهِ وَيَدْهُنُهُ وَيَغْسِلُ رَأْسَهُ وَيُفَلِّيهِ فَبَيْنَمَا هُوَ
يَغْسِلُ رَأْسَ الرَّبِيعِ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَالَ لُعَابُ الرَّبِيعِ فَبَكَى
بَكْرٌ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ وَاللَّهِ مَا
أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ.
386- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ قَالَ :
الْفَالِجُ دَاءُ الأَنْبِيَاءِ.
387- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
قَالَ : خَرَجَتْ بِإِبْهَامِ شُرَيْحٍ قُرْحَةٌ , فَقَالُوا : يَا أَبَا
أُمَيَّةَ، لَوْ أَرَيْتَهَا الطَّبِيبَ ؟ قَالَ : الطَّبِيبُ فَعَلَ بِي هَذَا.
388- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهَا لَمَمٌ , فَقَالَتْ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي , فَقَالَ : إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ
فَشَفَاكَ , وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلاَ حِسَابَ عَلَيْكِ . قَالَتْ : بَلْ
أَصْبِرُ وَلاَ حِسَابَ عَلَيَّ
389- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ : اسْتَأْذَنَتِ
الْحُمَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَنْ
هَذِهِ ؟ قَالَتْ : أُمُّ مِلْدَمٍ قَالَ : اذْهَبِي إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ ,
فَلَقَوْا مِنْهَا مَا يَعْلَمُ اللَّهُ بِهِ , فَأَتَوْهُ , فَشَكَوْا ذَلِكَ
إِلَيْهِ , فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ فَيَكْشِفَهَا عَنْكُمْ
, وَإِنْ شِئْتُمْ كَانَ لَكُمْ طَهُورًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ تَفْعَلُ ؟
قَالَ : نَعَمْ قَالُوا : دَعْهَا فَلْيَكُنْ لَنَا طَهُورًا
390- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : اسْتَأْذَنَتِ الْحُمَّى عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَمَرَ بِهَا إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ
فَلَقَوْا مِنْهَا مَا يَعْلَمُ اللَّهُ , فَأَتَوْهُ , فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ
, فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ فَيَذُبَّهَا , وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ
تَصْبِرُوا حَتَّى يُسْتَنْظَفَ مَا بَقِيَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ قَالُوا : أَوَتَفْعَلُ ؟
قَالَ : نَعَمْ . قَالُوا : فَدَعْهَا
391- حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ , عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ
الأَشْعَرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا مِنْ وَعَكٍ وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ :
اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِيَ
الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ.
392- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنْ
أَبِي سَهْلٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ آدَمَيٍّ حَظًّا مِنَ النَّارِ وَحَظُّ
الْمُؤْمِنِ مِنْهَا الْحُمَّى يَحْتَرِقُ جِلْدُهُ وَلاَ يَحْتَرِقُ جَوْفُهُ ,
وَهِيَ حَظُّهُ مِنْهَا.
393- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ :
الرِّضَا قَلِيلٌ وَالصَّبْرُ مِعْوَلُ الْمُؤْمِنِ.
394- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , حَدَّثَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ اجْتَمَعَتْ مَعَكُمْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ صَعِدَتْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ وَمَكَثَتْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ , وَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ اجْتَمَعُوا مَعَكُمْ أَيْضًا , فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ صَعِدَتْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَكَثَتْ فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فَإِذَا أَتَوُا الرَّبَّ سَأَلَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ , فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَفِيهِمْ عَبْدٌ لَكَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا بِكَ , وَلَمْ يُصْرَفْ عَنْهُ سُوءٌ إِلَّا بِكَ , فَيَقُولُ : زِيدُوا عَبْدِي . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا انْتَهَى الْمَزِيدُ . قَالَ : فَيَقُولُ خَوِّفُوا عَبْدِي فَيُنْقِصُوهُ . قَالَ : فَيُبْتَلَى ثُمَّ يَسْأَلُ عَنْهُ , فَيَقُولُ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ عَبْدِي عِنْدَ الْبَلاَءِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا , أَشْكَرُ عَبْدٍ فِي الرَّخَاءِ وَأَصْبَرُهُ عِنْدَ الْبَلاَءِ قَالَ : فَيَقُولُ : اكْتُبُوهُ مِمَّنْ لاَ يَتَغَيَّرُ وَلاَ يَتَبَدَّلُ حَتَّى يَلْقَانِي.
395- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ مُسْلِمٍ
الْبَطِينِ قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : الشُّكْرُ أَفْضَلُ أَوِ
الصَّبْرُ ؟ قَالَ : الصَّبْرُ وَالْعَافِيَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ.
396- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
لَيْثٍ , عَنْ طَاوُسٍ , أَنَّهُ كَرِهَ الأَنِينَ فِي الْمَرَضِ.
397- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
مُحْرِزٍ أَبِي رَجَاءٍ , عَنْ صَدَقَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي , فَقَالَ : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ آيَةٌ فِي كِتَابِ
اللَّهِ قَدْ غَمَّتْنِي قَالَ : أَيُّ آيَةٍ ؟ قَالَ : {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا
يُجْزَ بِهِ} [النساء] . قَالَ : ذَلِكَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ مَا أَصَابَتْهُ
مِنْ نَكْبَةِ مُصِيبَةٍ , فَيَصْبِرُ , فَيَلْقَى اللَّهَ فَلاَ ذَنْبَ لَهُ.
398- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ جُنْدُبٍ الْبَجَلِيِّ , سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ
فَنُكِّبَ , فَقَالَ : هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبُعٌ دَمِيَتْ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ مَا لَقِيتِ.
بَابُ
شِدَّةِ الْبَلاَءِ عَلَى الْمُؤْمِنِ
399- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنْ ثَعْلَبَةَ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْضِي لَهُ
قَضَاءً إِلَّا كَانَ ذَلِكَ خَيْرًا.
400- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ , عَمَّنْ أَخْبَرَهُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ عِنْدَ اللَّهِ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلِهِ حَتَّى
يُبْتَلَى بِبَلاَءٍ فِي جَسَدِهِ فَيَبْلُغَهَا بِذَلِكَ الْبَلاَءِ.
401- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ
نَهْشَلٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَحْسَنَ الْعَبْدُ فَأَلْصَقَ
اللَّهُ بِهِ الْبَلاَءَ فَإِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ أَنْ يُصَافِيَهُ.
402- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ، وَفِي
مَالِهِ، وَفِي وَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ مَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ.
403- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : يَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : يَا رَبِّ , عَبْدُكَ
الْمُؤْمِنُ تَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا وَيَعْرِضُ لَهُ الْبَلاَءُ قَالَ :
فَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ : اكْشِفُوا لَهُمْ عَنْ ثَوَابِهِ , فَإِذَا رَأَوْا
ثَوَابَهُ قَالُوا : يَا رَبِّ , لاَ يَضُرُّهُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الدُّنْيَا ,
وَيَقُولُونَ : عَبْدُكَ الْكَافِرُ يَزْوِي عَنْهُ الْبَلاَءُ وَتَبْسُطُ
لَهُ الدُّنْيَا قَالَ : فَيَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ : اكْشِفُوا لَهُمْ عَنْ ثَوَابِهِ
, فَإِذَا رَأَوْا ثَوَابَهُ قَالُوا : يَا رَبِّ لاَ يَنْفَعُهُ مَا أَصَابَهُ
مِنَ الدُّنْيَا.
404- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ
الرَّجُلَ لَيُرِيدُ الأَمْرَ مِنَ التِّجَارَةِ أَوِ الْإِمَارَةِ حَتَّى إِذَا
قَدَرَ عَلَيْهِ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى
إِلَيْهِ مَلَكًا , فَقَالَ : ائْتِ عَبْدِي فَاصْرِفْهُ فَإِنِّي إِنْ أُيَسِّرْ
لَهُ أُدْخِلْهُ النَّارَ قَالَ : فَيَأْتِيهِ فَيَصْرِفُهُ عَنْهُ قَالَ : فَيَظَلُّ
يَتَظَنَّى بِجِيرَانِهِ مَنْ سَبَقَنِي ؟ مَنْ سَبَقَنِي ؟ قَالَ : وَإِنَّمَا
ذَكَرَ اللَّهَ فَوْقَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ فَصَرَفَ عَنْهُ.
405- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا
ابْتَلاَهُ لِيَسْمَعَ تَضَرُّعَهُ.
406- اللَّهُ أَنْ يَكْشِفَ عَنْكَ , فَقَالَ : إِنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ بَلاَءً النَّبِيُّونَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
407- قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْحُمَّى رَائِدُ
الْمَوْتِ، وَهِيَ سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَهِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَفَتِّرُوهَا
عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ.
408- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ , عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّ الْحُمَّى فَوْرٌ مِنْ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ.
بَابُ حَطِّ الْخَطَايَا.
409- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنِ الأَشْعَثِ
بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِ
الْمُؤْمِنِينَ قَالَتِ : اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ , فَلَمَّا أَفَاقَ قُلْتُ لَهُ : لَوْ أَنَّ
إِحْدَانَا فَعَلَتْ لَخَشِيتُ أَنْ تَجِدَ عَلَيْهَا قَالَ : أَوَلاَ تَعْلَمِينَ
أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشْتَدُّ عَلَيْهِ فِي وَجَعِهِ لِيُحَطَّ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ.
410- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ : إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ :
أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ
لَكَ أَجْرَيْنِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلَى
الأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ مِنْ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ
اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا.
411- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عِمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ الْوَجَعَ لاَ يُكْتَبُ بِهِ الأَجْرُ فِي الْعَمَلِ
وَلَكِنْ يُكَفَّرُ بِهِ خَطَايَاهُ.
412- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ
مُوسَى بْنِ أَنَسٍ , أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ وَهُوَ شَاكٌّ
تَصَدَّقُوا آجَرَ اللَّهُ مَرِيضَكُمْ , فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : إِنِّي لَسْتُ
بِمَأْجُورٍ وَلَكِنِّي مُكَفَّرٌ عَنِّي.
413- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ , عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ : سَاعَاتُ
الْوَجَعِ يُذْهِبْنَ سَاعَاتِ الْخَطَايَا.
414- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ سَلْمَانَ عَلَى
صَدِيقٍ لَهُ مِنْ كِنْدَةَ يَعُودُهُ , فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلاَءِ , ثُمَّ
يُعَافِيهِ فَيَكُونُ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مُسْتَعْتَبًا فِيمَا بَقِيَ ,
وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ الْفَاجِرَ بِالْبَلاَءِ ثُمَّ
يُعَافِيهِ فَيَكُونُ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَطْلَقُوهُ , لاَ
يَدْرِي فِيمَا عَقَلُوهُ حِينَ عَقَلُوهُ , وَلاَ فِيمَا أَطْلَقُوهُ حِينَ
أَطْلَقُوهُ.
415- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
يَسَارٍ قَالَ : كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا بَرِئَ مِنْ مَرَضِهِ قِيلَ لَهُ :
يَهْنِئُكَ الطُّهْرُ.
416- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : طَهُورٌ , فَقَالَ الشَّيْخُ : بَلْ حُمَّى تَفُورُ
فِي صَدْرِ شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ
417- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ وَصَبٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ أَذًى وَلاَ
حَزَنٌ وَلاَ سَقَمٌ وَلاَ هَمٌّ يُهِمُّهُ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ
سَيِّئَاتِهِ.
418- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا
فَوْقَهَا إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَتَهُ.
419- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ
فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً , أَوْ حَطَّ عَنْهُ
بِهَا خَطِيئَةً.
420- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
, عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ
مُصِيبَةٍ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا قَصَّ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ
خَطِيئَتَهُ.
421- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ قَالَ : مَا يَسُرُّنِي بِوَصَبٍ وَصِبْتُهُ حُمْرُ النَّعَمِ وَسَوَادُهَا.
422- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي
بَكْرٍ قَالَ : يُكَفَّرُ عَنِ الْمُسْلِمِ , حَتَّى بِالنَّكْبَةِ ،
وَانْقِطَاعِ شِسْعِهِ , وَحَتَّى الْبِضَاعَةِ يَضَعُهَا فِي كُمِّهِ فَيَفْقِدُهَا
فَيَفْزَعُ فَيَجِدُهَا فِي صَحِيفَتِهِ.
423- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِي
جِنَازَةٍ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ : كُلُّ مَا سَاءَكَ مُصِيبَةٌ.
424- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ
فَلْيَسْتَرْجِعْ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ.
425- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ : مَرَّ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَجُلٌ فَعَجِبَ
مِنْ جِلْدِهِ , فَقَالَ لَهُ : حُمِمْتَ قَطُّ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ :
فَصُدِعْتَ قَطُّ ؟ قَالَ : لاَ , فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : بُؤْسًا لِهَذَا
يَمُوتُ بِخَطِيئَتِهِ.
426- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : هَلْ أَخَذَتْكَ
أُمُّ مِلْدَمٍ ؟ قَالَ : وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ ؟ قَالَ : حُمَّى تَكُونُ بَيْنَ
اللَّحْمِ وَالْجِلْدِ قَالَ : مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ . قَالَ : فَهَلْ
وَجَدْتَ الصُّدَاعَ ؟ قَالَ : مَا الصُّدَاعُ ؟ قَالَ : عِرْقٌ يَضْرِبُ عَلَى
الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ قَالَ : مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ . قَالَ : فَلَمَّا
وَلَّى.
قَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
427- حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ : جَاءَ
نَاسٌ مِنَ الدَّهَاقِينَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ غِلَظِ رِقَابِهِمْ , وَمِنْ صِحَّتِهِمْ . قَالَ :
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّكُمْ تَرَوْنَ الْكَافِرَ مِنْ أَصَحِّ النَّاسِ
جِسْمًا وَأَمْرَضِهِمْ قَلْبًا , وَتَلْقَوْنَ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَصَحِّ النَّاسِ
قَلْبًا وَأَمْرَضِهِمْ جِسْمًا، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ مَرِضَتْ قُلُوبُكُمْ،
وَصَحَّتْ أَجْسَامُكُمْ، لَكُنْتُمْ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلاَنِ.
428- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ :
قَالَ كَعْبٌ : إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ لَوْلاَ أَنْ أُحْزِنَ الْمُؤْمِنَ
لَعَصَبْتُ رَأْسَ الْكَافِرِ بِعَصَائِبَ مِنْ حَدِيدٍ لاَ يُصْدَعُ أَبَدًا.
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا
429- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
, عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ {لَيْسَ
بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ , مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا
يُجْزَ بِهِ} [النساء] فَكُلُّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ ؟ فَقَالَ : غَفَرَ
اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ
تَحْزَنُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ.
430- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
[النساء] قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ هَوَانَهُ , فَأَمَّا مَنْ
أَرَادَ كَرَامَتَهُ فَإِنَّهُ يَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِ فِي أَصْحَابِ
الْجَنَّةِ {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف].
431- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ خَدْشَةِ عُودٍ , وَلاَ اخْتِلاَجِ عِرْقٍ
, وَلاَ نَكْبَةِ حَجَرٍ , وَلاَ عَثْرَةِ قَدَمٍ إِلَّا بِذَنْبٍ , وَإِنَّمَا
يَعْفُو اللَّهُ أَكْثَرُ.
432- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ
, عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَصَابَهُ حَجَرٌ
وَهُوَ يَرْمِي الْجِمَارَ فَشَجَّهُ ، قَالَ : ذَنْبٌ بِذَنْبٍ وَالْبَادِي أَظْلَمُ.
433- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَمْشِي فِي طَرِيقٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَتِ امْرَأَةٌ ,
فَأَتْبَعَهَا بَصَرَهُ وَهُوَ يَمْشِي , فَشُغِلَ بِالنَّظَرِ إِلَيْهَا ,
فَعَرَضَ لَهُ حَائِطٌ , فَأَصَابَ وَجْهَهُ فَشَجَّهُ , فَأَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ
خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا , وَإِذَا أَرَادَ بِهِ شَرًّا
أَخَّرَ عُقُوبَتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَأْتِيَهُ كَأَنَّهُ عَيْرٌ
فَيَطْرَحُهُ فِي النَّارِ.
434- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْكَ مَا أَشَدَّ هَذِهِ الْآيَةَ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء] ,
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا بَكْرٍ
إِنَّ الْمُصِيبَةَ فِي الدُّنْيَا جَزَاءٌ.
435- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ,
يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ
الْمُسْلِمَ إِذَا شَخَصَ مُسَافِرًا , فَمَرِضَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ
أَجْرِهِ صَحِيحٌ مُقِيمٌ.
436- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ ,
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً
أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَرِضَ مَرَضًا يُسْرِفُ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ كَانَ مِنْ
ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ , وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ
سَنَةً أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَرِضَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : اكْتُبُوا لِعَبْدِي
مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُخَلِّيَ سَبِيلَهُ.
437- حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي حَكِيمٍ , عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا
اشْتَكَى الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِكَاتِبَيْهِ
: اكْتُبَا لِعَبْدِي هَذَا مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ مَا كَانَ
فِي حَبْسِي فَإِنْ قَبَضَهُ اللَّهُ قَبْضَهُ إِلَى خَيْرٍ , وَإِنْ هُوَ
عَافَاهُ أَبْدَلَهُ بِلَحْمِهِ خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ , وَبِدَمِهِ خَيْرًا مِنْ دَمِهِ.
438- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ مَرْثَدٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا
مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ يُصَابُ بِبَلاَيَا فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ
اللَّهُ الْحَافِظَيْنِ اللَّذَيْنِ يَحْفَظَانِهِ , فَقَالَ : اكْتُبَا لِعَبْدِي فِي
كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ مَا دَامَ فِي
وَثَاقِي.
439- حَدَّثَنَا
حُسَيْنٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو هَاشِمٍ ,
وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ مَوْلًى لِبَنِي نَصْرٍ قَالَ : دَخَلَ
قَوْمٌ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُونَهُ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
فَتَذَاكَرُوا أُمَّ آخِرَتِهِمْ , فَقَالَ الْمُهَاجِرُ : بَلَغَنِي أَنَّ لِلْمَرِيضِ فِي
مَرَضِهِ خِصَالًا لاَ يُرْفَعُ عَنْهُ الْعَمَلُ مَا دَامَ فِي مَرَضِهِ ,
وَيُجْزَى لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ ,
وَيَتْبَعُ مَرَضُهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ مِنْ خَطَايَاهُ فِي مَفْصِلٍ مِنْ
مَفَاصِلِهِ فَيَسْتَخْرِجُهَا فَإِنْ عَاشَ عَاشَ مَغْفُورًا لَهُ , وَإِنْ مَاتَ
مَاتَ مَغْفُورًا لَهُ , فَقَالَ الْمَرِيضُ : اللَّهُمَّ لاَ أَزَالُ مُضْطَجِعًا
440- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ ,
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ
فَلَسْتُمْ بِعِبَادِ بَلاَءٍ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَبْلِكُمْ لَيُسْأَلَ
الْكَلِمَةَ فَيَأْبَاهَا حَتَّى يُوضَعَ الْمِنْشَارُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ
بِنِصْفَيْنِ وَمَا يُعْطِيهَا.
بَابُ
سُؤَالِ اللَّهِ الْعَافِيَةَ.
441- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ,
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلٌ بَلَغَ مِنَ اجْتِهَادِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ
مُؤَاخِذِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا , فَأُضْنِيَ
عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ هَامَةٌ , فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ , فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ
هَلْ كُنْتَ سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ :
اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُؤَاخِذِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي
الدُّنْيَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لاَ تَقُومُ بِعُقُوبَةِ اللَّهِ , هَلَّا قُلْتُ : {رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً , وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً , وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ} [البقرة] قَالَ : فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَقُولُهَا حَتَّى قَامَ
كَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ
442- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ
مُطَرِّفٍ قَالَ : لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ.
443- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَسَمِعَ رَجُلًا ,
يَتَمَنَّى الْمَوْتَ , فَرَفَعَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بَصَرَهُ , فَقَالَ : لاَ
تَتَمَنَّ الْمَوْتَ , فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى الْعَافِيَةَ.
444- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : سَمِعَ عُمَرُ , رَجُلًا يَقُولُ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أسْتَنْفِقْ نَفْسِي وَمَالِي فِي سَبِيلِكَ , فَقَالَ عُمَرُ : أَوَلاَ
يَسْكُتُ أَحَدُكُمْ , فَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ وَإِنْ عُوفِيَ شَكَرَ.
445- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ , حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ التَّنُوخِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ , إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ وَالأَمَانَةَ وَحُسْنَ
الْخُلُقِ وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ.
446- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَأَلَ
رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَفْضَلُ الدُّعَاءِ ؟
قَالَ : أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَ ذَلِكَ فَقَدْ أَفْلَحْتَ.
447- حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
الأَشَجِّ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : إِنَّمَا التَّمَائِمُ
مَا عُلِّقَ قَبْلَ الْبَلاَءِ فَمَا عُلِّقَ بَعْدَ الْبَلاَءِ فَلَيْسَ مِنَ
التَّمَائِمِ.
448- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
, عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانَ الزُّبَيْرِ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَرَى مُبْتَلًى فِي جَسَدِهِ ,
فَيَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ،
وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا . إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ
الْبَلاَءِ.
بَابُ
مَنْ قَالَ : لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ
449- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ : مَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِطَيْرٍ وَاقِعٍ عَلَى شَجَرَةٍ ,
فَقَالَ : طُوبَى لَكَ يَا طَيْرُ ؛ تَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ وَتَأْكُلُ الثَّمَرَ
, ثُمَّ تَطِيرُ وَلَيْسَ عَلَيْكَ حِسَابٌ وَلاَ عَذَابٌ يَالَيْتَنِي كُنْتُ
مِثْلَكَ ؛ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي شَجَرَةً إِلَى جَانِبِ
الطَّرِيقِ , فَمَرَّ بِي بَعِيرٌ فَأَخَذَنِي فَأَدْخَلَنِي فَاهُ فَلاَكَنِي ,
ثُمَّ ازْدَرَدَنِي , ثُمَّ أَخْرَجَنِي بَعْرًا وَلَمْ أَكُ بَشَرًا قَالَ :
وَقَالَ عُمَرُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ كَبْشَ أَهْلِي، سَمَّنُونِي مَا بَدَا
لَهُمْ حَتَّى إِذَا كُنْتُ أَسْمَنَ مَا أَكُونُ زَارَهُمْ بَعْضُ مَا يُحِبُّونَ
فَجَعَلُوا بَعْضِي شِوَاءً وَبَعْضِي قَدِيدًا ثُمَّ أَكَلُونِي , فَأَخْرَجُونِي
عَذِرَةً وَلَمْ أَكُ بَشَرًا قَالَ : وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : يَا لَيْتَنِي
كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ وَلَمْ أَكُ بَشَرًا.
450- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ
اللَّهَ , خَلَقَنِي يَوْمَ خَلَقَنِي شَجَرَةً تُعْضَدُ وَيُؤْكَلُ ثَمَرُهَا.
451- حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ شِمْرِ
بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ : لَوَدِدْتُ أَنِّي
كَبْشُ أَهْلِي , فَأَخَذُونِي , وَسَمَّنُونِي , وَذَبَحُونِي , فَأَكَلُونِي ,
وَأَطْعَمُوا ضَيْفَهُمْ.
452- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ,
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ : كَانَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ يَسِيرُ مَعَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَأَتَتْ إِحْدَى رَاحِلَتَيْهِمَا عَلَى
صِلِّيَانَةٍ فَانْتَفَشَتْهَا , فَقَالَ هَرِمٌ : أَيَسُرُّكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ ,
أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الصِّلِّيَانَةَ فَانْتَفَشَهَا بَعِيرُكَ فَلَمْ تَكُ
شَيْئًا ؟ قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنِّي لَأَرْجُو بَعْدَ الْمَمَاتِ
أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ فِي الدُّنْيَا , فَقَالَ هَرِمٌ لَكِنِّي : وَاللَّهِ
لَوَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ الصِّلِّيَانَةُ أَكَلَتْنِي هَذِهِ الدَّابَّةُ
فَذَهَبْتُ , فَلَمْ أَكُ شَيْئًا.
453- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ : لَيْتَنِي إِذْ مِتُّ كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
بَابُ الْبُكَاءِ.
454- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ ,
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ الْخَطِيئَةَ , وَإِنَّمَا كَانَتْ خَطِيئَتُهُ آيَةً
لَمَّا أَبْصَرَهَا أُمِرَ بِهَا
, فَعَزَلَهَا , فَلَمْ يَقْرَبْهَا , فَأَتَاهُ
الْخَصْمَانِ فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابِ , فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا قَامَ
إِلَيْهِمَا , فَقَالَ : اخْرُجَا عَنِّي , مَا جَاءَ بِكُمَا إِلَيَّ ؟ فَقَالاَ
: إِنَّمَا نُكَلِّمُكَ بِكَلاَمٍ يَسِيرٍ , {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ
وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} [ص] وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ
يَأْخُذَهَا مِنِّي , فَقَالَ : إِنَّهُ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُكْسَرَ مِنْهُ
مِنْ لَدُنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ يَعْنِي مِنْ صَدْرِهِ إِلَى أَنْفِهِ ,
فَقَالَ الرَّجُلُ : فَهَذَا دَاوُدُ قَدْ فَعَلَهُ قَالَ : فَعَرَفَ دَاوُدُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُعْنَى بِذَلِكَ , وَعَرَفَ ذَنْبَهُ فَخَرَّ سَاجِدًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكَانَتْ خَطِيئَتُهُ مَكْتُوبَةً فِي يَدِهِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِكَيْلاَ يَنْسَاهَا فَيَغْفَلَ، حَتَّى نَبَتَ الْبَقْلُ مِنْ دُمُوعِهِ مَا غَطَّى رَأْسَهُ، فَنَادَى بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا رَبَّهُ : قَرِحَ الْجَبِينُ، وَجَمَدَتِ الْعَيْنُ، وَدَاوُدُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ فِي خَطِيئَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ : فَنُودِيَ : أَجَائِعٌ فَتُطْعَمَ , أَمْ عُرْيَانٌ فَتُكْسَى , أَمْ مَظْلُومٌ فَتُنْصَرَ . قَالَ : فَنُحِبَ نَحْبَةً , هَاجَ مَا ثَمَّ مِنَ الْبَقْلِ حِينَ لَمْ يَذْكُرْ خَطِيئَتَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ غُفِرَ لَهُ . قَالَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ : كُنْ أَمَامِي , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ , ذَنْبِي ذَنْبِي , فَيَقُولُ : لَهُ : كُنْ خَلْفِي , فَيَقُولُ : رَبِّ , ذَنْبِي ذَنْبِي قَالَ : يَقُولُ خُذْ بِقَدَمِي قَالَ : فَيَأْخُذُ بِقَدَمِهِ.
445- حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ أَبِي هِلاَلٍ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
ثَابِتٌ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ : كَانَ لِدَاوُدَ النَّبِيِّ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَوْمٌ يَتَأَوَّهُ فِيهِ يَقُولُ : أَوَّهْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوَّهْ
مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوَّهْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قِيلَ لاَ أَوَّهْ قَالَ :
فَذَكَرَهَا صَفْوَانُ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ فَبَكَى حَتَّى غَلَبَهُ
الْبُكَاءُ فَقَامَ.
456- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتٌ قَالَ : كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ عِقَابَ اللَّهَ تَخَلَّعَتْ أَوْصَالُهُ
لاَ يَشُدُّهَا إِلَّا الأَسْرُ وَإِذَا ذَكَرَ رَحْمَةَ اللَّهِ تَرَاجَعَتْ.
457- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ
, عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ سُلَيْمَانَ بْنَ
دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ وَمَا أُتِيَ مِنْ مُلْكِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ
يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَطُّ تَخَشُّعًا لِلَّهِ حَتَّى قَبَضَهُ
اللَّهُ إِلَيْهِ.
458- حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ خَالِدٍ الرَّبْعِيِّ قَالَ : وَجَدْتُ
فَاتِحَةَ الزَّبُورِ : زَبُورُ دَاوُدَ : إِنَّ رَأْسَ الْحِكْمَةِ خَشْيَةُ
الرَّبِّ.
459- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ ,
مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ , عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَاهِبٍ
, فَقَالَ : يَا رَاهِبُ , كَيْفَ ذِكْرُكَ لِلْمَوْتِ ؟ قَالَ : مَا أَرْفَعُ
قَدَمًا , وَلاَ أَضَعُ أُخْرَى إِلَّا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ مُتُّ . قَالَ : كَيْفَ
دَأْبُ نَشَاطِكَ ؟ قَالَ : مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا سَمِعَ بِذِكْرِ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَلِّي فِيهَا.
قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ إِنِّي لَأَبْكِي فِي سُجُودِي
حَتَّى يَنْبُتَ الْبَقْلُ مِنْ دُمُوعِ عَيْنِي . قَالَ : فَقَالَ الرَّاهِبُ
إِنَّكَ إِنْ تَضْحَكْ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ لِلَّهِ بِخَطِيئَتِكَ خَيْرٌ لَكَ
مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ إِنَّ صَلاَةَ الْمُدِلِّ لاَ
تَصْعَدُ فَوْقَهُ.
قَالَ :
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَوْصِنِي قَالَ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلاَ
تُنَازِعُهَا أَهْلَهَا وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ إِنْ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا
, وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا , وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ
وَلَمْ تَضُرَّهُ , وَانْصَحْ لِلَّهِ كَنُصْحِ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ
يَضْرِبُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيُجِيعُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يُحِيطَ
بِهِمْ نُصْحًا.
460- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ
, عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ , عَنْ فَرْوَةَ بْنِ
مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ :
لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ لِي : يَا عُقْبَةُ
بْنَ عَامِرٍ أَمْلِكْ لِسَانَكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ.
461- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , وَيَعْلَى , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ
, عَنِ الْقَاسِمِ , أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ : أَوْصِنِي , فَقَالَ :
ابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ وَكُفَّ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ.
462- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
قَالَ : قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : طُوبَى لِمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ ,
وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ , وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ.
463- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ
صُبَيْحٍ قَالَ : قَالَ مَكْحُولٌ : رَأَيْتُ سَيِّدًا مِنْ سَادَاتِكُمْ يَا
أَهْلَ الْبَصْرَةِ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ
الْعَمُودَيْنِ , فَبَكَى وَهُوَ سَاجِدٌ حَتَّى بَلَّ الْمَرْمَرَ , فَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ , اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي , وَمَا قَدَّمَتْهُ يَدَايَ . قَالَ
: فَيَرَوْنَ أَنَّهُ ذَكَرَ ذَاكَ الْمَشْهَدَ الَّذِي شَهِدَهُ، يَعْنِي يَوْمَ
دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، قَالَ : وَإِذَا هُوَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ
464- حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ الْكِنَانِيِّ ,
عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : الْبُكَاءُ مِنْ
سَبْعَةِ أَشْيَاءَ : الْبُكَاءُ مِنَ الْفَرَحِ , وَالْبُكَاءُ مِنَ الْحُزْنِ ,
وَالْفَزَعِ وَالرِّيَاءِ , وَالْوَجَعِ , وَالشُّكْرِ , وَبُكَاءٌ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
تَعَالَى , فَذَلِكَ الَّذِي تُطْفِئُ الدَّمْعَةُ مِنْهَا أَمْثَالَ الْبُحُورِ
مِنَ النَّارِ.
465- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ
الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ
فِي الضَّرْعِ , وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَنَارُ جَهَنَّمَ.
466- حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى طَلْحَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ
جَهَنَّمَ فِي مَنْخَرَيْ مُسْلِمٍ.
467- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
, حَدَّثَنَا صَفْوَانُ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ اللَّجْلاَجِ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ , وَلاَ
يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ الرَّجُلِ
الْمُسْلِمِ.
468- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا , وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا , وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ وَتَبْكُونَ , وَلَوْ تَعْلَمُونَ
مَا أَعْلَمُ مَا انْبَسَطْتُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ , وَمَا تَقَارَرْتُمْ عَلَى
فُرُشِكُمْ.
469- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ ,
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا , وَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا أَعْلَمُ
لَسَجَدَ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْقَطِعَ صُلْبُهُ وَلَصَرَخَ حَتَّى يَنْقَطِعَ
صَوْتُهُ . ابْكُوا إِلَى اللَّهِ ؛ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَبْكُوا
فَتَبَاكَوْا.
470- حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى : {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة]
قَالَ : الدُّنْيَا كُلُّهَا قَلِيلٌ , فَلْيَضْحَكُوا فِيهَا مَا شَاءُوا وَإِذَا
صَارُوا إِلَى الْآخِرَةِ بَكَوْا بُكَاءً لاَ يَنْقَطِعُ فَذَلِكَ {كَثِيرًا}
[البقرة].
471- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ
, عَنْ أَبِي رَزِينٍ , عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} [التوبة] قَالَ : فِي الدُّنْيَا . {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة]
قَالَ : فِي الْآخِرَةِ.
472- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ , سُعِّرَتِ النَّارُ سُعِّرَتِ
النَّارُ , وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ , لَوْ تَعْلَمُونَ
مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
473- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ زِيَادِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ قَالَ :
مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مُنْذُ
نَزَلَ عَلَيْهِ {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ
تَبْكُونَ} [النجم] قَالَ : لَيْسَ الأَمْرُ فِي هَذَا إِلَّا لِمَنْ بَكَى.
بَابُ الْمُتَحَابِّينَ.
474- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ :
أُخْبِرْتُ أَنَّ : عَنْ يَمِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ
يَمِينٌ، قَوْمًا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , وُجُوهُهُمْ نُورٌ، عَلَى ثِيَابٍ
خُضْرٍ تَعْشُو أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُونَهُمْ , لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ
شُهَدَاءَ , قِيلَ : فَمَا هُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي جَلاَلِ اللَّهِ
حِينَ عُصِيَ اللَّهُ فِي الأَرْضِ.
475- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ طَلْقٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ نَاسًا يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ , مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اذْكُرْهُمْ لَنَا فَإِنَّا نُحِبُّهُمْ . قَالَ : هُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلاَ أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا بَيْنَهُمْ , لاَ يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعَ النَّاسُ , وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنُوا , ثُمَّ تَلاَ : {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
476- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ,
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : إِنَّ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ
عَبْدًا إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ فَاضَتْ عَيْنَاهُ , وَرَجُلًا كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا
فِي الْمَسَاجِدِ مِنْ حُبِّهَا , وَرَجُلًا لَقِيَ رَجُلًا , فَقَالَ : إِنِّي
أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ , وَقَالَ الْآخَرُ : إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ
فَتَصَادَقَا عَلَى ذَلِكَ , وَرَجُلًا إِذَا تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا
عَنْ شِمَالِهِ , وَرَجُلًا دَعَتْهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ ذَاتُ حَسَبٍ وَمَنْصِبٍ
, فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ , وَرَجُلًا نَبَتَ
بِحِلْمٍ وَعِلْمٍ فَإِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِهِ وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَيْهِ
, وَرَجُلًا رَاعَى الشَّمْسَ لِوَقْتِ الصَّلاَةِ.
477- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ الْعَنْبَرِيِّ
, عَنْ جَوَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : فِي الْجَنَّةِ
عَمُودٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِي أَعْلاَهُ سَبْعُونَ غُرْفَةً هِيَ
مَنَازِلُ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمُ الْمُتَحَابُّونَ
فِي اللَّهِ , إِذَا أَشْرَفَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَضَاءَ
لِأَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا يُضِيءُ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا , فَيَقُولُونَ
: هَذَا الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ.
478- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ
وُدًّا} [مريم] قَالَ : يُحِبُّهُمْ وَيُحَبِّبُهُمْ.
479- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ ,
عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}
[مريم] قَالَ : مَحَبَّةٌ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ.
480- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ الأَعْمَشِ
, عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ :
مَنْ أَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَقَدْ تَوَسَّطَ
الْإِيمَانَ , وَمَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ
وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ.
481- حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ , عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , رَجُلٌ يُحِبُّ الْمُصَلِّينَ
, وَلاَ يُصَلِّي إِلَّا قَلِيلًا , وَيُحِبُّ الصَّائِمِينَ وَلاَ يَصُومُ إِلَّا
قَلِيلًا , وَيُحِبُّ الذَّاكِرِينَ وَلاَ يَذْكُرُ إِلَّا قَلِيلًا , وَفِي
ذَلِكَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ قَالَ : هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
482- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ
, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ : مَا أَعْدَدْتَ
لَهَا ؟ قَالَ : فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيرًا . قَالَ : وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ . قَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
483- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ
الأَعْمَشِ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلاَ يَلْحَقُ بِهِمْ ؟ قَالَ : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ
أَحَبَّ.
484- حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ :
كَانَ رَجُلٌ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا فِي
اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ ؛ فَإِنَّهُ أَثْبَتُ لِلْمَوَدَّةِ، وَأَحْسَنُ لِلْأُلْفَةِ.
485- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ
أَبِي الْجَحَّافِ , عَنْ أَبِي فَزَارَةَ قَالَ : مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ إِلَّا
كَانَ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ أَفْضَلَهُمَا.
486- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَصِيرِ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
, عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ
عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ فَإِنَّهُ أَوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ.
487- حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ قَالَ :
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرْآةُ أَخِيهِ
فَإِذَا رَأَى بِهِ أَذًى فَلْيُمِطْهُ عَنْهُ.
488- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَيُّ
عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ
: الَّذِي يُسْرِعُ إِلَى هَوَايَ كَمَا يُسْرِعُ
النَّسْرُ إِلَى هَوَاهُ , وَالَّذِي يَكْلَفُ بِعِبَادِي الصَّالِحِينَ كَمَا يَكْلَفُ
الصَّبِيُّ بِالنَّاسِ , وَالَّذِي يَغْضَبُ إِذَا أُتِيَتْ مَحَارِمِي كَمَا يَغْضَبُ
النَّمِرُ لِنَفْسِهِ , فَإِنَّ النَّمِرَ إِذَا غَضِبَ لِنَفْسِهِ لَمْ يُبَالِ
أَكَثُرَ النَّاسُ أَمْ قَلُّوا.
489- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : يَا رَبِّ , أَيُّ عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ
: أَكْثَرُهُمْ لِي ذِكْرًا . قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى ؟ قَالَ :
أَقْنَعُهُمْ بِمَا أَعْطَيْتُهُ . قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعْدَلُ ؟ قَالَ :
مَنْ أَدَانَ نَفْسَهُ مِنْ نَفْسِهِ.
490- قَالَ
هَنَّادٌ : وَذَكَرَ وَكِيعًا وَلاَ أُرَانِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ ,
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ , عَنْ أَبِي رَافِعٍ ,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ قَرْيَةٍ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى
فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ مَلَكًا , فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ
؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَزُورَ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ فِي اللَّهِ،
قَالَ : فَقَالَ لَهُ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ :
لاَ , وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ . قَالَ : ذَلِكَ قَالَ : فَإِنِّي
رَسُولُ رَبِّكَ إِلَيْكَ إِنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ.
491- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارِ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ :
أَلاَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ . قَالَ : فَيُحَبِّبُهُ
اللَّهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَإِلَى أَوْلِيَائِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ,
وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَلاَ إِنَّ اللَّهَ
قَدْ أَبْغَضَ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبَغِّضُهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ
السَّمَاءِ وَإِلَى أَوْلِيَائِهِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ.
بَابُ
خُطْبَةِ النَّبِيِّ
492- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الأَخْنَسِ بْنِ شَرْبَقٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : كَانَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ ,
فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ :
أَمَّا بَعْدُ ؛ أَيُّهَا النَّاسُ تَقَدَّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ تَعْلَمُنَّ , وَاللَّهِ
لَيُصْعَقَنَّ أَحَدُكُمْ , ثُمَّ لَيَدَعَنَّ غَنَمَهُ وَلَيْسَ لَهَا رَاعٍ ,
ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ رَبُّهُ لَيْسَ لَهُ تُرْجُمَانٌ وَلاَ يَحْجُبُهُ دُونَهُ
: أَلَمْ يَأْتِكَ رَسُولٌ فَبَلَغَكَ ؟ وَآتَيْتُكَ مَالًا وَأَفْضَلْتُ عَلَيْكَ
؟ فَمَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ ؟ فَلَيَنْظُرَنَّ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلاَ يَرَى
شَيْئًا , ثُمَّ لَيَنْظُرَنَّ قُدَّامَهُ فَلاَ يَرَى غَيْرَ جَهَنَّمَ , فَمَنِ
اسْتَطَاعَ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقَّةٍ مِنْ تَمْرَةٍ
فَلْيَفْعَلْ , وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيْبَةٍ ؛ فَإِنَّ بِهَا تُجْزَى
الْحَسَنَةُ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ , وَالسَّلاَمُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ خَطَبَ مَرَّةً أُخْرَى : إِنَّ الْحَمْدَ
لِلَّهِ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ , نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا
وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا , مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ
يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ . إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَيَّنَهُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ وَأَدْخَلَهُ فِي الْإِسْلاَمِ
بَعْدَ الْكُفْرِ وَاخْتَارَهُ عَلَى مَا سِوَاهُ مِنْ أَحَادِيثِ النَّاسِ ,
إِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ وَأَبْلَغُهُ فَقَدْ سَمَّاهُ خِيرَتَهُ مِنَ
الأَعْمَالِ وَالصَّالِحَ مِنَ الْحَدِيثِ , وَكُلُّ مَا أُوتِيَ النَّاسَ مِنَ
الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ , فاعَبْدُوا اللَّهَ , وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ,
وَاتَّقُوهُ حَقَّ تُقَاتِهِ , وَاصْدُقُوا لِلَّهِ مَا تَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ
, وَتَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ بَيْنَكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ أَنْ
يُنْكَثَ عَهْدُهُ , وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
493- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ رَحِمَ اللَّهُ امْرَءاً سَارَ إِلَى رِزْقِهِ سَيْرًا جَمِيلًا , فَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ قَدْ نَفَخَ فِي رُوعِي : أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ , أَيُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ . قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالُوا : هَذَا الشَّهْرُ . قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالُوا : هَذَا الْبَلَدُ . قَالَ : فَإِنَّ حُرْمَةَ مَا بَيْنَكُمْ فِي دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى أَنْ تُلاَقُوا رَبَّكُمْ , وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ , وَأَوَّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ دَمٌ مِنَّا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَضَى فِي الرِّبَا , أَلاَ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى أَنْ تُلاَقُوا رَبَّكُمْ , وَلَكِنْ سَيَرْضَى مِنْكُمْ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ , وَ {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} [التوبة] أَلاَ وَ {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ} [التوبة] {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة] : شَعْبَانُ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحَجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ , أَلاَ وَإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا , وَإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقًّا , وَإِنَّ حَقَّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ وَلاَ يَعْصِينَكُمْ , أَلاَ فَإِنْ فَعَلْنَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ أَنْ تَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ , أَلاَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لاَ يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا , وَإِنَّمَا نَكَحْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ , أَلاَ وَإِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ وَلاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ أَخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ إِلَيْهِ مِنْ طِيبِ نَفْسٍ , أَلاَ وَمَنِ اؤْتُمِنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا , إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ , أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ . اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى.